تسعى الدولة المصرية لتنفيذ إستراتيجية للمشروعات القومية، للارتقاء بمستوى معيشة المواطن، وتوفير احتياجاته وفى مقدمتها المسكن، وتنفق ملايين الجنيهات لتحقيق ذلك، وفى الفترة الراهنة نجد وزارة الإسكان والمجتمعات العمرانية قد وضعت اللمسات الأخيرة لمشروع الإسكان المتوسط الذي أعلن عنه الرئيس السيسى، وسيتم تنفيذه بالتعاون مع الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، ويشمل 100 ألف وحدة سكنية على ثلاث مراحل. التركيبة الاجتماعية تختلف وفى محافظة مطروح نجد أن التركيبة الاجتماعية لسكانها تختلف اختلافا كبيرا عن السكان في الوادى والدلتا، من حيث العادات والتقاليد ونظام السكن، المحافظة بطبيعتها القبلية السائدة في جميع أنحائها أثرت حتى في نوعية وشكل المساكن التي يقيم فيها أبناء المحافظة من أبناء القبائل، والتي لم تتناسب مع باقي المحافظات من الموظفين الوافدين إلى مطروح للعمل في السلك الإدارى ووظائف التعليم والصحة والخدمات، حيث كانوا في احتياج شديد لبناء مساكن شعبية واجتماعية حتى يستطيعوا الاستقرار وأسرهم في هذه المحافظة الصحراوية النائية. الخطوات العملية لتفعيل السكن الشعبى وفى أوائل الستينيات من القرن الماضى ظهرت أولى الخطوات العملية لتفعيل السكن الشعبى والاجتماعى بالمحافظة، في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وتم بناء 230 وحدة سكنية تقدم كخدمة دون البحث عن فائض للربح، لجذب سكان الوادى والدلتا للمحافظة والعمل والإقامة فيها وتخفيف الازدحام على تلك المناطق، وتم تخصيص أراضٍ بمساحات مختلفة جميعها بوسط مدينة مرسي مطروح العاصمة ومركز الإدارة بالمحافظة. «مساكن اللوكس» «مساكن اللوكس» التي بنيت بأحد أفضل المواقع بالمدينة في شارع الجلاء على طريق المطار عام 1964، وبدأت الدولة ببناء 5 عمارات تضم الواحدة منهم 6 وحدات سكنية مميزة، على مساحة 128 مترا تحتوى على 4 غرف وصالة ومطبخ وحمام كبير وآخر صغير كاملة المرافق والخدمات، وتم توزيع هذه الوحدات على الموظفين الوافدين للعمل بالمحافظة، لأن أهل المحافظة من القبائل البدوية لهم طبيعة مختلفة في نظام السكن، هذه الوحدات تعد بمثابة معلب كرة كما يطلق عليها سكانها، فقد بنيت على ارتفاع 3، 25 متر والغرفة الواحدة 4 × 3، 5 متر بأرضيات من الخشب الباركيه والصالة 5 × 3، 5 متر، والمطبخ 3 × 3، 5 متر. وبدأ مجلس مدينة مرسى مطروح بطرح الوحدات السكنية للمواطنين، وتم تحرير عقود إيجارية مع المستفيدين بواقع جنيهان وربع الجنيه في الشهر تسدد لإدارة الإيرادات لأن الأرض تعود ملكيتها للدولة وتم منح المواطنين حق الانتفاع فقط، وهناك من يقوم بتسديد الأقساط المستحقة حتى الآن، وقد تحولت هذه الوحدات إلى تمليك بقوة القانون، وفى أواخر السبعينيات تم بناء 7 عمارات أخرى، ثم بناء 9 عمارات في مرحلة ثالثة ولكن كانت أقل في المساحات والتشطيبات بفرق لم يكن بكبير عن العمارات الخمس الأولى. وواصل عبد الناصر بناء المساكن الشعبية والاجتماعية والمميزة بمحافظة مطروح، حيث نفذت الدولة 4 عمارات على شاطئ البحر «عمارات الشاطئ» والتي تضم 48 وحدة سكنية بمساحة 70 مترا للشقة الواحدة وتضم غرفتين وصالة وحمام ومطبخ، ولازالت هذه المساكن قائمة حتى الآن ولم تتعرض للانهيار ولم تكن آيلة للسقوط، ويرجع ذلك لصلابة أساساتها التي بنيت عليها وبمواصفات قياسية بمقارنة بالوحدات السكنية التي تم بناؤها في السنوات الأخيرة والتي لا ترقى لمستوى إسكان ناصر الشعبى والاجتماعى. «عمارات الأوقاف» «عمارات الأوقاف» بنيت في شارع بورسعيد بوسط المدينة، بمواصفات واشتراطات قوية جعلتها من أفضل الوحدات السكنية بالمحافظة حتى وقتنا هذا وتضم 8 عمارات تحتوى على حجرتين وصالة، وتشبه عمارات اللوكس في مساحاتها ومرافقها، وقد بناها عبد الناصر لإقامة الخبراء الروس الذين تم استقدامهم لتدريب والنهوض بمستوى القوات المسلحة المصرية في أعقاب نكسة 1967 حيث أقام بها ما يقرب من 250 خبير من الخبراء الروس وكانوا يعملون بالقاعدة الجوية والبحرية، وظلوا يسكنون هذه الوحدات حتى تولى الرئيس الراحل محمد أنور السادات وقام بطردهم، بعدها تم توزيعها على مواطنى المحافظة. «عمارات بنزايون» «عمارات بنزايون» في شارع الجلاء أمام جمعية الشبان المسلمين بمرسي مطروح، تم بناءها في ذلك التوقيت من حكم عبد الناصر، وتم تصميمها بدور أرضى يضم محال تجارية ودورين علويين يوجد بكل دور وحدتين سكنيتين بإجمالى 20 وحدة سكنية، تحتوى على غرفتين وصالة ومطبخ وحمام صغيرين. التركيبة الاجتماعية لسكان هذه الوحدات تختلف عن التركيبة الاجتماعية للسكان الحاليين، فهم من الطبقة المتوسطة وأغلبهم من الموظفين والمواطنين الذين استقروا بمطروح منذ الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضى، وأصبحت هذه الوحدات ملكا لهم ولورثتهم من بعدهم، والآن وقد تحولت الأدوار الأرضية من هذه العمارات إلى محال وأسواق تجارية، ففى عمارات اللوكس وصلت الشقة الواحدة في الدور الأرضى إلى أكثر من نصف مليون جنيه بالرغم من صغر مساحتها عن الأدوار العلوية، وذلك من أجل استغلالها في الأنشطة الاقتصادية التي تدر أرباحا طائلة لأصحابها. وأبناء مطروح وشبابها خاصة المقبلين على الزواج وتكوين أسرة جديدة، نصيب المحافظة من إسكان السيسى والذي قد يحل جزءا من المشكلة السكانية التي يعانى منها الكثيرون المقيمون بمساكن متدنية أو قد تفتقر للخدمات والمرافق الأساسية.