جدد رئيس الوزراء العراقي الدكتور حيدر العبادي التأكيد على موقف العراق الرافض لمشروع لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب الأمريكي، وقال: "إن أي دعم خارجي للعراق في حربه ضد الإرهاب يجب أن يكون عن طريق الحكومة المركزية والحفاظ على سيادة العراق ووحدة أراضيه، وان مثل هذه المشاريع تضعف جهود محاربة تنظيم داعش الإرهابي وتؤدي إلى بروز ظاهرة الاستقطاب في المنطقة". وأضاف العبادي -خلال استقباله في مكتبه ببغداد أمس الأحد، وفدا من الكونجرس الأمريكي برئاسة رئيس لجنة الأمن ميخائيل تي مكاول والوفد المرافق له- أن القوات المتواجدة في أرض المعركة، تحقق انتصارات على العدو الذي يعتمد على الحرب النفسية والإعلام والدعاية وبث الشائعات للتغطية على هزائمه المنكرة. ومن جانبه، أشاد الوفد الأمريكي بأداء الحكومة العراقية والانتصارات المتحققة ضد تنظيم (داعش)، مؤكدا استعداد واشنطن لتلبية متطلبات العراق في هذا المجال، لا سيما وأن أمريكا تعتبر داعش أخطر تهديد لأمنها وأن العالم يرغب في أن يسود الأمن في العراق وإعادته للعب دوره في المنطقة والعالم وعدم السماح بالتدخل في شئونه الداخلية. وكان مجلس النواب العراقي قرر في جلسة يوم السبت، رفض مشروع القانون الذي أقره مجلس النواب الأمريكي وينص على تسليح السنة والأكراد بشكل مباشر بعيدا عن الحكومة المركزية، إذا لم تف باستيعاب المكونين في قيادة العراق، واعتبره تدخلا سافرا في الشأن العراقي وخرقا للقوانين والأعراف الدولية، ونقضا لالتزام الولاياتالمتحدة لما جاء في اتفاقية الإطار الاستراتيجي بضمان وحدة العراق وسيادته واستقلاله، فيما انسحب تحالف "اتحاد القوي" السني والتحالف الكردستاني من الجلسة اعتراضا على صياغة التحالف الوطني الشيعي الذي مرر قرارا بالأغلبية. وأبلغ رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي خلال اتصال هاتفي مع نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن رفض العراق لمقترحات ومشروعات القوانين الأمريكية التي تضعف وحدة البلاد وتتجاوز على السيادة وتسيئ للوحدة الوطنية. كما التقى العبادي اليوم وزير الفاتيكان رئيس مجمع الكنائس الشرقية الكاردينال ليوناردو ساندري والوفد المرافق له؛ حيث جرى خلال اللقاء بحث الأوضاع التي يشهدها العراق والمنطقة وأوضاع المسيحيين في العراق والهجمة الإرهابية التي يتعرض لها وخطرها على المنطقة والعالم. وأشار العبادي إلى أن العراق يواجه عصابات إرهابية وعدو لا يؤمن بأي تسامح أو تعددية وهذا الخطر يتطلب من المجتمع الدولي دعم العراق لمواجهة هذه الهجمة، وقال: "إن العراق فيه العديد من الطوائف والمكونات وبدون هذه المكونات التي تتعايش فيما بينها لن يكون العراق الذي يعرفه الجميع إذ إننا عشنا معا وسنبقى نعيش معا". ومن جانبه، نقل الكاردينال ليوناردو ساندرى تحيات بابا الفاتيكان الكاردينال فرنسيس للعراقيين وتضامنه معهم، مشيرا إلى أن معظم العراقيين يؤمنون بالعدالة والديمقراطية ولا يؤمنون بتهميش الآخر وان العراق سيعود أمنا ومستقرا، ووجه العبادي الدعوة لبابا الفاتيكان لزيارة العراق والاطلاع على معالمها الحضارية.
