عقد أكثر من 350 من كبار الشخصيات في مجال الصحة في الصين وأفريقيا، إضافة إلى عدد من المسئولين الحكوميين والأكاديميين وممثلين عن القطاع الخاص والمنظمات الدولية، الدائرة المستديرة الدولية الخامسة في بكين هذا الأسبوع، لبحث التعاون المشترك في مجال الصحة بين الصين وأفريقيا، وكيفية الاستفادة من المواد والخبرات الصينية والأفريقية لدعم متبادل لتحقيق تنمية صحية أكبر. ويأتى عقد المائدة المستديرة الدولية الخامسة في وقت حاسم، تطور الصين فيه إستراتيجية متكاملة تجاه البلدان النامية الأخرى لنحو 5 – 10 عاما القادمة، حيث يوفر هذا الاجتماع منبرا للمشاورات رفيعة المستوى بين الصين وأفريقيا على الأولويات الصحية المحددة ذات الاهتمام المشترك، جنبا إلى جنب التعاون بين الصين وأفريقيا في مجال الصحة التي تشكل عنصرا مهما للاستثمارات التي تقدمها الحكومات الأفريقية من الجهات المانحة التقليدية، وهو ما يعكس تنامى التعاون بين البلدان الجنوب في عدد من القطاعات. وفى هذا الصدد، أكد مفوض الشئون الاجتماعية التابعة للاتحاد الإفريقى الدكتور "مصطفى صديقى كالوكو" على امتلاك البلدان الأفريقية والصين، أكثر من أي وقت مضى، الفرصة للعمل معا على قضايا تتراوح ما بين مكافحة الأمراض المعدية إلى تفعيل أنظمة صحية قوية ومستدامة، مؤكدا على أننا نعول على التقدم المحرز في جميع أنحاء القارة، والعمل على تحقيق أهدافنا في مجال الصحة بعد عام 2015، وهو ما قد يؤدى إلى إمكانية زيادة البلدان الأفريقية للتعاون الدولى والاستثمارات مع دول مثل الصين لتأثير أكبر. وبناء على الالتزامات التي تعهدت بها الصين والحكومات الأفريقية في إعلان بكين عام 2013، أولت الطاولة المستديرة الدولية الخامسة اهتماما جديدا لاستكشاف أساليب فعالة لتحقيق التغطية الصحية الشاملة، والتأكيد على قدرة الجميع على الحصول على الخدمات الصحية التي يحتاجونها دون الوقوع في براثن الفقر، حيث تعكس المشاركة تطوير سياسية مبتكرة " للتغطية الصحية الشاملة (UHC) في العديد من البلدان الأفريقية، فضلا عن إصلاح النظام الصحى المحلى في الصين، واستكشاف مسارات جديدة لصنع التغطية الشاملة حقيقة واقعة. وقد ناقش المشاركون في الاجتماع قطاعا عريضا من القضايا الأخرى، التي تمتلك فيها الصين والتعاون الإفريقى امكانات فريدة لإحداث تأثير، فعلى سبيل المثال، ركزت العروض على زيادة فرص الحصول على سلع صحية، بما في ذلك، من خلال المشاريع المشتركة بين القطاعين العام والخاص واتفاقات نقل التكنولوجيا، وعقد الدورة الاستثنائية للتحصينات والاعتراف بالدور المتزايد للصين باعتبارها المورد العالمى للقاحات في إطار تحالف "جافى" العالمى (وهو شراكة صحية عالمية للقطاعين العام والخاص يلتزم بزيادة فرص الحصول على التطعيم في البلدان الفقيرة) بقيمة 5 ملايين دولار. وفى هذا السياق، قدم تفشى فيروس الإيبولا القاتل فرصا لإجراء محادثات بناءة حول النظم الصحية وبناء القدرات في مجال الصحة الأفريقية، حيث قدمت الصين مساعدات بقيمة 120 مليون دولار أمريكى لنشر ما يقرب من 1.000 من العاملين الطبيين في المناطق المتضررة. وأوضح رئيس السياسة العالمية والدعوة والبرامج القطرية في " مؤسسة بيل وميلندا جيتس" مارك سوزمان، امتلاك الصين الخبرة والقدرة على أن تصبح شريكا أساسيا في الجهود الأفريقية لتوسيع الوصول الخدمات الصحية، وتوفير الأدوية المنقذة للحياة واللقاحات للمحتاجين، مؤكدا أننا متحمسون للعمل بشكل وثيق مع الصين والدول الأفريقية لتحديد الاستثمار في مجال الحلول الصحية والتنمية التي لديها القدرة على تحسين حياة الملايين من الناس، حيث تعد المائدة المستديرة الدولة جزءا مهما من جهودنا المستمرة لتحديد الأولويات المشتركة للتعاون، وضمان أن تنعكس احتياجات وقدرات جميع الشركاء في السياسات المستقبلية. وقد توصل الاجتماع السنوى إلى توصيات سياسية، ووثيقة تحدد كيفية التعاون العابر للقارات، فضلا عن إمكانية تعزيزه لدفع الآثار المستدامة، مع التركيز على موضوع "المساهمة في التغطية الصحية الشاملة، وتوسيع فرص الحصول على الأدوية الأساسية". واعتمادا على عقود من الجهود الصحية المشتركة، تدعو التوصيات السياسية المتوصل إليها إلى عقد حوار عميق بين الصين وأفريقيا وأصحاب المصلحة الدوليين، جنبا إلى جنب زيادة الاستثمارات في مجال الصحة، والمواءمة مع الاستراتجيات الإقليمية والوطنية الأفريقية، مشددة في الوقت ذاته، على الالتزام بمجموعة متنوعة من القضايا، بما في ذلك " التغطية الصحية الشاملة " UHC)، والحصول على أدوية آمنة، ذات جودة عالية واللقاحات، فضلا عن الحاجة إلى تحسين المساءلة الحكومية من خلال تحسين الرصد والتقييم. وأوضح المدير العام لإدارة التعاون الدولى في وزارة الصحة الوطنية وهيئة تنظيم الأسرة NHFPC) في الصين الدكتور "رن مينجهوى"، أن الصين وأفريقيا لديهما تاريخا طويلا من التعاون الصحى المشترك يعود إلى أكثر من 50 عامًا، حيث تركز شراكتنا مع أفريقيا على التعاون المتبادل والمنفعة التي تلبى احتياجات البلدان الأفريقية، في حين تساهم أيضا في الصحة والتنمية في الصين، مضيفا أن الصين لديها دور فريد في دعم التقدم في مجال الصحة في أفريقيا، وذلك بفضل تقدمنا في مجالى البحث والتنمية وإنتاج الأدوية واللقاحات منخفضة التكلفة وذات جودة عالية، ولهذه الابتكارات المنقذة للحياة لديها فرص هائلة لإحداث تأثير إيجابى في العالم النامى. ويرى الخبراء والمشاركون أن التوصيات ترسى الأساس للمنتدى الوزارى للتنمية الصحية بين الصين وأفريقيا، وهو جزء من منتدى التعاون بين الصين وأفريقيا " (فوكاك)، المزمع عقده في وقت لاحق من هذا العام. وقد تمت استضافة المائدة المستديرة من قبل "مركز بحوث الصحة العامة" التابع لجامعة "تشينجهوا" وغرفة التجارة الصينية لاستيراد وتصدير الأدوية والمنتجات الصحية CCCMHPIE، وذلك تحت إشراف وزارة التجارة في جمهورية الصين الشعبية MOFCOM وقد تم التخطيط لعقد الاجتماع الدولى من قبل فريق عمل شمل وزارة التجارة في جمهورية الصين الشعبية، والتحالف الصين لبلدان الجنوب الصحة، والسفارات الإثيوبية وجنوب أفريقيا في بكين، ومنظمة الصحة العالمية (WHO)، وصندوق الأممالمتحدة للطفولة والأمومة يونيسيف، جنبا إلى جنب برنامج الأممالمتحدة المشترك المعنى بفيروس نقص المناعة البشرية إيدز، وصندوق الأممالمتحدة للسكان (UNFPA)، الأممالمتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو)، وزارة التنمية الدولية البريطانية DFID)، والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية USAID)، ومؤسسة بيل وميليندا جيتس.