أدى منتخب تشيلي لكرة القدم، أمس، أول مران بكامل نجومه، بعد وصول أرتورو فيدال، استعدادًا لبطولة كوباأمريكا، التي تنطلق بعد غد الخميس، بمباراة بين "لاروخا" اللاتيني، صاحب الضيافة، ونظيره الإكوادوري. وخاض المنتخب التشيلي، بقيادة مدربه، خورخي سامباولي، أول مران بمشاركة لاعبيه ال23، الذين استدعاهم لخوض منافسات البطولة، في مجمع "خوان بينتو دوران" بالعاصمة سانتياجو. وكان فيدال، المحترف في صفوف يوفنتوس الإيطالي، آخر المنضمين إلى معسكر المنتخب التشيلي، بعد أن خسر السبت أمام برشلونة الإسباني في نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم. وكان فيدال، قد غادر تورينو، الأحد، على أمل الوصول إلى تشيلي الإثنين، ولكنه لم يتمكن من اللحاق بالرحلة، التي تقله من مدريد إلى تشيلي، ليتأخر انضمامه للمعسكر حتى أمس. كما كان حارس مرمى المنتخب وقائده كلاوديو برافو، متواجدًا في النهائي، دون أن يلعب، ولم يشارك في احتفالات الفريق التي أقيمت الأحد، للانضمام إلى معسكر المنتخب في أقرب وقت ممكن. ووصل برافو إلى تشيلي الإثنين، وانخرط في التدريبات مع زملائه، مساء نفس أمس. و تنطلق بعد غد الخميس، منافسات بطولة كوباأمريكا 2015 في تشيلي، حيث ستسعى لاستغلال إقامة الحدث على أرضها، لاقتناص اللقب الذي استعصى عليها في أربع مرات، تأهلت فيها للنهائي وخسرته، ولكنها ستواجه تطلعات خصوم أقوياء مثل الأرجنتين، وأوروجواي، والبرازيل، وكولومبيا. ويفصل بين آخر مرة نظمت فيها تشيلي البطولة، وتلك النسخة 24 عامًا، مع العلم بأنها نالت شرف تنظيم هذا الحدث الكروي، الذي يعد بمثابة أقدم بطولة على صعيد المنتخبات سبع مرات. وبخلاف تشيلي، فإن الاكوادور، التي ستواجه تشيلي في مباراة البطولة الافتتاحية، وفنزويلا، هي المنتخبات الوحيدة التي لم تتوج باللقب. وتعتمد تشيلي على تألق كل من المهاجم أليكسيس سانشيز مع ناديه أرسنال الإنجليزي، وأرتورو فيدال الذي خسر مؤخرًا نهائي دوري الأبطال مع يوفنتوس الإيطالي، وكلاوديو برافو، حارس عرين برشلونة الإسباني، وتحت قيادة المدرب الأرجنتيني خورخي سامباولي. بخلاف تشيلي فإن الأرجنتين ربما تعد أبرز المرشحين، خاصة في ظل قوة خط هجومها المتمثل في ليونيل ميسي، الذي يمر بواحدة من أفضل حالاته بعد التتويج بثلاثية الليجا وكأس الملك، ودوري الأبطال، بجانب جونزالو إيجواين، وكارلوس تيفيز، وأنخيل دي ماريا، وسرخيو أجويرو. وتشكل البطولة لميسي أهمية خاصة، حيث إن هذه تعد ثالث مشاركة له في هذا الحدث، حيث خسر في المرة الأولى بالنهائي أمام البرازيل عام 2007، قبل أن يخرج في ربع النهائي من النسخة الماضية عام 2011، والتي احتضنتها الأرجنتين، وسط هجوم ضاري من الجماهير والصحافة المحلية عليه حينها؛ بسبب مستواه والفريق ككل. وبالنسبة لأوروجواي صاحبة الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب "15"، فإنها ستخوض المنافسات لتوسيع سجلها، لتبتعد عن ملاحقة الأرجنتين "14 لقبًا"، في ظل غياب أبرز لاعبيها، لويس سواريز للإيقاف. وتقع مهمة تحقيق هذا الحلم على إدينسون كافاني، مهاجم باريس سان جيرمان الفرنسي، في ظل وجود صانع ألعاب مميز مثل نيكولاس لوديرو، وثنائي دفاعي صلّد متمثل في دييجو جودين، وخوسيه ماريا خيمينيز "أتلتيكو مدريد"، وذلك تحت قيادة المدرب المخضرم أوسكار واشنطن تاباريز الملقب ب"الأستاذ" أو "المايسترو". وستحاول البرازيل من جانبها محو هزائم المونديال، حيث استضافت بطولة كأس العالم العام الماضي، ولكنها خرجت بفضيحة من نصف النهائي، بعد خسارتها من ألمانيا بسبعة أهداف لواحد، ومما زاد الطين بلة، هزيمتها في مباراة المركز الثالث بثلاثية نظيفة من هولندا. هذا ويسعى نيمار مهاجم البرازيل المخضرم، لتقديم أفضل ما لديه، كما أنه يحمل شارة قيادة المنتخب، بأمر من كارلوس دونجا، مدرب الفريق الجديد، بعد فضيحة المونديال، والذي عمل على إعادة هيكلة الفريق. وبالنسبة لكولومبيا، فإنها ستخوض البطولة بعد موسم معقد لراداميل فالكاو، أحد نجومها الرئيسيين، الذي لم يوفق في تجربة الإعارة من موناكو، لمانشستر يونايتد الإنجليزي، والذي غاب عن مونديال 2014؛ بسبب الإصابة. وتعد البطولة أيضًا فرصة لإعادة إثبات الذات بالنسبة لجيمس رودريجز، لاعب ريال مدريد، وهداف المونديال في نسخته الأخيرة، والذي أثبت الموسم الماضي مع ريال مدريد، أنه ليس صفقة فاشلة، ولكن ربما مُبالغ في ثمنها بعض الشيء.