فجر إعلان الجماعة الإسلامية، مقاطعتها لفعاليات الذكرى الرابعة للثورة، حالة من الغضب داخل الجماعة، سواء داخل قاعدتها أو في صفوف قادة الجماعة خارج البلاد، وعلى رأسهم المهندس عاصم عبدالماجد عضو مجلس شورى الجماعة، والدكتور طارق الزمر رئيس حزب البناء والتنمية، الذين رفضا القرار، بل ووجها رسائل تحث المصريين على المشاركة بقوة في هذه الفعاليات. ووجه الدكتور طارق الزمر، عبر تدوينة له على شبكة التواصل الاجتماعي، رسائل تحث المشاركين على الاستمرار بقوة في ما اسماه الحراك الثوري لإسقاط النظام، زاعما أن ثورة يناير لن تهدأ حتى تحقق كل أهدافها، خصوصا أن جيل الشباب الذي يمثل 60% من الشعب المصري لم ولن يستسلم لهذه الأوضاع التي لن تستمر "حسب قوله". فيما كرر المهندس عاصم عبدالماجد، عضو مجلس الشورى، نفس الموقف بحثه المصريين على الصمود في الميادين، والعمل على تحقيق أهداف ثورة يناير، وعدم الاستسلام للمخاوف التي يحاول البعض تكريسها لديهم، ونشر اليأس من عدم إمكانية نجاح هذا الموقف. وكان لافتا بشدة تجاهل عبدالماجد والزمر، تمسكهما بمواقفهما السابقة الداعمة للتصعيد دون أن يتورطا في توجيه أية انتقادات لقيادة الجماعة الإسلامية، التي أعلنت مقاطعة هذه الذكري، وهو ما اعتبره ربيع على شلبي منسق حركة أحرار الجماعة الإسلامية، جزء من تقاسم الأدوار بين الداخل والخارج دون أن يعني ذلك غياب التنسيق بين الطرفين. ورأي شلبي، أن الجماعة لم يكن أمامها خيار بالداخل سوى إعلان مقاطعة أحداث الذكرى الرابعة للثورة نظرا لن المشاركة كانت ستجر على الجماعة عواقب وخيمة، منها احتمالات إدراج الجماعة في لوائح الإرهاب أو حل حزب البناء والتنمية على أقصى تقدير. ووصف موقف الجماعة من هذه التظاهرات بأنه موقف تكتيكي، يريد مجلس دربالة توظيفه لعدم التعرض لضربات أمنية، قد تعيد عددا من قياداته وأعضائه للسجون، خصوصا أن الجماعة اكتفت بإعلان مقتضب على لسان أحمد الإسكندراني مقاطعة تظاهرات 25 يناير، دون أن يطالب أعضاء الجماعة بنفس الموقف. من جانبه، رأي عبدالرحمن صقر، المسئول الإعلامي بجبهة إصلاح الجماعة الإسلامية، أن الجماعة لا تستطيع الإعلان عن المشاركة أو عدم المشاركة في الذكرى الرابعة للثورة، كونها ليست مطلعة على ما يدور في المطبخ السياسي للإخوان . وأشار إلى أن هذا الموقف يعبر عن التردد الواضح والخوف الصريح من دفع ثمن المشاركة، خصوصا إذا لم تستطع هذه الفعاليات اختراق المشهد، فضلا عن أن المشاركة تغلق الباب أمام المصالحة بين الجماعة والدولة، مشيرا إلى أن الجماعة فقدت إحساسها بالشارع، وليس أمامها حاليا إلا تبني هذه المواقف الغائمة حتى تظهر الصورة بوضوح.