تطوير "حديقة ناصر" فجر بركان غضب أهالي أبو تيج.. تحولت من منتزه الملك فاروق إلى مزار سياحي..المرشحون للبرلمان استغلوا الموقف للترويج للحملات الانتخابية

الإهمال طال "حديقة ناصر" والتي أنشئت عام 1962 خلال فترة تولي اللواء حسن أبو شديد منصب رئيس مجلس مدينة أبوتيج بمحافظة أسيوط.
بعدما كانت منتزه "الملك فاروق"، وتم تزويدها بمساحة جديدة لتصبح الحديقة التاريخية الوحيدة على مساحتها 5 آلاف فدان.
تعرضت للهلاك على مرور الزمن وشهدت تدنى في الخدمات وسوء نظافة الحمامات وقلة شديدة في عدد الحيوانات داخل الحديقة.
وعقب قيام المحافظة ببدء خطة تطوير بدأت بهدم السور المتهالك، والمقام منذ 1945 سادت حالة من القلق بين الأهالي الغيورين على مركزهم ظنا أنه سيتم هدم الحديقة، في المقابل اقتنص بعض المرشحين في الانتخابات البرلمانية الفرصة للظهور بين الأهالي داعين أنهم حماة المركز مستغلين قيام المهندسين بقطع 6 أشجار ملاصقين للسور الخاص بالحديقة الذي يتم إعادة بنائه على أنه أضرار بالبيئة.
تجولت "البوابة نيوز"، داخل الحديقة للوقوف على حقيقة الأمر وخلال لقائنا بالحاج محمد والذي يعمل بها منذ 35 عاما قائما على نظافتها قال: إن الحديقة تعد رمزًا اثريًا وانه يعتبرها أغلي من أبنائه ففترة خدمته فيها أكبر من سن أبنائه.
وأضاف: أنها لم تشهد أي اهتمام وتطوير خلال السنوات الماضية الأمر الذي أدى إلى تدهور دورات المياه والسور وبعض المناطق المحيطة بها، مشيرًا إلى أن سعر التذكرة بدء عام 1962 ب 2 صاغ، ثم وصل إلى جنيه في العاميين الماضيين، مؤكدًا أن الحديقة تعتبر شيئا مقدسا للأهالي، لافتًا إلى أنه يتم تنظيم رحلات مدرسية من خلالها ولا يقتصر القادمين للحديقة على مستوي مدينة أبو تيج فقط بل المراكز والقري المجاورة باعتبارها أثرا منذ الملك فاروق قبل أن تتحول لحديقة.
وتقول أمل عرفة، ربة منزل، أنها تحرص على الذهاب للحديقة كل جمعه مع أبنائها، مؤكدة أنها تعتبر المتنفس الوحيد بالمركز وأنهم يقومون بقضاء اليوم كاملا منذ صلاة الظهر وحتى العشاء، مضيفة أنها منذ أيام طفولتها أيضا كانت والدتها تصحبها يوم الجمعة منذ أكثر من 30 عاما.
وأكدت أن هدم السور سبب لها انزعاجا واعتقدت انهم سيهدمون الحديقة بأكملها أو سيتم خصخصتها لأي شيء آخر وتبين بعد ذلك أن الحديقة تخضع للتطوير، وطالبت في نهاية حديثها بزيادة عدد الحيوانات والطيور.
وكشف محمد فؤاد بمركز أبو تيج، عن ترديد بعض الشائعات من جانب المرشحين للبرلمان المقبل والذين اتخذوها فرصة للترويج لحملتهم الانتخابية بين الأهالي، واعتقد الأهالي ما يحدث بأنه هدم للحديقة مما أدى إلى استيائهم غيرة على مركزهم وحديقتهم خلال الأيام القليلة الماضية والذي تسبب في ذلك المرشحين للانتخابات البرلمانية ظنا منهم في كسب ثقة الشارع.
من جانبه أكد المهندس أحمد محمد مدير الحديقة: أن الحديقة تحتاج إلى تطوير نتيجة قلة عدد الحيوانات الموجودة بها، مشيرًا إلى أنها تحتوى على الأرانب والخنزير والعصافير الكناريا والبغبغانات.
وأضاف أنه تم البدء في أعمال التطوير لتحسين الخدمة للمواطنين خاصة انها تشهد اقبالا كثيفا طوال الوقت ورحلات يومية وتصل نسبة الإقبال خلال المواسم كالأعياد أو المولد النبوي إلى ما يقرب من 25 ألفا إلى30 ألف زائر حفاظا عليها ولضمان استمرارية وجودها عبر السنوات المقبلة.
ومن جانبه أكد أحمد شوقي رئيس مجلس المدينة، أن الحديقة مستمرة ولم يتم المساس بها ولكن لما تمثله من أهمية وقيمة تاريخية تم وضع خطة تطوير مكونة من 3 مراحل كل مرحلة تستغرق 4 شهور، مشيرًا إلى أن الحديقة مستمرة في استقبال المواطنين خلال فترة التطوير.
وأوضح شوقى، أن أعمال التطوير تتمثل في إعادة بناء السور المتهالك لكونه لم يشهد أي تجديد منذ عام 62، وإنشاء ما يقرب من 35 محلا تجاريا يخدم المواطنين والحديقة عن طريق مزاد علني يَصْب الايجار لمصلحة الحديقة، مضيفًا والمرحلة الثانية ستشهد بناء دورات مياه جديدة بشكل يليق بالزائرين.
وأشار رئيس مجلس المدينة، إلى أنه تم التنسيق مع حديقة الحيوان بالجيزة للمساهمة بقيمة 50 ألف جنيه، إضافة إلى مد الحديقة بالحيوانات،لافتًا إلى أن الحديقة ستشترى حيوانات وطيور بقيمة 220 ألف جنيه لضمان زيادة العدد والتنوع تطوير ركن الأطفال.
ولفت إلى أنه يتم الآن الحصول على موافقات من مديرية الري لإعادة تأهيل رصيف الحديقة المطل على النيل حتى يتم التمكن من استقبال الرحلات السياحية.