مقدمة لم يكن استغلال الإخوان لحادث تفجير موقع إرهابي في منطقة العجرة جنوب رفح عصر يوم 9 أغسطس الماضي، وتصويره باعتباره إسرائيليًا بواسطة طائرة من دون طيار على الأراضي المصرية في سيناء انتهاكًا للسيادة المصرية، وبما يعد في نظر الإخوان تفريطًا من القيادة العسكرية في مسئولياتها عن حماية الأراضي والأجواء المصرية، وأرجع الإخوان ذلك في زعمهم إلى انشغال الجيش بالأمور السياسية في الداخل وترتيب ما دأبوا أن يطلقوا عليه “,”انقلابًا عسكريًا“,”، لم يكن كل هذه الادعاءات الباطلة والمزاعم الكاذبة من قبل الإخوان، وما واكبها من حملات إعلامية وسياسية تصعيدية ضد الجيش المصري، سوى انعكاس واضح لحال الحقد والكراهية الشديدة من جانب الإخوان للجيش المصري وقياداته، وهو أمر صار واضحًا لكل صاحب عين بصيرة في مصر وخارجها، وهي حالة ليست وليدة الساعة بل قديمة منذ أن تصدى لها في الستينيات الجيش المصري بقيادة عبدالناصر، الذي كشف حقيقة مؤامراتهم التخريبية ضد مصر وأودعهم السجون، وحفظ مصر من شرورهم لسنين طويلة، وهو ما عبّر عنه مرسي في إحدى خطبه، قائلاً: “,”الستينيات وما أدراك ما الستينيات“,”، الذي لم يكن غريبًا أن نرى الإخوان يستغلون هذا الحدث ويقلبون حقائقه رأسًا على عقب، ويوظفونه لشق الصف المصري والتشكيك حينًا في البيانات العسكرية الصادرة بشأن هذا الحادث، والتخوين حينًا آخر، والسبب دائمًا لوقف الجيش مع الإرادة الشعبية، الرافضة لنظام حكمهم البغيض والكئيب، ناهيك عن سعيهم الدءوب إلى تقسيم مصر وتشتيت شعبها. حقيقة ما حدث: حرصت القيادة العسكرية التي تدير الحملة العسكرية في سيناء ضد الإرهاب، ومنذ ما قبل سقوط نظام الإخوان في مصر، على التقيد في أعمالها بتنفيذ المنظومة الأمنية الرباعية التي وضعتها لتنفيذ الحرب ضد الإرهاب في سيناء، والذي يتكون من تحالف يضم الإخوان، والقاعدة، وحماس، والمنظمات التكفيرية الجهادية في سيناء، وأول بنود هذه المنظومة الأمنية هو الحصول على أكبر قدر من المعلومات الدقيقة والكاملة والموثوقة عن النشاط الإرهابي في سيناء، وفي مقدمة هذه المعلومات معرفة رءوس التنظيمات الإرهابية ونواياهم، ولذلك كرست جميع وسائل الاستطلاع والاستخبارات بما فيها الاستطلاع الجوي لتحقيق هذه المهمة، أما ثاني بنود المنظومة الأمنية فيتمثل في تخصيص الحجم الكافي من القوات والوسائل اللازمة للقضاء على البؤر الإرهابية واستعادة الأمن والاستقرار في سيناء في أسرع وقت، فكان أن تحقق أكبر حشد عسكري بري وجوي في المنطقة (ص) في سيناء، وبما يعادل عشرات أضعاف ما نصت عليه معاهدة السلام مع إسرائيل، جاء في ذلك أعداد من المروحيات الهجومية أباتشي وجازيل، وكان ثالث بنود هذه المنظومة الأمنية السرعة في توجيه ضربات استباقية للعناصر الإرهابية فور بروز نوايا من جانبهم بأعمال عدائية، أو حتى اكتشاف أماكنهم، أما آخر بنود المنظومة الأمنية فيتمثل في الردع وبما يعني ضرورة محاكمة كل من ارتكب أو شرع في ارتكاب جريمة إرهابية في حق الوطن، مع التنفيذ المحكم للأحكام الصادرة، وعدم إصدار أي عفو عمن صدر ضدهم أحكام. وفي ضوء تمسك قواتنا في سيناء وقياداتها بقواعد هذه المنظومة الأمنية، كان هناك تتبع مستمر للمنظمات الإرهابية، خاصة تلك المسئولة عن ارتكاب جريمة قتل شهدائنا ال16 ضابطًا وجنديًا في 5 أغسطس 2012، وأيضًا العناصر المسئولة عن اختطاف جنودنا السبعة في سيناء في مايو 2013. وفي ضوء ما تم الحصول عليه من معلومات تم التوصل إلى وجود مجموعة من تنظيم “,”أكناف بيت المقدس- مجلس شورى المجاهدين“,” المسئول عن مقتل شهدائنا الستة عشر، ويعد أحد أفرع تنظيم القاعدة وأنها تخطط لتوجيه هجمات صاروخية بواسطة صواريخ “,”جراد“,” ضد مواقع الجيش المصري ومعسكرات الأمن المركزي في شمال سيناء، وليس ضد إسرائيل كما يشيع الإرهابيون وحلفاؤهم من الإخوان، وذلك من منطقة العجرة جنوب رفح غرب معبر كرم أبو سالم ب10كم، وتتكون هذه المجموعة من خمسة أفراد بقيادة جهادي شهير يدعى “,”ش.م“,” من عائلة المنايعة، وكان موجودًا بمكان العملية، ولكنه انصرف قبل استهداف الأربعة الآخرين بوقت قليل، أما الأربعة الباقون فهم “,”حسين التيهي“,” متخصص في إطلاق الصواريخ من أسرة البريكات، ويسري محارب السواركة من قبيلة السواركة، ومن عائلة المنايعة اثنان هما محمد حسين المنيعي، وإبراهيم خلف المنيعي، والرابع من قرية المقاطعة جنوب الشيخ زويد. وأكد مصدر أمني، أن اثنين من الأربعة القتلى كانوا من خاطفي الجنود المصريين الستة في مايو الماضي، وقد رصد شهود عيان وصول سيارة “,”كروز آب“,” أنزلت الأربعة ومعداتهم في المكان، ثم ابتعدت عنهم لمسافة بعيدة، ثم ظهرت في السماء، طائرة مصرية هليكوبتر أباتشي وأخرى جازيل حلقتا عدة دورات فوق المنطقة على ارتفاعات عالية ثم منخفضة قبل أن تقوما بقصف الموقع بصاروخين جو/ أرض، مما أدى إلى قتل الأربعة وتدمير معظم الموقع، وقد أكد شهود العيان أن الصاروخ الذي كان منصوبًا على القاذف كان موجهًا تجاه الغرب، حيث مواقع قواتنا، وليس تجاه الشرق حيث إسرائيل كما يزعم الإخوان والإرهابيون، وقد دأب الإرهابيون خلال الشهرين الأخيرين (يوليو وأغسطس)، وبعد سقوط نظام الإخوان في مصر، على ضرب مواقع قوات الجيش والشرطة، وأيضًا أهداف مدنية في مدينتي العريش والشيخ زويد مثل نادي الضباط والبنك الأهلي، ومنازل السكان بواسطة الهاونات وصواريخ جراد عن بعد، فضلًا عن الهجمات بواسطة الرشاشات المتوسطة والخفيفة والصواريخ RPJ من عربات جيب أو موتوسيكلات لدقائق محدودة ثم الهروب، وهو ما يفسر وجود ثلاثة صواريخ جراد فقط في الموقع الذي هاجمته طائراتنا. اللامعقول في رواية الإخوان والإرهابيين: يزعم الإخوان والإرهابيون في تنظيم “,”أكناف بيت المقدس“,” الذي أعلن انتماء القتلى الأربعة له، أن الهدف الذي كان مخططًا قصفه بالصواريخ جراد هو هدف داخل إسرائيل في الجانب الشرقي من الحدود مع شمال سيناء، وهذا الادعاء يتعارض مع المعطيات الفنية والجغرافية تمامًا للأسباب الآتية: 1- من المعروف عسكريًا أن الصواريخ أرض/ أرض أيًا كان نوعها وقدراتها شأنها شأن المدفعية والهاونات وكل أسلحة الضرب غير المباشر، وتطلق من مسافات بعيدة وضد أهداف مساحية (ذات مساحة كبيرة نسبيًا مثل المدن والمستوطنات والمطارات والموانئ) وليس أهداف نقطة مثل أبراج المراقبة ونقاط الحراسة عند المعابر ومقاطعات الطرق التي يتم التعامل معها بأسلحة الضرب المباشر، مثل الصواريخ المضادة للدبابات والرشاشات الثقيلة والمتوسطة والقنابل اليدوية، حيث يتحتم توفير رؤية مباشرة بين السلاح والهدف ليمكن إصابته، ولذلك لا تزيد المسافة بينهما على 5 كم، وإذا نظرنا إلى المنطقة من إسرائيل المقابلة على الجانب الآخر من الحدود مع شمال سيناء، فلن نجد منها مثل هذه الأهداف المساحية التي يمكن استخدام صواريخ جراد، أو أي صواريخ أخرى أرض/ أرض، ضدها، وكل ما هو متاح من أهداف عسكرية ومدنية في شرق رفح داخل الجانب الإسرائيلي يكاد ينحصر في معبر كرم أبو سالم، الذي يدخل في مدى صواريخ جراد، وهو هدف نقطة من العبث ضربه بصواريخ أرض/ أرض، ذلك لأن منطقة انتشار هذه الصواريخ كبيرة نسبيًا، ولإصابة هدف نقطة بواسطة ضرب غير مباشر نحتاج إلى قصف عشرات الصواريخ على اعتبار أنه قد يصيب أحدها هذا الهدف النقطة، لذلك عندما أراد الإرهابيون في أغسطس 2012 تدمير هذا الموقع الإسرائيلي بعد تنفيذ جريمتهم بقتل ال16 شهيدًا، توجهوا إلى كرم أبوسالم بعربة مدرعة استولوا عليها من الموقع المصري وحاولوا ضربه بالصواريخ RPJ والرشاشات بشكل مباشر، أما باقي المنطقة شرق رفح وحتى مدينة بئر سبع فليس بها أهداف عسكرية أو مدنية تذكر ربما باستثناء مناطق “,”تساليم“,” و“,”الخلصة“,” و“,”أبورقيق“,” و“,”اكتسعوت“,” وهي أماكن تنشط بها بعض التحركات العسكرية من حين لآخر وليس بصفة مستمرة، وتقع على مسافة نحو 40 كم من رفح، أما معبر “,”العوجة“,” فيقع على مسافة 50 كم، وأيضًا مستعمرة “,”مشمار هانيجيف“,” شمال غرب بئر سبع فتقع على مسافة 60 كم من رفح، وجميع هذه الأهداف المتواجدة شرق رفح خارج مدى “,”الصاروخ جراد“,” وهو 20 كم، والمطور منه 30 كم، ومن ثم فإنه يصير من اللامعقول توجيه نيران صواريخ جراد من جنوب رفح ضد منطقة لا توجد بها أهداف تستحق القصف الصاروخي، وقد نفى وزير الدفاع الإسرائيلي “,”موشي يعلون“,” أن تكون إسرائيل قد قامت بضرب أهداف داخل الأراضي المصرية، كما أكدت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن الصواريخ التي تم تدميرها بطائرات مروحية مصرية كانت موجهة ضد أهداف مصرية في داخل سيناء. 2- ومن اللامعقول أيضًا في قصة تفجير رفح الأخيرة، أن الهدف الإسرائيلي الذي كان ينوي الإرهابيون ضربه هو مدينة إيلات، حيث أذاعت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن إسرائيل أغلقت لساعات مطار إيلات لدواعٍ أمنية، كما تم رفع درجة استعداد وحدة “,”القبة الحديدية“,” المضادة للصواريخ حول المدينة، وكذا وحدات الجيش الإسرائيلي في جنوب إسرائيل، فإذا علمنا أن مسافة إيلات من رفح تصل إلى 190 كم، فكيف يمكن لصاروخ مداه لا يتجاوز 20-30 كم، أن يقصف إيلات من جنوب رفح؟!. 3- إن أنسب مكان لضرب إيلات بالصواريخ أرض/ أرض من داخل الحدود المصرية هو من جنوبسيناء في المنطقة المحصورة بين رأس النقب وطابا، حيث يسمح مدى الصاروخ من هذه المنطقة بإصابة مدينة إيلات، وهذا هو ما حدث بالفعل في 18 أغسطس 2011، عندما قامت مجموعة إرهابية بشن ثلاث هجمات صاروخية ضد إيلات ومهاجمة حافلة إسرائيلية كانت متحركة على الطريق بين بئر سبع وإيلات وقتلت ثمانية إسرائيليين، فطاردتهم القوات الإسرائيلية داخل الأراضي المصرية، وقتلت سبعة منهم وخمسة من قوات الأمن المصرية في تبادل لإطلاق النار. 4- أما ادعاء الإخوان بوجود تنسيق معلوماتي بين الاستخبارات المصرية والإسرائيلية، فهو ادعاء كاذب ويفتقر أيضًا للمنطق، وذلك لأن القوات المصرية الموجودة في سيناء – سواء البرية أو الجوية- وبما لديها من مصادر معلومات متعددة عما يجري في سيناء، وفي أوساط التنظيمات الإرهابية المحترفة بواسطة أجهزة مخابراتنا، أدرى كثيرًا من إسرائيل بما يجري على أرض سيناء وفي داخل الأنفاق، لاسيما بعد أن تم نصب شبكة أجهزة استشعار إلكتروني في منطقة الحدود، وتحقق تعاون أمني كامل بين قواتنا في سيناء ومشايخ قبائلها، الذين ضاقوا ذرعًا من أعمال المنظمات التكفيرية المتواجدة على أراضيهم، ودخلوا مع قواتنا في الحرب ضد هذه المنظمات. الإخوان والشماتة الحقيرة في الجيش: - تؤكد جماعة الإخوان للشعب المصري يومًا بعد يوم، وفي كل مناسبة أنها بمعتقداتها وسلوكياتها خارج نسيج هذا الشعب الذي لا يعرف الخيانة والشماتة الحقيرة التي تمرست عليها هذه الجماعة عبر تاريخها الطويل الممتد منذ 85 عامًا وحتى اليوم، وهو تاريخ دموي تخريبي تكفيري أبعد ما يكون عن جوهر الإسلام وحقيقته التي يدعون باطلًا أنهم المدافعون عنه والمتشدقون بشعاراته الدينية البراقة، وهو كلام حق يريدون باطلًا، هذا إلى جانب ما ثبت من تصريحاتهم وسلوكياتهم من كراهية وحقد دفين للجيش المصري وقادته، وصل إلى حد الشماتة الحقيرة في كل حادث يصيب الجيش، حتى وإن كان انقلاب أوتوبيس يقتل جنودًا مصريين كالذي حدث منذ شهر في وادي النطرون، حيث أعلن الإخوان فرحتهم وابتهاجهم بموت الجنود واعتبروه انتقامًا إليها من الجيش!! - وفي إطار هذا المعتقد الفاسد والسلوك الحقير من جانب الإخوان، جاء رد فعلهم لحادث جنوب رفح الأخير بتوظيفه لخدمة أهدافهم في النيل من الجيش المصري وقياداته، حيث رصدت عناصر استخباراتنا اتصالات هاتفية بين قيادات الإرهابيين في سيناء وقيادة الإخوان المتواجد في اعتصام رابعة تدعو إلى توظيف هذا الحادث في اتجاه الهجوم على الجيش المصري، واتهامه بالتنسيق المعلوماتي مع إسرائيل، وهو سرعان ما روجت له قناة الجزيرة الإخوانية وكررته عدة مرات، كما أصدرت قيادة الإخوان بيانًا أدانت فيه “,”اختراق“,” الطائرات الإسرائيلية المجال الجوي المصري“,”، واعتمدت رواية تناقلتها تقارير إعلامية تقول “,”إن مخططات قادة الانقلاب تستهدف شغل الجيش المصري بدهاليز السياسة“,” وحذرت الجماعة في بيانها مما وصفته ب“,”آثار سلبية خطيرة على كفاءة الجيش وتركيزه في مهمته الأساسية بحماية حدود مصر“,”، وفي نفس إطار الكراهية والحقد الدفين عند الإخوان ضد الجيش المصري وقادته عقد مجلس الشورى الذي تم حله بقرار من رئيس الجمهورية المؤقت عدلي منصور اجتماعًا في رابعة لمناقشة الحادث، طالب فيه نواب الإخوان مجلس الأمن الدولي بعقد جلسة طارئة لمناقشة ما اعتبروه “,”تعديًا على السادة المصرية“,” إلى هذا الحد وصل الهذيان والتخريف والهبل بقادة الإخوان!! أما على ساحتي المعتصمين في رابعة والنهضة فقد استقبلوا هذا الحادث للأسف الشديد بإطلاق الألعاب النارية والتكبير، وتمنى بعضهم علنًا أن يسحق الجيش الإسرائيلي ما وصفوه ب“,”كتائب السيسي“,”، كما توالى الخطباء على منصة رابعة، محملين الفريق السيسي مسئولية الواقعة، وتوالت عليها كلمات الشماتة الحقيرة في الجيش وقادته، كما تكررت المشاهد ذاتها على منصة “,”النهضة“,” التي رددت مكبرات صوتها بفرح خبر “,”طائرات إسرائيلية هاجمت سيناء“,” وأعقبتها بالتكبير، وبالغ آخرون في إظهار شماتتهم بالرقص وإطلاق الشماريخ، وقال بعضهم إن هذا الخبر “,”مؤشر على أن نهاية الجيش المصري أوشكت، وتقدم فرص عودة الرئيس مرسي كحاكم شرعي“,”، أما في داخل المركز الإعلامي للاعتصام فقد صدرت تعليمات للجان الإلكترونية الإخوانية والسلفية بضرورة المطالبة في تعليقاتها بالمواقع الإلكترونية بانسحاب الجيش المصري من الشوارع وعودته إلى سيناء، وتحميل السيسي مسئولية الأحداث والمطالبة بإقالته، وتوالت الإيميلات على رجال الإعلام والصحافة تحمل نفس المعنى. - وهكذا غير الإخوان من حقيقة نفوسهم الوضيعة والمريضة المملوءة بالحقد والكراهية، ليس فقط للجيش المصري وقادته، بل لكل ما يمت للوطن مصر بعلاقة، فهم لا يعترفون بوطن ولا بقومية، وهذا في أدبياتهم التي وضعها لهم مرشدهم الأول حسن البنا في رسائله الأسبوعية، وكاهنهم الأكبر سيد قطب في كتابه “,”معالم في الطريق“,” الذي وصف في ص98 المجتمع المصري بأنه “,”مجتمع جاهلي رغم ما يزعمه أهله من أنه مجتمع مسلم“,”.. وأنه يرفض الاعتراف بإسلامية هذا المجتمع وشرعيته، ثم يقول في ص173 “,”ليس هذا إسلامًا وليس هؤلاء مسلمون.. والدعوة اليوم إنما تقوم لترد هؤلاء الجاهلين إلى الإسلام ولتجعل منهم مسلمين من حديد“,”، ثم يدعو أتباعه إلى تنظيم حركي يستهدف الاستيلاء على الحكم وإزالة الأنظمة القائمة، ويعتبر ذلك جهادًا في سبيل الله، وأن يكون ولاؤهم لهذا التنظيم وترك كل انتماء للمجتمع الجاهلي، فيقول في ص 56 “,”أن يخلع كل من يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله ولاءه من التجمع الجاهلي“,”، ثم يحذرهم من أن “,”يظلوا خلايا حية تمده بعناصر البقاء والاستمرار، أو يعطوه كفايتهم وخبراتهم ونشاطهم ليحيا بها ويقوى“,”، هذا هو المنبع الفكري الذي يستقي منه الإخوان عقائدهم الفاسدة والمدمرة للأوطان والشعوب على النحو الذي انعكس في أقوالهم وأفعالهم الأخيرة بالنسبة لحادث رفح، فلا ولاء ولا انتماء وطني لديهم، ومصر بالنسبة لهم سكن وليس وطن، ولا يعترفون حتى بالأحاديث النبوية الشريفة التي تكرم مصر وتوصي بأبنائها وتصف جند مصر بأنهم خير أجناد الأرض، بل ويسعون إلى جعل مصر أرض خراب ودمار على عكس ما أراده الله تعالى لها بأن تكون بلد أمن وأمان لأهلها ولكل من يلوذ بها. - ولذلك فإن شماتتهم التي أظهروها في اليومين الأخيرين إزاء هذا الحادث دليل قاطع وبرهان ساطع على عدم وطنيتهم وسعيهم للانتقام من المصريين وجيشهم بأي طريقة، حتى ولو بالدعاء ليل نهار على الجيش وقادته وهو ما يرددونه دومًا في اعتصاماتهم، وهو ما يدل ويؤكد على أنهم تربوا تربية خاطئة وفاسدة فلا يوجد لديهم مفهوم حب الوطن ولا الانتماء إليه، وعلاقتهم مع الوطن هي عبارة عن علاقة طرد وليس جذب، فمن يفرح في إهانة وطنه أو إذلاله لا يمكن أن يكون شخصًا سويًا لا نفسيًا ولا عقليًا، ولكن من المؤكد واليقين أن الله تعالى سيرد كيدهم وشماتتهم هذه إلى نحورهم إن شاء الله، والله من ورائهم محيط. - وليس من المستبعد مستقبلًا، وفي ظل قرارات اجتماع التنظيم الدولي للإخوان في اسطنبول 14-17 يوليو الماضي التي أوصت بإقحام إسرائيل في المشهد السياسي في مصر، أن يقوم الإرهابيون في سيناء بشن هجمات صاروخية وإرهابية ضد إيلات وأهداف أخرى بين إيلات وبئر سبع، وذلك انطلاقًا من جنوبسيناء، وبما يبرر لإسرائيل ويعطيها الذريعة لمهاجمة أهداف في سيناء، واحتلال أجزاء منها بدعوى الدفاع عن أمنها القومي، وبما يؤدي إلى تشتيت جهود الجيش المصري وصرفه عن مهامه في تأمين الجبهة الداخلية ضد شرور الإخوان.