نصح رئيس زيمبابوي روبرت موجابي، بصفته رئيسا للاتحاد الأفريقي، جميع دول القارة الأفريقية بالتخلي عن اعتمادها السابق على الدول الغربية، وبدء العمل مع دول الشرق، وبصفة خاصة الصين، كشركاء جدد في التنمية. ويرى رئيس زيمبابوي أن التعامل مع دول مثل الصين سيكون دون قيد أو شرط على عكس الدول الغربية التي تفرض دوما شروطا غير واقعية مقابل مساعدتهم. وصرح موجابي بأنه "حتى في تلك الحالة (الاعتماد على الغرب)، إما أن تنتهي الدول الأفريقية بخسارة كبيرة، أو يتم جرها إلى حروب وصراعات قبل أن توصف بأنها دول فاشلة من قبل نفس الأصدقاء الغربيين الذين ينقلبوا إلى أعداء"، مشيرا إلى أنه "في الماضي، أدرك رجال الدولة الوطنيون الحقيقيون مثل الرئيس التنزاني الراحل جوليوس نيريري، أن هذا ما سيحدث، ولكن قلة هم من فهموه، ولكن الآن صار الأمر واضحا؛ من هم أصدقاؤنا ومن هم الأشخاص الذين لديهم أجندات خفية". وكان موجابي يتحدث في مدينة أروشا التنزانية خلال حفل افتتاح منتدى قيادات الشباب الأفريقي الذي يضم الصين ودولا أفريقية، ونظمه جناح الشباب بحزب الثورة الحاكم في تنزانيا، ورابطة شباب الحزب الشيوعي الصيني، وقامت وزارة الشئون الخارجية والعلاقات الدولية التنزانية بعملية التنسيق. ويهدف المنتدى إلى سد الفجوة في التعاون الصيني- الأفريقي من خلال إشراك جيل الشباب في الحوكمة والتمكين الاقتصادي. حضر الاحتفال لفترة وجيزة الرئيس التنزاني جاكايا كيكويتي، رئيس حزب الثورة الوطني، وصرح بأن أهمية ارتباط الصين بتنمية أفريقيا لا يمكن وصفها بمجرد كلمات، وأوضح أن تنزانيا تعد مثالا حيا على ذلك. يشار إلى أن العلاقة بين أفريقيا والصين يعود تاريخها إلى 60 عاما، وكانت دولة تنزانيا هي التي بادرت بهذه الرابطة عندما رحبت بالأطباء الممارسين الصينيين من بكين بالعمل في البلاد كأطباء متطوعين قبل أن تتطور العلاقات لتشمل مجال تطوير البنية التحتية. ويعد بناء خط السكك الحديدية بين تنزانياوزامبيا الذي يربط مدينة دار السلام التنزانية في مدينة كابريمبوشى في زامبيا، مثالا رمزيا لالتزام دول أفريقية متعددة بالعمل مع الصين في مبادرات مشتركة. وناقش لقاء مدينة أروشا، من بين موضوعات أخرى، طرق تمكين الدول الأفريقية لبدء تحويل المواد الخام التي كانت تصدرها في السابق إلى منتجات كاملة من أجل القيمة المضافة قبل شحنها للخارج للمشروعات. وأرسلت الصين وفدا إلى المنتدى يتكون من 150 عضوا، كما ستساعد الصين دول أفريقيا في عمليات تجهيز وتعبئة ووضع العلامات التجارية للمعادن الأفريقية لتحقيق الاستفادة الكاملة من ثرواتها بدلا من الوضع الحالي، الذي تحصل منه الدول الأفريقية على الفتات من بيع أحجارها الكريمة ومعادنها، ويرجع ذلك إلى سيطرة تكتلات شركات التعدين الغربية على العملية برمتها. وحضر المنتدى أكثر من 400 مشارك من 45 دولة بالقارة الأفريقية، إلى جانب 150 مشاركا من الصين، كما حضر المنتدى أعضاء من مجتمع رجال الأعمال والمستثمرين والقيادات الشابة والمستثمرين المحتملين. وقال نائب الرئيس والمستشار السياسي في السفارة الصينية بدار السلام لي زوهانج، إنه على الرغم من عقد لقاءات مماثلة هنا من قبل، إلا أن هذا الاجتماع هو أول لقاء تتم خلاله مناقشة قضايا القيادة والاستثمار في نفس المنبر.