· دراج يستقيل من الدستور ويتهم “,”البوب“,” بالإضرار بمصلحة الوطن · هيكل: صدمتنا فيه أكبر من الإخوان .. و فوزي: تصرف غير مسئول · الطويل: خطوة مخزية.. والميرغني: توقيت الاستقالة يفضحه في الوقت الذي رحب فيه عدد من قوى الإسلام السياسي بقرار الدكتور محمد البرادعي نائب رئيس الجمهورية للعلاقات الدولية بالاستقالة من منصبه، ندد عدد من السياسيين والحزبيين بإقدام البرادعي على اتخاذ تلك الخطوة خاصة أنه لم يستشر أحدا، كما أنه تقدم باستقالته في توقيت لا يحتمل ذلك في أعقاب فض الاعتصام وكأنها رسالة للغرب أن الشرطة وقوات الأمن استخدمت الوحشية ضد المعتصمين والتي يرفضها “,”البوب“,” الحائز على جائزة نوبل . فقد أعلن الدكتور أحمد دراج، أحد وكلاء مؤسسي حزب الدستور استقالته من الحزب بشكل كلي اعتراضا على استقالة الدكتور البرادعي من منصبه . وقال دراج في تصريحات ل“,”البوابة نيوز“,”، إنه حزين للخطوة التي اتخذها النائب السابق للرئيس المؤقت بتخليه عن منصبه، معتبرا أنه بذلك تخلى عن مسئوليته الوطنية في لحظة حرجة جدا، مؤكداً أن القرار الذي اتخذه في ذلك التوقيت بالذات يشوه صورة مصر في الخارج في ظل تربص أمريكي وغربي واضح لمصر. وتابع دراج قائلاً: مهما تكن مبررات البرادعي فهو يمثل نفسه ولا يمثل الشعب المصري، مؤكدا أن استقالته تضر بالمصلحة الوطنية العليا، كما أن نص الاستقالة وصله من أحد قيادات الحزب ولذلك قرر الانسحاب من الدستور . وعن إمكانية تراجع البرادعي عن استقالته ، قال دراج، حتى إن تراجع فأنا لن أتراجع عن موقفي لأنه جاء بعد دراسة ولا أعتقد أن البرادعي سوف يتراجع لأن الاستقالة صدرت من مكتبه الإعلامي . ومن جانبه اعتبر الناشط السياسي، محمد هيكل، مؤسس حملة تمرد وأحد مؤسسي حزب الدستور، استقالة البرادعي بمثابة “,”صدمة“,”، مؤكداً أنه تلقى خبر الاستقالة بكثير من الأسف وذلك بعد أن اتضح أمام الجميع أن هذه الاعتصامات ليست سوى بؤرة إجرامية وليست سلمية . وأضاف هيكل، في تصريحات ل“,”البوابة نيوز“,”، أن الاستقالة المسببة التي تقدم بها البرادعي، جاءت نتيجة اللجوء إلى فض الاعتصام، وذلك وفقاً لرأيه الشخصي وليس كمسئول في الدولة المصرية من شأنه مواجهة مثل هذه الأزمات . وتابع هيكل، قائلاً: نكن احتراماً لشخص الدكتور البرداعي لكن صدمتنا في البرادعي المسئول كانت أكبر من صدمتنا في جماعة الإخوان الإرهابية . وهاجم أحمد فوزى الأمين العام للحزب المصري الديمقراطي البرادعي في أعقاب الاستقالة، قائلاً: البرادعي شخص غير مسئول، وكان عليه أن يتحمل المسئولية، وألا يعطي بتصرفه غطاء دوليا لجماعة الإخوان، لتبتز به إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، مشيرا إلى أن لديها استعدادا لخوض حرب أهلية، لإنقاذ قياداتها من المحاكمة . وتابع فوزى، قائلا: إن الحزب المصري الديمقراطي كان ضد فض الاعتصام، ويبحث عن الحلول السلمية، أما الآن والوطن يحترق، فعلينا أن نواجههم بكل حزم، فنحن لم نقصر مع الإخوان وحلفائهم في تيار الإسلام السياسي، ومنذ 25 يناير 2011، هم الرافضون للتوافق، وارتكبوا جرائم في حق شعبنا . أما المستشار مصطفى الطويل الرئيس الشرفي لحزب الوفد، فوصف إقدام الدكتور محمد البرادعي نائب رئيس الجمهورية للعلاقات الدولية، على تقديم استقالته من منصبه بالأمر المخزي . وأضاف الطويل، في تصريحات ل“,”البوابة نيوز“,”، أن البرادعي قد سبق وصرح أن الحكومة تبذل ما بوسعها لحل أزمة الاعتصام ودياً، وأنه إذا استحال ذلك فسيكون الخيار الأخير هو فض الاعتصام بالقوة وفقاً للقانون، مشيراً إلى أن الاعتصام تم فضه بالقانون وفي رقابة من المجتمع المدني ووسائل الإعلام وبإذن من النيابة . وأوضح الرئيس الشرفي للوفد، أن الحكومة والمؤسسة العسكرية كانتا في حالة حرج أمام الشعب المصري الذي فوضهما لمواجهة الإرهاب الذي انتشر بشوارع مصر، كما انتقدها الشارع لعدم تعاملها مع الاعتصام غير السلمي للإخوان ومؤيدي مرسي، ولذلك كان عليها فض تلك الاعتصامات، معتبراً أن استقالة البرادعي تأكيد على عدم استحقاقه هذا المنصب . وقال إلهامي الميرغني، نائب رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، إن توقيت الاستقالة يفضح توجهات البرادعي لأن الجيش والشرطة قاما بالالتزام بكل المعايير الدولية لفض الاعتصام، مضيفاً أن الدولة لا يمكن أن تستمر وقوى الإسلام السياسي تستخدم السلاح في الصراع، يجب نزع سلاحهم ومحاكمة المتورطين قبل أي حوار عن وضعهم في المستقبل. وتابع الميرغني، قائلا: حل الجماعة وكل الأحزاب الدينية ضرورة ملحة فورا ومحاسبة كل من هاجم الكنائس والمصالح الخاصة بالمسيحيين. معتبراً أن البرادعي لا يهمه مصلحة مصر بقدر ما يهتم بتنفيذ المبادئ الأمريكية التي كان راعيا لها في العراق، مؤكداً أن الإنسانية لا تتجزأ ولا مصالحة مع القتلة قبل محاسبتهم واستقالته أنهت دوره السياسي للأبد . ولم يقتصر النقد الذي وجه إلى البرادعي على ذلك بل امتد إلى داخل حزب الدستور الذي كان أحد مؤسسيه، حيث قال ياسر الرفاعي المنسق العام لمجلس محافظي حزب الدستور، إن استقالة نائب رئيس الجمهورية موقف غير مسئول منه في ظل الظروف الراهنة، مطالباً الجميع بالاصطفاف خلف الجيش العظيم لحماية الوطن من منشآت وأرواح وكنائس ومؤسسات . ودعا الرفاعي، جموع الشعب المصري للنزول إلى الميادين يوم الجمعة القادم في مسيرات “,”مصر فوق الجميع“,”، لأن المجتمع المصري والدولة يواجهان أكبر تحد واختبار للمسار الديمقراطي الذي اختاره الشعب وأكد عليه مرارا في تجاوز هذه اللحظة الصعبة التي تشكل تمزق في نسيج المجتمع. وفى إطار نفس السياق، شن عدد من النشطاء بموقع التواصل الاجتماعي “,”فيس بوك“,”، هجوماً حاداً على البرادعي متهمين إياه بالسلبية والهروب من المعركة وعدم الوقوف في صف الوطن في الوقت الذي تسعى جماعة الإخوان المسلمين فيه إلى حرق مصر . ووصل الأمر ببعض الصفحات إلى اتهام نائب رئيس الجمهورية المستقيل، بالعمالة لأمريكا وحماية مصالحها في المنطقة عن طريق الدفاع عن جماعة الإخوان المسلمين وحلفائها من مؤيدي الرئيس المعزول في إطار صفقة للخروج الآمن لقيادات ذلك التيار .