افتتح الدكتور عبد الواحد النبوي وزير الثقافة، صباح اليوم الإثنين، فعاليات ملتقى القاهرة الدولى لتفاعل الثقافات الأفريقية تحت عنوان " الهوية في الآداب والفنون الأفريقية"، بمقر المجلس الأعلى للثقافة. وأكد النبوي، أن بلادنا الأفريقية تواجه تحديات على الساحة الدولية والإقليمية والداخلية تتطلب منا جميعا التضافر لمواجهتها بشتى الوسائل، ولا يمكن تجاهل الثقافة كجسر تواصل بين شعوبِنا تقوي أواصر العلاقات، مشيرا إلى أن المدخل الثقافي جزء من عناصر القوى الناعمة لعلاج أزماتنا الدبلوماسية والاجتماعية وهي لا تقل أهمية عن العناصر الاقتصادية والعسكرية لأي دولة. وشدد، على أن أفريقيا كانت ولا تزال محط اهتمام مصر على مر التاريخ، وتفتح لنا صفحات التاريخ آفاق تطور هذه العلاقة ومواطن قوتها وكيف كانت الثقافة القوة الفاعلة في الدبلوماسية السياسية والشعبية. وأوضح النبوي أن مصر وجهت جهودا سياسية لربط ودعم العلاقات مع دول القارة، ونحن كمسئولين ومثقفين دورنا تكوين فعاليات لتفاعل الثقافات الأفريقية، ولقد أولىت اهتماما منذ توليت وزارة الثقافة بدعم العلاقات الثقافية الخارجية مع مختلف دول العالم وخاصة أفريقيا. و أعلن النبوي عن إنشاء وحدة ثقافية أفريقية لتدعم العلاقات بين بلدان القارة الأفريقية وتكون داعما لتلاقي المفكرين الأفارقة سنويا بمصر وتشكيل لجنة من المفكرين والروائيين والأدباء لدعمِ العلاقات الثقافية، مشيرا إلى أن وزارة الثقافة تدرس تدشينِ مركز ثقافي افريقي دولي مقره القاهرة يقدم أنشطته في كل أنحاء القارة. ودعا النبوي إلى الاهتمام بالسينما والأدب والفنون كعناصر ثقافية فعالة لمخاطبة الشعوب بقضاياها، وأن يتم تفعيل الترجمة بين الأشقاء الأفارقة، لتعطي لنا فرصا أكبر لنقل الثقافات، إنني أنتظر من هذا الملتقى أن يضع توصيات ورؤى مستقبلية ومقترحات لإمكانية تفعيلِ البعد الثقافي في أفريقيا. وأكد الدكتور محمد عفيفي أمين عام المجلس الأعلى للثقافة على عمق العلاقات بين مصر والدول الأفريقية، وكيف أثر الأزهر والكنيسة المصرية في أفريقيا، وكيف قدمت أفريقيا لمصر الكثير من الأدباء والمؤرخين أمثال عبد الرحمن الجبرتى، وأكد على أهمية هذا المؤتمر في هذه المرحلة المهمة التي تمر بها القارة. وألقى الدكتور معلمو سنكورو، من السنغال كلمة المشاركين في المؤتمر، مؤكدا فيها على ضرورة الاهتمام بالهوية الأفريقية، وأن نضعها على جدول أعمالنا لأنها ينظر إليها بأنها منفصلة عن التنمية الاقتصادية والسياسية، مشيرا إلى أن الثقافة هي طريقة حياتنا في بلادنا الأفريقية المختلفة، وطالب بإعادة التفكير في كثير من الجدل حول الهوية الأفريقية. وفي ذات السياق، يصدر المجلس الأعلى للثقافة على هامش فعاليات الملتقى عددا من الكتب المتخصصة في الفنون والآداب الأفريقية باللغات العربية، الإنجليزية، الفرنسية ومنها: كتاب: "البحث عن الهوية الأفريقية" في المخطوطات بالحرف العربى"العجمى" لحلمى شعراوي، و"أبو زيد في برنو أربع حكايات عنه بعربية الشوا" لعبد الحميد حواس، و"استقبال الحداثة، تاريخ الفكر المعاصر في مصر" للدكتور أنور مغيث. كما يقام على هاشم فعاليات الملتقى أسبوع سحر السينما الأفريقية وذلك بمركز الإبداع الفني وسينما الهناجر، بجانب تنظيم معرض لإصدارات وزارة الثقافة وبعض دور النشر الخاصة بخصم 50% على إصدارات المجلس. يشارك في الملتقى ما يقرب من مائة باحث ومفكر أفريقى من 23 دولة أفريقية هي "ليبيا، تونس، المغرب، الجزائر، السودان، إثيوبيا، أوغندا، بوروندى، تشاد، تنزانيا، جنوب أفريقيا، جنوب السودان، السنغال، غانا، غينيا، كوت ديفوار، الكونغو، مالاوى، موريتانيا، موزمبيق، النيجر، نيجيريا إضافة إلى مصر الدولة المنظمة.