عامان على الاختفاء "لا حس ولا خبر"، لا أحد يستطيع التكهن بمكان تواجده، إكتفي محمود عزت بتحريك دمى الجماعة من خلف ستار كعادته دائما مترفعًا عن الظهور؛ لكن يبدو أنه لا شيء يحرك الجماعة سوى الكراسى. عاد محمود عزت، محرضا في مقال له على موقع "علامات أون لاين" التابع للجماعة، ولم ينشر المقال في مواقع مشهورة للجماعة كنافذة مصر والحرية العدالة نظرا لسيطرة المكتب الجديد والذي حاول إقصاء القيادات التاريخية عن قيادة التنظيم. أكد عزت، أنه القائم بأعمال مرشد الإخوان، وأن ما يقوم به أعضاء الجماعة من استمرار في التظاهرات وأعمال العنف والإرهاب، بأنه "جهاد". وقال: "لذلك فالوعدُ الإلهيُّ ليس بأى نصرٍ، بل بنصرٍ كبيرٍ يُناسبُ نون العظمةِ حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا، جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فلْنَثِقْ بوعْدِ اللهِ وبِشَارَتِه، ولْنَسْتَمِرَّ في جهادِنا". لاتزال محاولات تيار الصقور القديم المقاومة في طريقة لاستعادة السيطرة من جديد على الجماعة بدلا من الانقلاب عليهم وإقصائهم.. حيث فضل نائب المرشد الخروج للنور رافضا محاولات الانقلاب عليهم إقصائهم مهما تكلف الأمر خاصة أن كل محاولات الصلح بين الطرفين فشلت الأمر الذي دفع الرجل للخروج وخاطبة شباب الجماعة، لكن يبدوا أن خطابه لم يلق الترحيب الكبير داخل الجماعة مايؤكدا استمرارية الصراع والانشقاقات داخل التنظيم. محمود عزت المولود في ولد في 13 أغسطس 1944م بمصر الجديدة بالقاهرة، وتعرَّف على الإخوان المسلمين سنة 53، وانتظم في صف (الإخوان) سنة 62، ثم اعتُقل سنة 1965م، وحُكِم عليه بعشر سنوات وخرج سنة 74، وكان وقتها طالبًا في السنة الرابعة، وأكمل دراسته وتخرج في كلية الطب عام 76، وظلَّت صلتُه بالعمل الدعوي في مصر- وخصوصًا الطلابي التربوي- حتى ذهب للعمل في جامعة صنعاء في قسم المختبرات سنة 81، ثم سافر إلى إنجلترا ليكمل رسالة الدكتوراه، ثم عاد إلى مصر ونال الدكتوراه من جامعة الزقازيق سنة 85م. اختير عضوًا في مكتب الإرشاد سنة 1981م تولى عزت مسئولية تدريب وتنشئة كوادر الإخوان والكثير ممن ظهروا بعد ثورة يناير في قيادة الجماعة هم تلاميذ له محمد مرسي وسعد الكتاتنى ومحمد البلتاجى وعصام العريان جميعهم وهو السبب الرئيسى في تصعيدهم بعدما تم إعادة تشكيل مكتب الإرشاد. ويبدو أن الكأس دائرة محمود عزت الذي قاد مسلسل الانقلاب على عاكف ومحمد حبيب لتصعيد محمد بديع ليكون مرشدا للجماعة نظرا لأنه ضعيف ويسهل السيطرة عليه وتوجييه، وهو ما كان يخطط له عزت بالفعل مع الشاطر من داخل السجن وهو ما حدث بالفعل لكن عاكف علم بالمؤامرة فقرر التنحى وعدم الترشح بينما رفض حبيب ومع الوقت لم يعد له مكان في الجماعة فتمت الإطاحة به أو إجباره على الاستقالة لم يكن قائد تيار الصقور بالرجل السهل الذي من الممكن أن يعترض عليه مرسي أو أي من قيادات مكتب الإرشاد بمن فيهم خيرت الشاطر نفسه صحيح أنه كان ينأى بنفسه عن اللقاءات والحوارات لكن لايمكن أبدا أن يمر شيء إلا بإعطائه تقرير شامل حتى عن تحركات الشاطر نفسه فكانوا يوقرونه بشكل كبير. قال يوما ثروت الخرباوى القيادى المنشق عن الجماعة: إن هناك تنظيما آخر بخلاف التنظيم العلني، في العلني بديع هو المرشد لكن في التنظيم الحقيقي السري المرشد واحد من اثنين يا عزت يا الشاطر، لا أستطيع الجزم أيهما المرشد الحقيقي، لكن في كل الأحوال ''بديع'' يأتي في المرتبة الثالثة، وهؤلاء الثلاثة هم ''الكهنة الكبار''، يفكرون في كل شيء ويخططوا لكل شيء، ويختزنون في باطنهم أسرارا لا يعرفها أحد. كما وصفته صحيفة الواشنطن بوست بأنه من يحرك مصر من مكتب الإرشاد وهو الرجل الحديدى لدوره الإدارى الصارم وانضباطه. لم يستوعب الرجل محاولات الإطاحة به وقرر الدخول بشكل مباشر في الصراع بدلا من تحريك الأمين العام للجماعة محمود حسين أو محمود غزلان المتحدث السابق باسمها باعثا برسالة للجميع داخل التنظيم أنه لايزال متواجدا لن يتحرك من منصبة وللغرب أنه لايزال مسيطر على التنظيم يقوده وأى أحد يريد أن يتحدث مع الجماعة من خلال ولإخوان المهجر لابد أن يكون حاضر لن قبل بغير ذلك كما أكد أن الجماعة لن تسير إلا وفقا لرؤيه وإن كان حاول تصوير نفسه باننه غير عنيف مدعيا السلمية في محاولة لتلميع وجهة أمام الرأى العام العالمى والداخلى مستعينا ببعض كلمات قالها الكاتب الأمريكي روبرت فيسك وشخصيات أخرى. من جانبة قال الدكتور كمال حبيب، الخبير في شئون الجماعات الإسلامية: إن رسالة نائب المرشد العام لجماعة الإخوان الإرهابية، محمود عزت، فيها تحدي واضح للجيل الجديد في الإخوان، وهو ما يؤكد رفض وجود تيار الشباب. وأضاف حبيب،، أن عودة محمود عزت ليقول إنه القائم بأعمال المرشد وليكتب:"لا تراجع عن الثورة وللنصر موعد حدده الله"، يعني أن الجيل القديم قد استوعب الانتفاضة وفي طريقه للتخلص من آثارها.