يحاول الناس كثيرا عند تراكم الدهون على جزء من أجزاء الجسم أن يقوموا بعمل التحمية اللازمة للتخلص من هذه الدهون، ولكن عند تراكم الدهون في مكان لا يمكن رؤيته، أو الإحساس به، ولا يعلمون بوجوده تكون المشكلة الحقيقية هذا ما قاله الدكتور محمد على عز العرب، أستاذ الكبد ورئيس وحدة الأورام بالمعهد القومى للكبد، في حديثه ل«البوابة» عندما حاورته حول مرض الكبد الدهنى وإلى تفاصيل الحوار: ■ ما مرض الكبد الدهنى؟ - الكبد الدهنى هو تشمع الكبد عن طريق ترسب في الخلايا الدهنية بدرجات متفاوتة بين خلايا الكبد، أي حدوث تراكمات للدهون على الكبد، وينقسم المرض إلى 3 أنواع هي كبد دهنى بسيط وكبد دهنى التهابى، وكبد دهنى شديد، وهو أخطر أنواع المرض، حيث تحدث مضاعفات له تصل إلى حدوث تليف للكبد. ■ ما أعراض المرض؟ - الكبد الدهنى ليست له أعراض ظاهرة، خصوصا في المرحلة الأولى من المرض، والأعراض التي من الممكن أن تظهر هي أعراض عادية، ولا يمكن للمريض من خلالها أن يتعرف على المرض، وهى الغثيان وفقدان الشهية والضعف وفقدان الوزن، وهى أعراض لا تظهر بشكل دائم. ■ ما العوامل المسببة للإصابة بالكبد الدهنى؟ - أسباب ظهور الكبد الدهنى كثيرة، فمنها السمنة المفرطة والحمية الغذائية والتي تتسبب في تضاعف المرض، والوجبات السريعة والتدخين، وأيضا السكر غير المنضبط في الدم واختلال مستوى الدهن في الجسم والكوليسترول أو ارتفاع الدهون الثلاثية وأيضا الاستئصال الجزئى للأمعاء والفيروسات الكبد «C» أو «B»، ومن أكثر الأسباب شيوعا بعض الأدوية التي تتسبب في تدهن الكبد. ■ هل مرض الكبد الدهنى يعد من المراحل المتأخرة للكبد الوبائى؟ - لا.. ليس له علاقة إنما من الممكن أن يتسبب تدهن الكبد في حدوث فشل كبدى للمريض في حال عدم علاجه. ■ كيف يمكننا اكتشاف مرض الكبد الدهنى، خصوصا أنه ليس له أي أعراض؟ - لا يمكن اكتشاف المرض إلا من خلال الكشف على المريض بالموجات فوق الصوتية، أو السونار، فضلا عن أن لون الكبد يكون أفتح من لونه الطبيعى. ■ ما مضاعفات المرض؟ - من أهم المضاعفات حدوث تدهن تفاعلى لباقى إنزيمات الكبد، مما يجعلها مرتفعة وأيضا تتسبب في حدوث اعتدال دماغى وسرطان الكبد و«دوالى» في المرىء وارتفاع في ضغط الوريد الذاتى. ■ ما طرق علاج المرض؟ - في المرحلة الأولى من المرض وهى تدهن الكبد البسيط ننصح المريض بتحكمه في كمية الدهون التي يتناولها والتغذية السليمة، ولا يحتاج إلى العلاج، وفى حالة الإصابة بالمرحلة الثانية أو الثالثة التليف الكبدى، يتم علاجه بعد معرفة المسببات، وذلك بإرجاع نسبة التليف من درجة «F4» إلى «F3»، وهى نسبة أقل، ومعالجة الفيروسات الكبدية بطريقة صحيحة تساعد على حل مشكلة التدهن، كما أن من الأدوية التي يستخدمها الأطباء عادة في العلاج «متفورمين تريتاس»، ولكن يجب أن نعرف أن جميع الأدوية تعمل على تحسن وضع المريض، لأن المرض لم يتم اكتشاف أي علاج له بعد. ■ ما نسبة الإصابة بمرض الكبد الدهنى في مصر؟ - زاد في الآونة الأخيرة معدل انتشار مرض الكبد الدهنى في مصر، خصوصا بسبب ما يعانيه الكثير من المصريين من سمنة مفرطة ومرض السكر وزيادة الوجبات السريعة ونسبة التدخين، حيث إن هناك دراسة أمريكية تؤكد أنه منذ عام 1997 حتى عام 2009 زادت نسبة المرض عشرات المرات، حيث كانت في عام 1997 نسبة المرض 0035 في ال1000 وارتفعت في عام 2009 إلى 0.04 في ال10000 أي أن نسبة الإصابة 4٪ لكل 100 ألف نسمة وهى نسبة كبيرة. من النسخة الورقية