تواصل الأجهزة الصينية المعنية أعمال البحث والإنقاذ بعد كارثة غرق سفينة ركاب على متنها 456 شخصا في نهر اليانغتسى مساء أمس الأول الاثنين. وبحسب آخر تقرير من تليفزيون الصين المركزى اليوم فإن هناك أكثر من 400 شخص لا يزالون في عداد المفقودين مع الاحتمال الأكبر بأن يكونوا قد لقوا حتفهم في تلك الكارثة التي تسبب بها إعصار ضرب مقاطعة هوبى جنوب غربي الصين بينما كانت السفينة بدونغفانغتشيشينغ (النجمة الشرقية) في عرض النهر في رحلة سياحية عادية. وحتى الآن تم إنقاذ 15 ممن كانوا على متن السفينة المنكوبة منهم الربان وكبير مهندسى السفينة كما تم انتشال جثث خمسة أشخاص. و قد أعطى الرئيس الصينى شى جين بينغ تعليماته منذ علمه بحدوث الكارثة ببذل كل الجهود الممكنة للاستمرار في عمليات البحث عن ناجين وتوجه رئيس مجلس الدولة الصينى (رئيس الوزراء) لى كه تشينغ إلى هوبى على الفور للإشراف على عمليات الإنقاذ بنفسه، مؤكدا أن الأولوية هي لإنقاذ الارواح. وقد تم عمل فتحة في قاع السفينة التي انقلب جسمها رأسا على عقب، حيث يحاول رجال الضفادع البشرية من البحرية الصينية وأطقم الإنقاذ النهرى البحث بالداخل عن ناجين يحدوهم الأمل في أن يجدوا البعض على قيد الحياة. وقد حشدت السلطات الصينية جميع الموارد المادية والبشرية حيث تجوب سفن الإنقاذ المنطقة بحثا عن أي ناجين أو جثث الغرقى ويشارك في عمليات البحث والإنقاذ نحو 4، 000 شخص منهم 1، 000 من رجال الشرطة تم إرسالهم بقوارب مطاطية للمساعدة في تلك العمليات التي تتم بصعوبة شديدة بسبب سوء الأحوال الجوية بالمنطقة، كما أرسل الجيش الصينى خمس مروحيات وطائرة إنقاذ إلى المنطقة لتكون على أهبة الاستعداد عند الحاجة. وبحسب ما أوردته وسائل الإعلام الصينية، كانت السفينة متوجهة من نانجينغ، عاصمة مقاطعة جيانغسو بشرق الصين، إلى مدينة تشونغتشينغ في الجنوب الغربى حينما تعرضت للإعصار الذي أدى إلى غرقها في دقيقتين فقط في نحو الساعة 9:28 مساء. ووفقا لوكالة الأنباء الصينية الرسمية "شينخوا" فان السفينة كانت تقل مجموعة من كبار السن من شانغهاي ومقاطعة جيانغسو المجاورة في رحلة نهرية سياحية. وتقول وزارة النقل الصينية أن السفينة كان على متنها 405 ركاب إضافة إلى خمسة من المرافقين من منظمي الرحلة وطاقم السفينة المكون من 46 شخصا. وذكرت تحقيقات مبدئية أن حمولة السفينة لم تكن زائدة عن المسموح به. وقد وصل أقارب المفقودين إلى موقع عمليات الإنقاذ صباح اليوم على متن حافلتين على أمل أن يجدوا أي أخبار جديدة تهدئ من روعهم. وحتى الآن لم يعرف تماما سبب غرق السفينة، لكن الربان وكبير مهندسى السفينة، اللذان اعتقلتهما الشرطة قيد التحقيق بعد نجاتهما من الغرق، قالا " إن السفينة مالت ناحية اليمين بعد أن ضربها الإعصار ثم غرقت في لحظات، وأكدت التقارير الصادرة عن سلطات الأرصاد الجوية ما قالاه، حيث أشارت إلى أن إعصارا ضرب الموقع الذي كانت تبحر به السفينة وأنه استمر لمدة من 15 إلى 20 دقيقة قبل أن يسكن.