دعت قمة وجائزة ابتكار العرب في ختام فعالياتها بدبي إلى مواكبة إستراتيجية دبي للابتكار، التي من شأنها جعل الإمارة "المدينة الأكثر ابتكارا على مستوى العالم". وكانت فعاليات القمة التي اقيمت برعاية مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة قد بدأت بكلمة ألقاها الأمين العام لمبادرة ابتكار العرب المهندس حجازي النتشة أشاد فيها بالدعم الكبير التي حظيت به القمة من مركز حمدان للإبداع والابتكار والذي كان أساس إنجاح عقد هذه الفعالية المهمة التي تواكب مسيرة دبي للابتكار. وأعلن النتشة عن مهرجان ابتكار العرب المزمع عقده بداية العام القادم الذي يهدف لمنح الفرصة للمبتكرين من دولة الإمارات خاصة ومن الدول العربية عامة لعرض ابتكاراتهم بما يساهم بدمجهم بعالم ريادة الأعمال وتحويل أفكارهم لمشاريع تصل إلى العالمية. وخلال الجلسة الافتتاحية للقمة أكد سعادة عبد الباسط الجناحي المدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة أهمية دور المؤسسة في دعم مسيرة ريادة الأعمال والابتكار، موضحا أنها قدمت الكثير لقطاع المشاريع الصغيرة والمتوسطة في إمارة دبي ودولة الإمارات على وجه العموم وأنها دعمت منذ انطلاقتها أكثر من 17 ألف رائد من رواد الأعمال الإماراتيين الذين استفادوا من خدمات المؤسسة كما بلغ عدد الشركات الإماراتية التي تم إطلاقها بدعم من المؤسسة 616 شركة في العام 2014 ليصل العدد الإجمالي من الشركات الإماراتية المدعومة من المؤسسة إلى 2760 شركة.. كما بلغ الدعم المقدم من المؤسسة منذ تأسيسها نحو 215 مليون درهم. وقال الجناحي إن أمام المؤسسة المزيد من الخدمات لتقدمها إلى مجتمعات الأعمال في ظل التطورات الاقتصادية حيث تسعى إلى توفير بيئة جاذبة لأصحاب الأفكار المبدعة وتحويلها إلى مشاريع مستقبلية ناجحة تساهم في نمو اقتصادنا الوطني فضلا عن البرامج والسياسات التي تهدف لتحفيز الشركات الصغيرة والمتوسطة لتبني نماذج عمل مبتكرة ورفع انتاجيتها بهدف المساهمة بتحقيق اقتصاد تنافسي مبني على المعرفة وفق رؤية دولة الإمارات 2021. وأكد على ضرورة إعطاء الفرص أمام الشباب لبلورة أفكارهم ومهاراتهم لتكوين اللبنة الأولى والعمل على ترجمة أفكارهم وتحقيق وأحلامهم والنهوض بهم نحو ريادة الأعمال في كل الأسواق إلى جانب تحفيزهم على مواجهة المخاطر والتصدي إلى المخاوف والأخطاء المتوقعة، مستشهدا بقول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "إن أكبر المخاطر ألا تخاطر". شارك في الجلسة اللواء عبد القدوس العبيدلي مساعد القائد العام لشرطة دبي لشئون الجودة والتميز والذي أكد بدوره على أهمية دعم المبتكرين من الكوادر العاملة بالقطاع الحكومي والتي أثبت عمليا قدرتها على العمل والابتكار. من جهته أشار يوسف لوتاه مدير مركز حمدان للإبداع والابتكار إلى أن المركز يلبي تطلعات ومساعي الحكومة الرشيدة لتعزيز مفهوم التميز والابتكار في ريادة الأعمال، إضافة إلى تشجيع الجيل الحالي والمقبل وإرشادهم إلى الانخراط في مختلف المجالات. وقال لوتاه أن مركز حمدان للإبداع والابتكار يسعى إلى بذل الجهود وتحقيق الإنجازات في دعم المشاريع والشباب وتوفير الفرص المناسبة لهم وتمكينهم من استثمار جهودهم وإبداعاتهم.. مشيرا إلى أن المركز يهدف للوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من رواد الأعمال المبدعين.. وعلى الرغم من حداثة المركز إلا أنه قدم الدعم لأكثر من 22 مشروعا جديدا في قطاع الإعلام والإعلان والتسويق والسياحة وإدارة تكنولوجيا المعلومات وإدارة الفعاليات والتطوير الإداري والقطاع الاستشاري وقطاع التجارة وغيرها من القطاعات الحيوية". وأضاف لوتاه أن المركز يعمل على تنفيذ سلسلة من المبادرات لضمان الوصول إلى جميع الفئات وذلك من تأسيس شراكات مع الجهات الراعية لحقوق الملكية الفكرية وتوقيع مذكرات تعاون مع عدد من الجامعات لدعم الطلبة من أصحاب الأفكار المتميزة إلى جانب ذلك دراسة عدد من التحديات التي تؤثر في مسيرة المشاريع والابتكار وكيفية القضاء على مثل هذه الحالات. وخلال الفعاليات تم عرض فيلم قصير عن نخبة من المبتكرين الريادين تحدثوا عن قصة نجاحهم وعن أهمية دعم المبتكرين واحتضانهم ومدى الأثر الإيجابي الذي سيحظى به أي مبتكر في أول طريقه من خلال التوجيه الصحيح من أصحاب الخبرة والمختصين.. وتم تكريم مجموعة مختارة من المبتكرين تقديرا لجهدهم وتحفيزا للشباب للمبادرة لمحاكاة مسيرة الابتكار الطموحة في الدولة. وتناولت محاور وجلسات القمة الحلول المبتكرة للمعاملات الحكومية وأثرها في تسهيل حياة المواطن وتنمية القطاعات عامة إضافة إلى مناقشة الفرص والتحديات الواقعية لدعم المبتكرين وطرق تطوير الأساليب الإدارية لدعمهم إضافة إلى طرح تجربة القطاع الحكومي في الابتكار وآلية إرساء بنية محفزة للابتكار في المؤسسات ودور القطاع الخاص في دفع عجلة الابتكار.