قال موقع ديبكا الاستخباراتي الإسرائيلي، اليوم الاثنين: بعد الليلة الثانية على التوالي من شن تركيا هجمات على تنظيم داعش الإرهابي في شمال سوريا، وموافقة كل من واشنطنوأنقرة على فرض منطقة "أمنية عازلة" بالتعاون المشترك، وسماح تركيا للولايات المتحدة باستخدام قواعدها الجوية للطائرات الحربية المسماة ب"انجريك"، فإن ذلك يمثل في حد ذاته تنازلا أمريكيا تركيا كبيرا لإيران وإعلان الحصانة على حلفائها في سوريا، وعلي رأسهم الرئيس السوري بشار الأسد وحزب الله في جنوبلبنان من أجل كسب تعاون طهران في حملة تركيا ضد تنظيم داعش. وأضاف الموقع الإسرائيلي أن الصفقة تتضمن أيضا وعدا من واشنطنوتركيا بمنع امداد تركيا للجماعات المناهضة لبشار الاسد بالأسلحة ومحاولة قطع الإمدادات نهائيا عنها لكبح جماحها ضد بشار ونظامه. وأكد ديبكا أن تلك الحصانة لم تشمل حركة حزب العمال الكردستاني، حيث لم يفلت الحزب من تركيا التي استهدفته في مسار العمل الجوي والبري لها أثناء محاربتها، ظنا من تركيا أن الاكراد يشبهون داعش ولا يختلفون عنهم كثيرًا ويريدون تخريب البلاد، في الوقت الذي أعلن فيه الحزب الكردي انتهاء أي هدنة بينه وبين الأتراك وأن أية محاولات أخرى لعقد هدنة ليست لها معنى. وكشفت مصادر في مناصب عليا بأنقرة تفاصيل الصفقة الأمريكية التركية مع إيران، والتي تنص على استخدام الطائرات الحربية الأمريكية القواعد الجوية التركية، وليس مجرد مرفق "انجرليك" كبير فقط، لشن ضربات جوية ضد داعش، مع تجنب الأهداف السورية التابعة لبشار الأسد ونظامه، وقد وافقت واشنطن على طلبات أنقرة باستخدام العمليات الجوية والبرية ضد داعش في سوريا في محاولة لإنشاء "منطقة أمنية" جديدة، ومواصلة تلك الهجمات والقضاء على القوات الكردية التي تشكل أزمة كبيرة للجانب التركي. ويتوقع الخبراء أن تكون منطقة الحزام الأمني من خلال فرض منطقة حظر جوي عرضها 90 كم واسعة وعمق بمسافة 40 كم، بين مير، وهي بلدة صغيرة على بعد 25 كيلومترا شمال حلب في الغرب بسوريا، إلى بلدة بشمال غرب جرابلس، التي تقع على الضفة الغربية لنهر الفرات. وقالت مصادر في ديبكا: إن العمل الأمريكي التركي المشترك يدعم كثيرًا بشار الأسد وحزب الله في سوريا ويعزز النفوذ الإيراني والروسي في دمشق. وفي السياق، أظهر الاكراد إرادتهم في الانفراد بحكم ذاتي خاص بهم وإقامة دولة، قائلين: "نحن نحاول بناء قوة عبر أراضي العراق، ويوما ما في سوريا، ويمكن أن نفعل ما فعله البشمركة"، في الوقت التي تبدو فيه تلك الطموحات مصدر قلق كبير للأتراك.