قال الفنان الدكتور عادل عبدالرحمن، أستاذ ورئيس قسم التصميم الجرافيكى بكلية التربية الفنية جامعة حلوان، إن الفنان القدير عدلي رزق الله، لم يكن يتوقع عند قدومه إلى القاهرة من بلده أبنوب الحمام بأسيوط، في الصعيد، أن يصبح أحد أهم رموز التعبير الفنى بالصورة الملونة والكلمة بمصر والعالم. وتابع: "جاء الراحل حاملًا معه آمال وطموحات الإنسان نحو مستقبل مشرق؛ ترسمه موهبة فنية واعدة، صقلها بدراسته الأكاديمية بكلية الفنون الجميلة بالقاهرة، التي تخرج منها عام 1961م، لتنمو وتتحدد ملامحه الفنية التي تميزه". وأضاف عبدالرحمن ل"البوابة نيوز":" الفنان الراحل لم يكن عاشقًا لفن الرسم والتصوير بالألوان الذي برع فيه وقدمه في سيمفونيات تشكيلية رائعة أبهرت العالم فحسب، بل كان للكلمة نصيب وافر من اهتماماته وتعبيراته الإبداعية ؛ فأحب الكلمة منذ نعومة أظفاره، ومارس الكتابة ؛ وبخاصة للأطفال، علمًا بأن المخاطبة الأدبية لعقلية الطفل تعد من أصعب أنواع الكتابة، حيث تتطلب مهارات خاصة ودراية بالنواحى العقلية والنفسية والتربوية للطفل، وهو ماتمتع به الفنان.. وتابع عبدالرحمن:" كما أثقلته كذلك وبلورت توجهاته الفكرية دراسته الأكاديمية في فرنسا بجامعة ستراسبورج بين عامى ( 1974 1978م )، لتمتزج مرجعيته الثقافية المصرية الأصيلة بالحضارة الأوربية، حيث اعتبرت فرنسا آنذاك من أهم مراكز الإشعاع الثقافى والحضارى، وفي باريس ذُهل عندما التقى وجهًا لوجه بلوحات عظماء التشكيليين أمثال رمبرانت وسيزان وباول كليه وبيكاسو، كما تأثر بالفيلسوف الألمانى " نيتشة "، ليكتشف الطاقة بداخل الإنسان، مزج " رزق الله " التشكيل بالأدب ليتمكن من التعبير عن أفكاره وفلسفته في الحياة وأهدافه التربوية من خلال الألوان والكلمات ؛ فأبدع في لوحاته ومؤلفاته، تميز بتناوله لتقنيات الألوان المائية للتعبير من موضوعاته في أسلوب جذاب مبتكر، وعرض أعماله في داخل مصر وخارجها، تأثر به العديد من الأدباء والشعراء فكتبوا عنه، مثل عباس بيضون وبدر الديب وعبد المعطي حجازي وسعدي يوسف وعبد المنعم رمضان وإدوارد الخراط، خاطبه الروائي إدوارد الخراط قائلًا له: " أنت ترسم ما أحلم بكتابته، ولكن تلك إمكانيات التشكيل التي لا تستطيع الكتابة منازلته فيها." وواصل عبدالرحمن: "لقد امتدت تجربته الفنية لأكثر من نصف القرن منذ بداية إنتاجاته لمجلة الهلال ليمتع الصغار والكبار برسومه وكتاباته، فأنتج مايزيد عن أربعين عملًا مصورًا للأطفال تراوحت بين القصص والكتب التعليمية والترفيهية، وساهم برسومه في العديد من المجلات العربية والأوربية، كما أسهم في تطوير برامج التليفزيون المقدمة للأطفال. وحصد عديد من الجوائز المحلية والعالمية. وأكد عبدالرحمن، أن الفنان توفي عام 2010ليفارقنا جسدًا وتبقى أعماله الفنية وإنتاجاته الأدبية شاهداّ على إبداعاته الراقية.