مهرجان الفيلم العربى في برلين احتفالية ضخمة تقام في القلب الثقافي لألمانيا منذ عام 2009، تضاف لاحتفاليات السينما العربية التي تقام في أوربا، مثل مهرجان «مالمو» بالسويد، ومهرجان الفيلم العربى في روتردام، والتي عوضت توقف مهرجان الفيلم العربى الذي كان ينظمه معهد العالم العربى في باريس كل عامين، والذي كان أكبر تظاهرة سينمائية عربية في أوربا لسنوات طويلة قبل أن يتوقف فجأة بعد دورته الأخيرة التي عقدت عام 2006. مهرجان الفيلم العربي تنظمه جمعية أهلية غير ربحية أسسها مجموعة من العرب المقيمين في برلين تحمل اسم «أصدقاء الفيلم العربي»، وهو يحتفل اليوم، الثامن من إبريل، بافتتاح دورته السادسة التي تستمر حتى الخامس عشر من إبريل، والتي تضم عددًا من أفضل وأهم الأفلام العربية التي أنجزت في العامين الأخيرين. لا يقتصر المهرجان على الأفلام الروائية الطويلة، ولكنه يخصص أيضا مسابقات للأفلام القصيرة والوثائقية والتجريبية، إضافة إلى معارض للفن التشكيلى والفوتوغرافيا، وفوق ذلك ينظم المهرجان بعض البرامج الخاصة لنجوم السينما العربية وعددا من حلقات النقاش واللقاءات مع صناع الأفلام العرب في دورة هذا العام ينظم المهرجان برنامجا استعاديا - رتروسبكتيف - للنجمة المصرية يسرا، يضم سبعة من أفلامها تغطي معظم مسيرتها، تاريخيا وفنيا، كما تضم نماذج من أعمالها مع عادل إمام، ويوسف شاهين، وإيناس الدغيدي، وسعاد حسني وغيرهم، ونماذج من أفلامها «الفنية» وأخرى من أعمالها «التجارية» الشعبية. الأفلام هي «ابتسامة واحدة لا تكفي»، إخراج محمد بسيونى، أول فيلم تلعب بطولته عام 1978، «حدوتة مصرية» 1982، «إسكندرية كمان وكمان» 1990، اللذان يمثلان باكورة أعمالها مع شاهين، «الراعى والنساء» 1991 من إخراج على بدرخان وشاركها بطولته سعاد حسنى وأحمد زكى، «الإرهاب والكباب» 1992 إخراج شريف عرفة، وهو واحد من خمسة عشر فيلما ظهرت فيها مع عادل إمام، «مرسيدس» 1993 إخراج يسرى نصر الله، وحتى فيلم «دانتيلا» 1998 الذي يمثل عملها الممتد أيضا مع المخرجة إيناس الدغيدى. من أسباب اختيار يسرا لتكريمها في دورة هذا العام، حسب البيان الذي أصدره المهرجان يعود لكونها «إحدى أيقونات السينما العربية، ورمزًا من رموز الوجدان الشعبي المصري وشخصية نسائية محبوبة تلهم مئات الآلاف في الوطن العربى كله، منذ عام 1977 وحتى الآن شاركت في أكثر من 80 فيلمًا من مختلف الأنواع السينمائية لعبت فيها أدورًا متنوعة: المرأة الأرستقراطية، الفتاة العاملة، بنت الليل، الأم والابنة الثائرة، العاشقة الحالمة، مصريات قويات تخوض الحياة في تحدٍ وشجاعة، جميلات فاتنات، نساء يغمرهن الغموض، وأخريات شعبيات في غاية البساطة». إضافة إلى عروض الأفلام يتضمن تكريم يسرا لقاء مفتوحا معها، ومناقشة يديرها كاتب هذه السطور، في حضور جمهور المهرجان. الدورة السادسة من مهرجان الفيلم العربى في برلين تضم في القسم الرسمى المخصص للأفلام الروائية الطويلة مجموعة من الأفلام العربية الحديثة والجيدة كما ذكرت. من مصر هناك ثلاثة أفلام هي: «ديكور» للمخرج أحمد عبدالله، وهو فيلم افتتاح المهرجان الذي يعرض اليوم. «فيلا 69» إخراج أيتن أمين، وفيلم «أوضة الفيران» الذي شارك في إخراجه ستة من شباب السينمائيين في الإسكندرية، وهم أحمد مجدى مرسي، محمد الحديدى، محمد زيدان، مى زايد، نرمين سالم، وهند بكر، ويشارك في بطولته، وهو عبارة عن ستة أفلام قصيرة تم دمجها في فيلم واحد. يعرض المهرجان أيضا بعض الأفلام العربية - غير المصرية - التي حظت بشهرة جيدة خلال العامين الأخيرين، منها «باستاردو» التونسى للمخرج نجيب بلقاضى، و«وداعا المغرب» للمخرج الجزائرى نذير منقاش، و«ماء الفضة» للسورى أسامة محمد، و«يوميات شهرزاد» للمخرجة اللبنانية زينة دكاش. من النسخة الورقية