سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المسكوت عنه في القرآن والسنة "2"..عمر الدنيا في أقوال المفسرين.. القرطبي استطاع تحديد عمر البشرية بمقدار 50 ألف سنة وهو نفس طول يوم الحساب.. ومن يعرف متى ولد آدم"عليه السلام" يقدّر متى تقوم الساعة
تدهشنا حيث لا مجال للدهشة، عقلية المسلمين وطريقة تفكيرهم بل وخوفهم وهروبهم من النهاية القريبة للدنيا ويوم القيامة، وبالمناسبة اقتراب الساعة يحدده القرآن ونبوءات الرسول (ص) ولست انا أو أي مجتهد أو باحث، ومن يستمع لآراء المسلمين عامتهم وخاصتهم من رجال الدين يدرك أي قدر من الخوف يتملكنا من اقتراب الساعة، ويزداد الإنكار لاقتراب هذا اليوم المشهود كلما ازداد الحديث عن التنبؤ بنهاية العالم أو اقتراب الساعة، والبداية كانت مع بداية الألفية، عندما تنبأت مجموعة من أتباع المسيحية الصهيونية بأن الألف الجديدة ستكون مسرح ظهور المسيح الذي يحكم العالم ثم تقوم الساعة. ومرت السنون وأتت مجموعة أخرى وترجمت تلك الأفكار إلى فيلم جرئ عن نهاية العالم تحت عنوان "2012" وهو التاريخ الذي حددوه لنهاية الدنيا والتاريخ البشري، حتى وان اختلف التناول والتفاصيل، ثم تخرج علينا بين الحين والآخر بعض المواقع العالمية أو المحلية وتحمل أنباء عن ظهور علامات للساعة سواء الكبرى أو الصغرى وكان منها ما تعرضنا له من تصريحات المفتي السابق د. على جمعة وقمنا بتفنيدها وتصحيح ما جاء بها، ثم تطالعنا تنبؤات ناسا عن اقتراب القيامة والذي نشرت أخبار عنه في المواقع العالمية تشير إلى أنه تم رصد بطء في سرعة دوران الأرض وتغيير في معدل المغناطيسية القطبية للأرض وما يترتب عليه من اختلاف وتغيير في الاتجاهات الأربعة الأصلية للأرض بمعنى أن يصبح الشرق مكان الغرب والعكس، ومن ثم يتوقع ظهور الشمس من مغربها وهو ما يقابله في عقيدتنا الإسلامية إحدى علامات الساعة الكبرى وهي أن تشرق الشمس من مغربها، وأخيرا ما نشرته صحيفة "الميرو" البريطانية منذ أيام عن تنبوءات بنهاية العالم في سبتمبر 2015 بسبب تصادم نيزك أو كوكب ضخم يصطدم بالأرض. وعبر د. "مسلم شلتوت" أستاذ بحوث الشمس والفضاء بالمعهد القومي للبحوث الفلكية بحلوان، ونائب رئيس الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، عن رفضه لما يتردد عن اقتراب يوم القيامة من منظور علمي قائلا أن ما ذكر على لسان علماء ناسا عن ظهور الشمس من مغربها غير ممكن لأن 98% منهم لا يؤمنون بالميتافيزيقا أي لا يؤمنون بوجود إله للكون من الأساس، فكيف لهم أن يتوقعوا حدوث علامة من علامات الساعة الكبرى التي نعرفها في ديننا الإسلامي. ونفى الدكتور سالم عبد الجليل وكيل وزارة الأوقاف السابق امكانية ظهور علامات الساعة الكبرى في عصرنا هذا، لأن الساعة من الغيب ولا يعلم الغيب إلا الله، ومن يتحدثون عن العلامات "مهاويس" وباحثون عن الشهرة. ورغم هذا النفي إلا أن القرآن ومن بعده السنة المطهرة قد دللا على إمكانية التنبؤ باقتراب يوم القيامة بل وتحديده تحديدا مباشرا باليوم والساعة والدقيقة من الناحية العلمية وبالبحث النظري من خلال معادلة حسابية دقيقة يمكن إثباتها والبرهنة عليها وهي ( عمر الدنيا أو البشرية = طول يوم القيامة). وأيات القرآن الكريم تذكر وتحدد طول اليوم بالتوقيت الرباني بمدتين مختلفتين الأولى في قوله تعالى "وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ"، وفي آية أخرى: " تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ"، وما يخصنا الآن هو يوم القيامة والذي أفاض المفسرون في شرحه وتحديد مدته بأنه المقصود من أيام الله والذي طوله 50 ألف سنة مما نعد من أيام البشر، وقد وضع الإمام القرطبي في تفسيره مقياس طول يوم القيامة وجعله مساويا لطول عمر البشرية "الدنيا" عندما قال في تفسيره للأية سالفة الذكر عن يوم القيامة في سورة المعارج: "وعن مجاهد أيضًا والحكم وعكرمة: هو مدة عمر الدنيا من أول ما خلقت إلى آخر ما بقي خمسون ألف سنة. لا يدري أحد كم مضى ولا كم بقي إلا الله عز وجل. وقيل: المراد يوم القيامة، أي مقدار الحكم فيه لو تولاه مخلوق خمسون ألف سنة، قاله عكرمة أيضًا والكلبي ومحمد بن كعب". والواضح أن الأئمة سبقونا في تحديد عمر الدنيا دون الحاجة إلى حسابات العلماء التي ينفي بعضها البعض ويهدم كل منهم نظرية الأخر، وأبسط دليل على صدق افتراضية علماء السلف هو ما فصلته وأوضحته الأحاديث النبوية الشريفة حول تفاصيل الحساب والعذاب يوم القيامة وفترات حساب الأمم وقد ثبت أن أول أمة تحاسب هي الأمة المحمدية ثم من بعدها أمة عيسى عليه السلام وهكذا وهكذا ممن كان قبلنا من الأمم حتى نصل إلى أول الخلق أدم عليه السلام وذريته، وهو ما يشير إلى أن كل أمة تحاسب وتعذب بمقدار عمرها على الأرض. ونخلص مما سبق أن عمر التاريخ البشري 50 ألف سنة مما نعد وتكون القيامة في نهاية هذا المدة الزمنية بحسب المعادلة النظرية (يوم القيامة= عمر الدنيا= 50 ألف سنة) لكن تظل الصعوبة والتحدي الإلهي في إمكانية تحديد بداية عمر البشرية ومتى كانت في الماضي من اللحظة التي نعيشها الآن حتى نحسب كم يتبقى من فترة الخمسين ألف سنة، فمن يستطيع الإجابة على السؤال متى ولد أدم عليه السلام يستطيع تحديد يوم القيامة!