«رجال بلا رءوس».. هكذا وصفهم المؤرخ هيرودوت في حديثه عن قوم سكنوا ليبيا القديمة، فأكد وجود تلك المخلوقات بجانب كائنات أخرى تشبه البشر، ولكن برأس كلب وقال إنهم يعيشون في الصحراء الشرقية وكانوا منتشرين بكثرة في جنوب مصر والسودان وليبيا، وربط البعض بينهم وبين كائنات مشابهة رسمها الفراعنة على جدرانهم. المؤرخ اليونانى «سترابو» والذي أطلق عليه العرب إسطرابون قال إن قبيلة تسمى «بليميس» تميز أهلها بأن وجوههم موجودة على صدورهم ولا توجد رءوس فوق أكتافهم وخاضوا حروبًا عديدة ضد الرومان. عالم اللاهوت الفرنسى صموئيل بوخارت تطرق إلى كلمة (البليميا) وقال إنها مشتقة من مصطلحين أو كلمتين عبريتين معناهما «بلا دماغ» مما يعنى أن شعب البليميين كانوا بشرا بلا أدمغة. أما عن التفسير العربى للأسطورة رجال بلا رءوس، فذكره زكريا بن محمد القزوينى عالم الجغرافيا والتاريخ الطبيعى، أن تلك المخلوقات عاشت في السودان وجنوب مصر، وفسر وجودهم بأنهم من أبناء «يأجوج ومأجوج» وأجمع علماء عرب وأجانب على أنهم مخلوقات سلمية وغير عنيفة والسبب في فنائها هو حروب الأوروبيين والرومان على مر التاريخ في محاولات استعمار دول الجنوب الإفريقي. زكريا بن محمد القزوينى فسر وجودهم بأنهم من أبناء يأجوج ومأجوج. من النسخة الورقية