جددت حكومات دول المملكة المتحدة والصين وفرنسا وألمانيا وإيطاليا، وروسيا، وإسبانيا، والولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي اليوم الاربعاء، التزامهم القوي بسيادة واستقلال وسلامة ووحدة أراضي ليبيا، مطالبين أطراف النزاع بالاجتماع بشكل عاجل تحت رعاية الأممالمتحدة للتوصل الى حل سياسي ينهي الصراع في البلاد. واجتمع مسؤولون كبار من الحكومات سالفة الذكر اليوم الأربعاء في برلين مع أعضاء الوفد الليبي للحوار السياسي الذي تقوده الأممالمتحدة وبحضور الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، برناردينو ليون. وذكر بيان مشترك صدر من الخارجية البريطانية أن الشعب الليبي يستحق السلام والاستقرار والازدهار، ولاتزال ليبيا تواجه تهديدات جديدة لسيادتها وسلامة أراضيها. وأضاف البيان "أن الصراعات المسلحة بين الأشقاء تؤدي إلى معاناة شديدة للسكان المدنيين، وتدهور الوضع الإنساني، ووجود نسبة عالية من انتهاكات حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي، وتشريد أعداد كبيرة من الأشخاص، واستنزاف موارد الدولة، وتعريض الاقتصادي والمالي في ليبيا لخطر الانهيار الوشيك". وأوضح "أن الجماعات الإرهابية، على النحو المحدد من قبل مجلس الأمن الدولي، تسعى لتعزيز وجودها في ليبيا مقسمة وتهدد أمن المنطقة بأسرها." وأكدت الدول الموقعة على البيان أن الحرب وعدم الاستقرار في ليبيا ومناطق أخرى يسهم في تزايد أعداد اللاجئين، الذين يقعون فريسة للشبكات الإجرامية، بما في ذلك المتاجرين بالبشر والمهربين الذين يزدهرون نتيجة تقسيم ليبيا، على حساب السلام والأمن والامكانيات الاقتصادية البلاد وتؤدي إلى استمرار الخسائر في أرواح المهاجرين في البحر." وفي مواجهة هذه التهديدات، جدد جميع المشاركين في الاجتماع التزامهم القوي بسيادة واستقلال وسلامة ووحدة أراضي ليبيا، "وبينما نذكر ببيان مجلس الأمن الدولي في 23 يوليو 2014 وقرارات مجلس الأمن الدولي رقم 2174 (2014)، 2213 (2015)، 2214 (2015)". وأعربت الحكومات والاتحاد الأوروبي عن دعمهم المطلق للحوار السياسي الليبي بقيادة الممثل الخاص ليون ومقترحاته من أجل التوصل إلى حل وسط. وأثنوا على الالتزام المستمر من المفاوضين الليبيين بعملية الحوار التي تقودها بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا واقتناعهم بأن التسوية السياسية الشاملة هي الحل المستدام الوحيد للازمة السياسية في ليبيا. وأكدت الحكومات مجددا بأن أفضل طريقة لمواجهة التحديات في ليبيا عن طريق "ليبيا موحدة" بالشراكة مع المجتمع الدولي. وأشادت الحكومات الموقعة على البيان والاتحاد الأوروبي بتفاني وجهود جميع المشاركين في الحوار السياسي والمسارات الأخرى لعملية السلام، مرحبين بالتأييد الواسع النطاق الذي تتمتع به العملية السياسية بين الشعب الليبي، والإسهامات المتعددة للمجتمع المدني الليبي في هذه العملية. كما أثنوا على وجه الخصوص بالمبادرات الهامة التي تقوم بها عدد من البلديات لوقف إطلاق النار، وتبادل الأسرى، وإطلاق سراح السجناء، والسماح لعودة المشردين داخليا. كما دعا المجتمعون الزعماء الليبيين إلى اغتنام الفرصة للاجتماع بشكل عاجل تحت رعاية الأممالمتحدة بحسن نية للتوافق على اتفاق سياسي ينص على وقف إطلاق النار، وعلى مؤسسات سياسية شاملة، تشمل تشكيل حكومة وفاق وطني، وترتيبات أمنية مؤقتة. وحثوا جميع الأطراف الليبية على التغلب على العقبات المتبقية للوصول الى اتفاق، وخلق بيئة مواتية لإيجاد حل عادل ودائم وشامل للصراعات الحالية، والوقف الفوري لجميع الأعمال العدائية ومنع كل الأعمال التي قد تعكر صفو العملية السياسية. وفي الوقت نفسه، أكدوا عزمهم على وضع التدابير المناسبة ضد أولئك الذين يهددون السلام والاستقرار أو الأمن في ليبيا، أو عرقلة أو تقويض النجاح نحو إنجاز تحول سياسي. والتقى المسؤولون بممثلين من مصر والجزائر وتشاد والمغرب والنيجر والسودان وتونس، ورحبوا بجهودهم بجانب الاتحاد الافريقي نحو عملية السلام التي يقودها بيرناردينو ليون.