أفتى شيوخ ينتمون إلى تيار السلفية، بأن التعاون مع الأمن يمثل واجبًا شرعيًا وليس مدعاة ل«معايرة» إلى درجة أن بعضًا منهم قال إن عبارة «أنت عميل لأمن الدولة» وسام شرف، طالما أنه يبلغ عمن وصفوهم ب«المفسدين في الأرض». وقال الشيخ محمد الأباصيري، الداعية السلفي الشهير: إن التعاون مع الأمن واجب شرعي للإبلاغ عن المفسدين في الأرض من «الإخوان» أو «داعش» أو غيرهما من المتطرفين، معتبرًا أن من لم يبلغ عنهم فهو آثم وشريك في الإفساد، والزعم بأن الإبلاغ عنهم فتنة، والفتنة أشد من القتل «كذبة» لا أصل لها في صحيح الدين. وأضاف أن عدم الإبلاغ عن المفسدين هو الفتنة الكبرى، وكل من يتستر عليهم يعد شريكًا في جرائمهم الإرهابية، قائلًا في تصريحات ل«البوابة»: «إنني كثيرًا ما تم اتهامي بأني عميل لأمن الدولة وهذه اتهامات تافهة يرددها كل من ليس لديه من الشرع أدنى علم، وأحب أن أؤكد أنني أفخر بأن أكون عميلًا لأمن بلدي فهذا أشرف وأنبل 100 مرة من أن أكون صنيعة استخبارات أجنبية لتشويه الإسلام والمسلمين باسم أمريكا وإسرائيل». في السياق نفسه، قال الدكتور يوسف يوسف، القيادي بالدعوة السلفية: «يجوز شرعًا التعاون مع الأجهزة الأمنية للإبلاغ عن المفسدين في الأرض أيًا كانوا، والأمر يخص كل مفسد سواء إخواني أو غيره». وأضاف أن الإخوان ليسوا استثناء، فقد كانوا يطالبون بالتعاون مع أمن الدولة للإبلاغ عن المفسدين في الأرض، قبل صدامهم مع النظام، مشيرًا إلى أن شيوخ السلفية لا يهتمون باتهامات الإخوان لهم بأنهم عملاء للأمن، «لأننا لا نخشى ولن نبالي حفاظًا على أمن مصر القومي، بعد أن زاد الإرهاب على حده في الفترة الأخيرة». ورأى الداعية السلفي الشاب محمد رجب، أحد أبرز تلاميذ الثنائي الشيخ محمد حسان والشيخ أبو إسحاق الحويني، أن التعاون مع أمن الدولة للإبلاغ عن المفسدين واجب شرعي، ولكنه يجب أن يتم بعد نصح الطرف الآخر، ومطالبته بالعودة إلى العمل القويم، وإن لم يستجب يبلغ عنه وفقًا للقاعدة الفقهية «لا ضرر ولا ضرار». من النسخة الورقية