§ “,”هارون وقصص البحر“,” لسلمان رشدي في حالات الاكتئاب المزمن. § “,”كبرياء وتحامل“,” لجين أوستن لاستعادة الكرامة العاطفية. § روايات كورماك مكارثي لعلاج الملل بالدهشة. أفردت جريدة الجارديان البريطانية، بمناسبة اليوم الوطني للكتاب، والذي تحتفل به المكتبات البريطانية اليوم السبت، مساحة للحديث عن تجربة المراكز النفسية للعلاج بالكتب في بريطانيا. واعتبرت الجارديان تجربة “,”مدرسة الحياة“,”، التي أسست في بريطانيا عام 2008 ضمن مشروع تبنته الكنيسة الإنجيلية، البذرة الأولى لمشروع العلاج بالكتب، والذي يهدف إلى توصيل رسالة أن الكتب، والروايات بشكل خاص، ليس فقط لديها القدرة على رفع معنويات الناس، بل لديها القدرة لإحداث تحولات نفسية عميقة، وتضميد الجراح العقلية والروحية بطرق غير عادية. وكانت وكالة ريدينج البريطانية اقترحت في مطلع العام 2012 قائمة بالكتب التي تعزز الحالة المزاجية للقراء، ممن يعانون توترًا نفسيًّا واكتئابًا، ويجدون صعوبة في البحث داخل المكتبات. وجاء على رأس سلسلة الكتب المقترحة رواية “,”هارون وقصص البحر“,”، والتي تروي بعضًا من القصص التاريخية الشيقة عن حياة وطرائف الخليفة العربي هارون الرشيد. كما ذكرت قائمة لروايات كورماك مكارثي، وهو أحد الكُتاب الأمريكان الذين يضعون القارئ في دهشة كبيرة؛ لأن كتاباته لا تسلم من تلك التساؤلات التي تحتاج إلى فبركة عقلية للإجابة عليها؛ وهي بذلك تعتبر أقصر طريق لعلاج الملل بالدهشة. واعتبرت كذلك روايات جين أوستن وسيلة رائعة لاستعادة الكرامة في اختبار الظروف العاطفية. وأضافت الصحيفة: إن الأبحاث التي تجريها الوكالة أشارت أن مؤلفات “,”هنري جيمس“,” وسيلة يمكن الاعتماد عليها عندما يصبح كل شيء فوق الاحتمال، وهي مؤلفات تشبه المقطوعات الموسيقية لبيتهوفن أو باخ. فيما وصفت الوكالة رواية “,”الشيخ والبحر“,”، لأرنست همنجواي، كأقوى مرهم مهدئ، فالرواية التي بطلها “,”سانتياغو“,” الذي لا يعرف الكلل في تصميمه للقبض على أكبر الأسماك في حياته، لا يتخلى عن البهجة ومشاعر الأمل. وتقول الجارديان إن مراكز العلاج بالكتب تمارس عملها بشكل ناجح داخل بريطانيا، وتصرف “,”وصفات طبية“,” تحتوي على مجموعة من الكتب المقترحة بحسب العارض النفسي الذي يعاني منه المريض. وبحسب الجارديان، تؤمن مراكز العلاج المتخصصة في هذا النوع من العلاج بأن واقع الحياة يجعل بعض الناس في حاجة للهروب من نمط الحياة المريع، واعتبرت إنسان هذا العصر في حاجة ماسة أيضًا إلى الاطمئنان بأنه ليس بمفرده، وأنه في حاجة دائمة لكتاب يحاور حالة يأسه الرهيبة.