أحيانا ما نجد أمامنا أطفالا رءوسهم ضخمة جدا، وعيونهم جاحظة، ولا نعرف ما سبب ذلك، وهل هي معاناة يعيشون فيها أم أمر عادي؟ الواقع أن هؤلاء مرضى مصابون بما يسمى استسقاء المخ، وهذه الحالات تحتاج إلى الكثير من الفحوصات والتدخلات الطبية، التي تكون أحيانا جراحية. لكن لماذا يحدث هذا المرض؟ وكيف تعرف الأم أن رضيعها يعانى من هذا المرض أم لا؟ عن الأسباب التي تؤدى لكبر حجم الرأس عند هؤلاء الأطفال، يجيب الأستاذ الدكتور محمد شعبان، أخصائى جراحة المخ والأعصاب بقصر العينى قائلا: من المعروف أن استسقاء المخ عند الأطفال يعنى كبر حجم تجاويف المخ مع زيادة في ضغط المخ، وذلك نتيجة تجمع السائل المخى في البطين المخى الناتج عن انسداد في مجرى السائل المخى ما بين البطين الثالث والرابع، أو نتيجة زيادة في إنتاج السائل المخى بكميات كبيرة. أسباب ظهور هذا المرض: ظهور عيوب خلقية في بعض الأمراض مثل: أرنوت كايارى، نتيجة انسداد في مجرى السائل المخى المتصل ما بين البطين الثالث والرابع. وذلك نتيجة ضيق خلقى أو التهابات في هذا المجرى، ظهور بعض الأورام التي تنتج السائل المخى بكميات كبيرة وتتواجد في البطين الجانبى، حدوث نزيف بالمخ داخل البطين المخى، ما يؤدى إلى انسداد في المجرى للسائل المخى، وحدوث استسقاء أو نزيف تحت الأم العنكبوتية، ما يؤدى إلى انسداد في مجرى السائل المخى، ثم بعض الحوادث التي ينتج عنها استسقاء بالمخ. والأعراض التي تظهر على الطفل المصاب بالاستسقاء إذا كان الطفل أقل من سنتين كبر حجم الرأس، غروب في العين، ظهور ووضوح أوردة الرأس بشكل كبير، توسيع ما بين فواصل عظام الجمجمة، وإذا كان الطفل أكبر من سنتين تظهر عليه أعراض زيادة ضغط المخ، صداع بشكل مزمن، ترجيع بشكل عنيف ومتكرر، عدم وضوح الرؤية. وتشخيص هذه الحالات يتم عن طريق أشعة مقطعية على المخ والتي يظهر بها كبر حجم التجاويف بالمخ، ويظهر بها أسباب حدوث هذا الاستسقاء من وجود أورام أو التهابات علاج هذه الحالات. ويتم علاج هذه الحالات جراحيًا عن طريق تركيب صمام مخى بروتونى في البطين الجانبى للمخ. من النسخة الورقية
