عقدت بمقر وزارة الخارجية، اليوم الخميس، الجولة الأولى للمشاورات السياسية بين مصر ومجموعة دول الفيشيجراد (المجر – سلوفاكيا - بولندا – التشيك)، على مستوى كبار المسئولين، برئاسة السفير حاتم سيف النصر، مساعد وزير الخارجية للشئون الأوروبية، ومساعدو وزراء خارجية دول المجر وسلوفاكيا وبولندا والتشيك. واكتسبت هذه المشاورات أهمية خاصة في ضوء أنها تأتى بعد أيام قليلة من الزيارة الناجحة للرئيس عبدالفتاح السيسي إلى المجر، العضو المؤسسى للفيشجراد، وذلك خلال الفترة من 4-6 يونيو الجاري، وجولة وزير الخارجية إلى بولندا والمجر والتشيك في أبريل 2015. اشتملت أجندة المشاورات على سبل تعزيز العلاقات بين مصر وتجمع الفيشيجراد، وآفاق تطويرها في مختلف المجالات، إضافة إلى تبادل وجهات النظر إزاء عدد من الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، ومن أبرزها جهود مكافحة الإرهاب، والأوضاع في ليبيا، والأزمة السورية، والقضية الفلسطينية، فضلًا عن سبل تعزيز الفهم والتعاون بين مصر ودول الاتحاد الأوروبي بصفة عامة. وأوضح السفير حاتم سيف النصر في مستهل جولة المشاورات أن مصر حريصة على تطوير علاقاتها مع الدول أعضاء تجمع الفيشجراد في مختلف القطاعات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية على المستويين الثنائى والمتعدد الأطراف، وكذلك في إطار مؤسسات الاتحاد الأوروبي. كما استعرض آخر المستجدات على صعيد تنفيذ خطوات خارطة المستقبل بما في ذلك الاستعدادات الجارية لعقد الانتخابات البرلمانية، إيذانًا بالانتهاء من استكمال كل الاستحقاقات السياسية لخارطة المستقبل. وحول المشهد الاقتصادى والاستثمارى الداخلى، أبرز السفير سيف النصر الخطوات التي اتخذتها الحكومة المصرية لتحقيق النمو الاقتصادى وتشجيع الاستثمارات، من بينها قانون الاستثمار الجديد، منوهًا إلى النجاح الباهر الذي حققه مؤتمر "دعم وتنمية الاقتصاد المصرى.. مصر المستقبل" الذي عقد في شرم الشيخ في مارس الماضى، وكذلك قمة التكتلات الاقتصادية الإفريقية الثلاث (الكوميسا والساداك وتجمع شرق إفريقيا) التي عقدت في شرم الشيخ، وتم خلالها التوقيع على الاتفاقية التأسيسية لمنطقة تجارة حرة بينهم. وذكر السفير حاتم سيف النصر أن إطلاق مصر لمشروعات عملاقة، من بينها مشروع قناة السويس الجديدة المقرر افتتاحه يوم 6 أغسطس المقبل، واستضافتها لهذين المؤتمرين المشار إليهما، فضلًا عن الإعلان عن استضافتها لمؤتمر المنتدى الاقتصادى للشرق الأوسط وشمال إفريقيا "دافوس" العام المقبل، ووأيضًا الخطوات السياسية والاقتصادية التي اتخذتها مصر منذ ثورة 30 يونيو 2013 إنما تؤكد على جديتها في الاستمرار في المضى قدمًا بخطى ثابتة نحو استكمال البنيان الديمقراطى لمؤسسات الدولة وتنفيذ برنامجها الشامل للتنمية الاقتصادية. كما شهدت جولة المشاورات تبادلًا للرؤى حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، لعل أبرزها الحرب على الإرهاب، حيث أعاد مساعد وزير الخارجية طرح موقف مصر الثابت إزاء تفشى ظاهرة الإرهاب، مشددًا على أهمية تضافر الجهود الدولية للقضاء على كل التنظيمات الإرهابية واقتلاع الإرهاب من جذوره وتجفيف منابع تمويلها في ضوء أن هذه الظاهرة تمثل تهديدًا على الشرق الأوسط وعلى أوروبا أيضًا، مبرزًا في هذا السياق الدعوة التي أطلقها السيد رئيس الجمهورية لتصويب الخطاب الدينى بغية تصحيح الأفكار المغلوطة. إلى جانب ما تقدم، استعرض السفير حاتم سيف النصر جهود مصر لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، ورؤيتها إزاء الأوضاع في كل من ليبيا وسوريا واليمن، وكذا موقفها من القضية الفلسطينية. ونوه في هذا الصدد بملتقى القبائل الليبية الذي استضافته مصر مؤخرًا، إضافة إلى مؤتمر المعارضة السورية الذي عقد منذبضعة أيام بالقاهرة. من جانبهم، أكد رؤساء وفود الدول الأعضاء بتجمع الفيشجراد على اهتمام بلادهم بتعزيز علاقات التعاون القائمة مع مصر في مختلف المجالات، وتكثيف الحوار الثنائى وفى إطار صيغة 1+4 (مصر + المجر /سلوفاكيا/بولندا/التشيك). وأوضحوا اتفاقهم في الرأى على المخاطر التي باتت تهدد المجتمع الدولى نتيجة تفشى ظاهرة الإرهاب والتطرف، وبضرورة تكاتف الجهود الدولية للقضاء على الإرهاب، فضلًا عن وقوف بلادهم إلى جانب مصر في حربها على الإرهاب.