كشفت الأحداث الإرهابية الأخيرة التى وقعت خلال الأيام الماضية، أننا فى حالة حرب حقيقية، وليست مجرد مواجهة مع إرهاب جماعة الشر من الإخوان ومن يواليهم فى الداخل، فلو كان الأمر مقصورا عليهم لانتهت المسألة فى أسابيع معدودة، لكننا بالفعل نخوض حرب وجود يستخدم فيها العدو - الذى تتعدد صوره وتحالفاته – أخس الأساليب وأحقرها فى المواجهة، والفرق بلا شك كبير بين عقيدة قواتنا المسلحة فى مواجهة العدو، وبين هذا الإرهاب الذى يديره ويخطط له دول وأجهزة مخابرات عربية وإقليمية ودولية، يدفع لها التنظيم الدولى بسخاء مما يحصل عليه من دعم مالى من قطر وتركيا، وربما من دول أخرى فى الخفاء تبدى غير ما تبطن! قناة الجزيرة (قطر سابقا) زادت من وتيرة هجومها وكثفت من أكاذيبها وأضاليلها خلال هذه الفترة، ومن لحظة استشهاد النائب العام حتى سقوط خلية 6 أكتوبر وتصفية عناصرها مرورًا بعملية كمائن (الشيخ زويد) الفاشلة، لم يكن يتبقى للجزيرة (دويلة قطر سابقا) إلا الاعتراف بمسئوليتها عن اغتيال النائب العام وعملية الكمائن وتوجيه عناصر الإرهاب فى الداخل من كثرة الأخبار الكاذبة والمواد التحريضية والمداخلات الهاتفية التى كانت تبثها على مدار الساعة بالتزامن مع العمليات فى سيناء. العقدة النفسية التى تعانى منها قطر، لن يستطيع حكماء العالم علاجها، ولن تستطيع أدوية العالم تخفيف ألمها.. قطر كانت بين قوسين أو أدنى من الجلوس والتربع على عرش محور قناة السويس، وكانت تؤهل نفسها للعب الدور الأساسى فى المنطقة بمشاركة جماعة الشر والجاسوس محمد مرسى، وكانت أقرب إلى مفتاح مصر من أى دولة أخرى تسعى إليها، وكانت على بعد خطوات قليلة لتحقيق حلم السيطرة باعتبارها (عراب) الصهيونية، حيث إنها حليف استراتيجى لإسرائيل وإن كان بدون عقود واتفاقيات مكتوبة، ويكفى فقط أن قناة الجزيرة هى الوحيدة التى تستضيف على شاشاتها خبراء ورجال سياسة وجيش إسرائيليين، وهى القناة الوحيدة التى فتحت أبوابها واستوديوهاتها لساسة من إسرائيل بلا خجل أو حياء. كانت قطر وما زالت تريد الانتقام ممن حولوا حلمها إلى كابوس، وممن داسوا عليها وأظهروا خططها ونواياها تجاه مصر والمصريين وكشفوه للشعب المصرى والعربي.. لذلك لم تستطع قطر بعد كل التحذيرات التى وجهت إليها من قادة دول مجلس التعاون بالكف عن مناصبة مصر العداء ، ولم تستطع أن تكبح جماح غلها وحقدها وهى ترى مشروع قناة السويس الجديدة يكتمل، وترى مصر تضع اللمسات الأخيرة لتدشينه وسط اهتمام عالمى، لم تستطع قطر أن تضبط مشاعرها أو تتمالك نفسها فى الذكرى الثانية لثورة 30 يونيو والذكرى الثانية لاسترداد الوطن فى 3 يوليو من عصابة الإخوان وحلفاء الشر، وبوجه مكشوف تظهر عليه علامات الخيبة والحسرة يردد ببغاءاتها الكلمات على الشاشة قائلين (الذكرى الثانية للانقلاب) فى الوقت الذى اعترف فيه العالم بثورة الشعب المصرى باستثناء قطر وتركيا، ويذيعون تقريرا مسموما يشير إلى أن مشكلة الإرهاب فى سيناء بسبب الجيش المصرى، وأن الجيش المصرى استخدم القوة المفرطة فى التعامل مع الإرهابيين.. قطر تسير على هدى الجاسوس مرسى عندما طالب الجيش بالمحافظة على أرواح الخاطفين والمخطوفين فى سيناء، عندما كان مندوبا لمكتب الإرشاد فى الاتحادية.. فضيحة قطرية من العيار الثقيل تخرج من الجزيرة بتوجيهات من سيدة القصر وطفلها المدلل. ما فعلته قطر فى الأيام الأخيرة يدفعنا إلى طرح بعض الأسئلة.. هل يكفى سحب السفير وتعيينه فى دولة أخرى وهل يكفى قطع العلاقات بقرار مصرى.. هل تكفى الردود الدبلوماسية وبعض بيانات الاحتجاج.. هل يكفى ما تبقى من صبر لاحتمال المزيد من الأخطاء والخطايا فى حق مصر وشعبها.. إلى متى سنظل نعمل حسابا لها على اعتبار أنها دولة عربية شقيقة كما تقول الدبلوماسية.. إلى متى السكوت على قطر التى صارت سرطانا ينمو بسرعة فى جسد الأمة العربية؟ إذا كانت دول الخليج لا تملك لها شيئا فهذا شأنها.. ويجب أن يكون لنا شأن آخر، وأعتقد أنه آن أوان الحساب والعقاب.