قال الروائي المغربي سعيد يقطين، إن التقنيات الروائية لا تتطور إلا بتوافر شروط ذاتية وموضوعية تلعب دورًا هاما في إعادة النظر فيها والعمل على تطويرها لأهداف ومقاصد محددة، شانها شان تطور الاشكال والانواع والانماط. جاء ذلك خلال الجلسة البحثية بالملتقى الدولي السادس للإبداع الروائي العربي في الفترة من 15 إلى 18 مارس، تحت عنوان "تحولات وجماليات الشكل الروائي "دورة فتحي غانم"، بالمجلس الأعلى للثقافة. وأضاف يقطين، أن ظهور الرواية ارتبط بالطباعة باعتبارها وسيطا لعب دور كبير في تطوير الكتابة، ما وسع دائرة القراءة، كما لعبت الصحافة الدور نفسه في استفادة الرواية من تقنيات العمل الصحفي وأنواع. وأوضح أن الاستفادة تأتي من خلال توظيف تقنيات التحقيق والتحرى وجمع المعلومات، ولفت يقطين أن تطورات التليفزيون والسينما كان لهم تاثير بالغ على الرواية بعد الحرب العالمية الثانية بجانب التحولات الفكرية والفلسفة. وتابع: تعد الرواية الجديدة بداية حقبة جديدة في تاريخ الرواية، والان تحت تاثير الثورة الرقمية تتجاوز الرواية البعد اللغوي الذي ظل مهيما عليها، وظهرت الرواية المترابطة لتكون بداية تحول جديد على مستوي تقنيات الرواية وكتابتها، ولم نجد حتى الآن في الرواية العربية هذا النوع من الرواية المترابطة. وقال الناقد التونسي الدكتور شكري المبخوت، إن رواية "روائح المدينة"، لحسين الواد التي صدرت عام 2010، من الروايات الجيدة ولم تقرأ في مصر أو تونس، ولكنها تمثل مكانة مهمة في المدونة التونسية، لأنه غريبة وتكم غرابته من شكله الفني والبناء، حيث تتجاور فيه الفصول ويستطيع القاري أن يقرأ فصولها من أي فصل أراد، وفي الحقيقة سيفهمها ويعرف ما به. وأضاف المبخوت، أن الرواية تعد من ادب المسخ، حيث اشتغل الروائي على فضاء مدينة يزعم أجوارها أنها لا تعدو قرية مؤذنا باستحالة فعل الرواية نفسه وما يقتضيه من اضطلاع بعالم قائم يمنحه السرد معني ومغزي. وأوضح المبخوت أن السرد في الرواية جاء متقطعا متشظيا مبنيا على التداعي ومراكمة الكلام، حيث يعد سرد شره وقول نهم يكشفان عن المسخ الذي اصاب العالم المروي بلغة تتدفق حين تسمية وعن بناء يتداعي ليشف عن صعوبة تشكل العالم. وتناول عبدالرحيم الكردي، السيرة الذاتية للاديب الجزائري واسيني الأعرج، ضمن الجلسات البحثية في ملتقي الرواية العربية، اليوم الإثنين بالمجلس الاعلي للثقافة. وقال الكردي، أن حديثة عن سيرة الأعرج وروايته"سيرة المنتهى"، جاءته من خلال عنوان الملتقي "تحولات وجماليات الشكل الروائي، لافتا أن بتتطور الإنتاج الروائي، تفتح المجالات لجعل النقاد يناقشون كل ما هو جديد في الرواية. وأضاف الكردي، أن نص الأعرج يعد إضافة لفن الرواية، وفي عمله الأخير يقتبص من التراث العربي والاجنبي في بدايته، ومن التراث العربي اشياء ماخوزة من ابن عربي، ولكن ابن عربي في قصة المعراج، جاء أن النبي صعد في كل سماء وقابل أحد الانبياء إلى أن وصل لسدرة المنتهى، ولكن في نص الاعرج يقسم روايته إلى السموات الست ولكن دون أن يقابل انبياء، إنما شخوص تقابل معها، أولها الجدة المظلومة ثم فتاة كانت تعمل في بيوت الدعارة وكانت مظلومة من المجتمع، وبعد انتقالها للعالم الاخري تصبح قديسة وتحل محل الرفيق، ثم فتاة يهودية ويقابل في كل سماء شخصية حتى يصل إلى سدرة المنتهي. وأوضح أن أبن عربي والأعرج على النقيض ولكن مراحلهم متشابه في تجربة المواطن العربي التي لوحظت في ثلاث اشكال من القمع وهي لا تفعل لا تقول، والتي تحكم في ضمائر الشخوص. وتابع: كما أن اللغة عند الاعرج متشابه وبه شفافية صوفية مثل ابن عربي، ولكن ليست روحانية بل فنية، لافتا أن الاعرج انتقل من جنة اليقين إلى جحيم السؤال. وقال الناقد والكاتب العراقي عذاب الركابي، أنه في العمل الروائي يحتكم لمذاقه في الابداع، حيث تعد ذا قته بوابة الدخول لعوالم النص. وأضاف الركابي، أن انحيازه دائما للمقولة التي تدعو لترك المناهج والاتجاهات جانبا لن المنتج المقدم"إبداع". وأوضح أن زمن الرواية الاكاديمية ولي، وبالنتيجة تعبر عن شي آخر، اما بالنسبة للرواية الأوتبيوغرافية السيرة الذاتية والترجمة الذاتية في المستقبل، وسوف تتخلي الرواية عن مكانها للأعمال الأوتوبيوغرافيه، وتناول رواية المستقبل "نقوش في الذاكرة" للروائي السكندري محمد الجمل نموذج. وقدم الروائي الدكتور محمد إبراهيم طه، ورقة بحثية عن احدي التقنيات الجديدة للشكل الروائي "رواية داخل رواية".