أكد اللواء إيهاب عبدالرحمن مساعد وزير الداخلية، مدير الإدارة العامة لشرطة البيئة والمسطحات المائية، اتخاذ كل التدابير لتأمين خروج ملايين المصريين للاحتفال بعيد الفطر المبارك على المسطح المائي لنهر النيل وكافة المواقع التابعة للإدارة. وأضاف أن الجهود نجحت خلال عام واحد في إزالة 76 % من حجم التعديات على نهر النيل. وقال في حوار مع وكالة أنباء الشرق الأوسط، إنه تم اتخاذ التدابير الوقائية الاستباقية لفرض السيطرة الأمنية على مجرى نهر النيل وشاطئيه قبل عيد الفطر بفترة كافية، إضافة إلى اتخاذ كل الإجراءات التأمينية المكثفة طوال أيام العيد، مشيرا إلى أن شرطة البيئة والمسطحات المائية شنت حملات مكبرة بدأت منذ أول أمس الأحد ومستمرة حتى انتهاء عيد الفطر المبارك بمشاركة فنيين من جهاز شئون البيئة وشرطة السياحة والنقل والمواصلات والحماية المدنية لتأمين خروج المصريين للتنزه على نهر النيل. وقال عبدالرحمن، إنه بالنسبة للإجراءات الوقائية الاستباقية، بدأت الإدارة حملات مكثفة منذ أول أمس الأحد لتحقيق التواجد الأمني المكثف من حملات المرور والتفتيش على المراسي والعائمات بكافة أنواعها الثابتة والمتحركة بالتنسيق مع الجهات الأمنية والإدارية المختصة وهى شرطة السياحة والنقل والمواصلات وهيئة النقل النهري والحماية المدنية وقطاع حماية النيل التابع لوزارة الرى وهيئة النقل النهرى. واستطرد قائلا إن شرطة البيئة والمسطحات المائية تزودت خلال الفترة الماضية بنحو 130 لنشا سريعا وبالعديد من التجهيزات الفنية لمواصلة جهودها المستمرة في تمشيط الجزر والمشاتل والمراسي المائية والمناطق أسفل الكبارى والتي يتخذها بعض الخارجين عن القانون مأوى وملاذا لهم ونقطة انطلاق لممارسة نشاطهم غير المشروع وكذلك تفعيل القوانين النوعية الخاصة بحماية نهر النيل وحمايته من التلوث وكذلك قوانين الملاحة النهرية لضمان سلامة العائمات ومراكب التنزه والتأكد من التزامها باشتراطات الأمن والسلامة الموضوعة. وكشف أن حجم التعديات على نهر النيل وصل إلى معدلات مهولة في أعقاب ثورة 25 يناير حيث بلغت ما يقرب من 100 ألف حالة تعد، لكن رجال الإدارة بالتعاون مع مختلف الجهات المعنية نجحوا خلال الفترة الماضية في زيادة نسبة التصدى وازالة التعديات حتى وصلت اليوم نسبة إزالة التعديات على مجرى نهر النيل إلى أكثر من 76 في المائة، وهو ما لاحظه المواطن الذي يوفر الظهير الشعبى اللازم لشرطة المسطحات المائية من أجل مواصلة ومضاعفة الجهود لحماية نهر النيل وبحيراته السبع من التعديات سواء كانت كبيرة أو صغيرة، مطالبا منظمات المجتمع المدني بالمشاركة الفعالة لزيادة التوعية للحد من هذه الاعتداءات. وضرب مثلا بجهود شرطة البيئة والمسطحات المائية في إزالة التعديات عندما تصدت لقيام بعض رجال الأعمال في منطقة حلوان بردم أكثر من 80 فدانا في نهر النيل، وقامت بأكبر حملة إزالة تعديات على هذه المخالفات استمرت على مدى 15 يوما بمشاركة 32 كراكة ولودر و40 سيارة نقل. وكشف اللواء إيهاب عبد الرحمن عن أنه تم الانتهاء من التعديلات اللازمة على مشاريع القانون الموحد لحماية نهر النيل حيث سيتم تغليظ العقوبة على المعتدى وتشديد العقوبة من الغرامة إلى الحبس والغرامة. وأوضح أن حماية نهر النيل من كل صور التعديات تعتبر قضيّة أمن قومى ويوليها الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية اهتماما بالغا، مشيرا إلى أن شرطة البيئة والمسطحات المائية لها دور مهم في حماية نهر النيل حيث شهدت المرحلة الأخيرة حالات تعدٍ سافر على نهر النيل الذي يعد هو شريان الحياة في مصر، لذا تم البدء في إعادة صياغة المنظومة التي تعمل من خلالها الإدارة بناء على توجيهات اللواء مجدى عبد الغفار وزير الداخلية، بتفعيل الأداء الأمني والوقوف بشدة في مواجهة التعديات على كل ما يهدد حياة المصريين. وقال إنه تم خلال الفترة الماضية إزالة 7500 حالة تعد على الرقعة الزراعية، موضحا أن الإدارة قامت بالتنسيق مع وزارة الزراعة بحملات لحماية الرقعة الزراعية من التعديات سواء بالتبوير أو البناء أو التشوين، وتقوم بتأمين الجهات الإدارية أثناء قيامها بتنفيذ قرارات الإزالة الصادرة في هذا الشأن، إضافة إلى مراقبة حركة التصنيع والإتجار غير المشروع في مستلزمات الإنتاج الزراعي والحيواني، كما تقوم بالمتابعة الأمنية في استخدام مياه الصرف المعالجة في ري الغابات الشجرية. وكشف أنه تم ضبط أكثر من 500 ألف طن من الأسمدة المغشوشة خلال عام، لافتا على سبيل المثال إلى أن شرطة البيئة والمسطحات المائية وجهت حملة أمنية استهدفت مصنعا بالفيوم لتصنيع المبيدات المغشوشة وعثرت على 31 ألف طن مبيدات مغشوشة من شأنها الإضرار بالتربة الزراعية وبالمنتج الزراعى نظرا لأنها تصنع من مواد مجهولة المصدر وتسبب أمراضا سرطانية خطيرة. كما كشف اللواء إيهاب عبد الرحمن عن توجيه ضربات قاضية لمافيا تجارة النفايات الطبية الخطرة، إذ تمت مداهمة شركة بناحية المنطقة الصناعية طريق القطامية العين السخنة ومصنعا آخر يتبع أحد كبار رجال الأعمال في منطقة القلعة بالقاهرة يقومان بتجميع النفايات الطبية الخطرة الخاصة بالمستشفيات والجهات الطبية المختلفة تمهيدا لاعادة طرحها في السوق المحلية وإعادة تدويرها لاستخدامها في الأغراض المتعلقة بالعبوات الغذائية والمتجات البلاستيكية المختلفة. وأوضح في هذا الصدد أنه تم ضبط 10 أطنان عبارة عن حقن ملوثة ومدممة وأمبولات زجاجية وعقاقير طبية وأنابيب اختبار خاصة بالمعامل الطبية، وقطن ملوث وشاش ملوث وجميعها مدممة ونواتج استخدام في العمليات الجراحية، وذلك قبل استخدامها لتصنيع أدوات المائدة البلاستيكية. وحول المشاكل التي تحاصر الثروة السمكية في مصر، قال اللواء إيهاب عبد الرحمن مدير الإدارة العامة لشرطة البيئة والمسطحات المائية إن التلوث يحاصر الثروة السمكية من كل اتجاه، وتقوم الإدارة حاليًا بالتنسيق مع هيئة الثروة السمكية باستهداف الأقفاص السمكية المقامة بصورة عشوائية على نهر النيل وروافده، التي تم من خلالها زراعة اسماك باستخدام أعلاف غير صحية وغير مصرح بها عبارة عن نفايات من مزارع الدواجن والمجازر، وهو ما يمثل تهديدا صارخا لصحة المواطن ولسلامة نهر النيل حيث تم إزالة أعداد ضخمة جدًا من تلك الاقفاص، وكان لها أثر بالغ جدًا في حماية النهر وتم ضبط 13 ألف قضية في مجال حماية الثروة السمكية خلال الأشهر الستة الماضية. وتابع مدير شرطة البيئة والمسطحات المائية قائلا إن مجلس الوزراء يتابع مشروعا رائدا لإنقاذ بحيرة المنزلة التي فقدت جزءا كبيرا من مساحتها بسبب التعديات حتى تقلصت مساحة البحيرة من 850 ألف فدان إلى 125 ألف فدان، وهناك جهود كبيرة لتطهير بحيرة المنزلة لمعادلة نسبة الملوحة الخاصة بها وتحقيق التوازن الصحى والاستعانة بكراكات خاصة. كما نوه مدير الإدارة العامة لشرطة البيئة والمسطحات المائية إلى أن تلوث الهواء يعد أحد المشكلات الرئيسية التي تعمل الإدارة على مواجهتها خاصة مع انتشار ظاهرة السحابة السوداء التي تعرض أرواح المواطنين للخطر، لذا تقوم شرطة البيئة والمسطحات بعمل قياس ورصد وتحليل نوعية الهواء، وتسير في خطة نقل المصانع الكبيرة الملوثة الهواء ونقل المسابك والفواخير والمكامير خارج الكتلة السكنية والتوسع في استخدام الغاز الطبيعي بجميع وسائل النقل والتوسع في مجال تدوير المخلفات الزراعية والقمامة والمرور الدوري على المنشآت والحملات اليومية على المناطق المركزية في القاهرة والجيزة والقليوبية، حيث تم ضبط 22 ألف قضية في مجال حماية البيئة من التلوث. وفى ختام الحوار، أعلن مدير الإدارة العامة لشرطة البيئة والمسطحات المائية اللواء إيهاب عبد الرحمن عن إطلاق مشروع التاكسي النهرى خلال الأشهر الستة القادمة ليكون بمثابة وجهة حضارية وسياحية جديدة تضاف إلى مصر.