تعد مدن "نجران وعسير وجازان"، التابعة للملكة العربية السعودية والواقعة على الشريط الحدودي الجنوبي مع اليمن من أسباب الصراع مع الحوثيين، وتشهد المدن الثلاثة استعدادت أمنية واستنفار أمني واسع، بحيث تكون نقطة الانطلاق في حالة دفع المملكة بقوات برية على الحوثيين. وشهدت المدن الثلاثة نزوح شعبي كبير من الشعب السعودي منذ بداية الحرب على الحوثيين في اليمن من قبل التحالف العربي بقيادة السعودية والمعروفة باسم "عاصفة الحزم". وأفادت تقارير مصورة، بثتها وسائل الإعلام السعودية، نزوح المواطنين السعودين من المدن الثلاثة إلى الطائفومكةوجدة، وهو ما تسبب في انتقاد عدد من النشطاء عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، للسلطة لعدم توفيرها مأوى للنازحين بسياراتهم من المناطق الجنوبية المشتعلة باتجاه مكةوالطائف ومدينة جدة، بعد تعليق العمل في مطارات المنطقة الجنوبية للمملكة. غير أن المدن السعودية الثلاثة "عسير ونجران وجازان"، تعد الهدف الأول للحوثيين والذين قاموا قبل أيام من "عاصفة الحزم" بمناورات عسكرية على الحدود قرب المدن، وأكد عبدالملك الحوثي، زعيم جماعة "أنصار الله" الحوثية صراحة أن جماعته لن تنتهي سوى بالسيطرة على المدن الثلاثة معتبرًا السعودية قد استولت عليها نتيجة لحربها مع اليمن عام 1934، وأنها أرض يمنية خالصة. وتشهدت الحدود السعودية مع اليمن حالة من الاستنفار في اوساط السعوديين القاطنين في تلك المناطق، كما تشهد استعدادات من جانب الجهات المختصة لمواجهة محتملة برية مع مسلحي جماعة " أنصار الله" الحوثيين، وقوات الرئيس اليمني السابق على عبدالله صالح. وقدم أعيان ومشايخ الحرث، مذكرة إلى أمير منطقة جازان، الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز، مبدين رغبتهم في المشاركة والاصطفاف بجانب القوات المسلحة السعودية، واستعدادهم الكامل للقيام بما يمليه عليهم واجبهم الوطني دفاعا عن تراب الوطن ولمحاربة الحوثيين. وعزمت المملكة العربية السعودية منذ اللحظات الأولى ل "عاصفة الحزم" إلى تحريك قوافل طبية في المدن الثلاثة ودعم المستشفيات في المنطقة الجنوبية بكوادر طبية وتمريضية وإسعافيه من مختلف مديريات الشئون الصحية في مناطق المملكة من خلال توجيه عدد من الكوادر الصحية للعمل في المنطقة الجنوبية. وأصدر الملك سلمان أوامره إلى الحكومة ووزير الصحة السعودي، لوضع خطط الطوارئ الصحية في المناطق الجنوبية (جازان - نجران)، داعيا جميع العاملين على بذل أقصى الجهود لخدمة الوطن ومواطنيه.