بنغازي (ليبيا) (رويترز) - قال سيف الاسلام القذافي في حديث صحفي ان معسكر والده يتصل باسلاميين من المعارضة في محاولة لتأليبهم على معارضين ليبراليين في الوقت الذي رست فيه ناقلة تقل شحنة من الوقود المملوك للحكومة في ميناء بنغازي التابع للمعارضة. وأبرزت تصريحات سيف الاسلام خلال مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز محاولات استغلال الانقسامات في صفوف المعارضة بينما تسعى لتجاوز محنة قتل قائدها العسكري والزحف الى طرابلس. ورست الناقلة (قرطاجنة) في بنغازي وهي تحمل 30 ألف طن على الاقل من البنزين الذي يخص حكومة طرابلس ووردت أنباء عن مصادرة المعارضة لها مما سيعزز موقفها بعد أن نالت اعترافا دوليا واسعا ومساندة دبلوماسية لكنها تجد صعوبة في الاطاحة بالزعيم الليبي معمر القذافي. وفي حين لم يتمكن مبعوث سلام الاممالمتحدة من إحداث انفراجة خلال زيارة لليبيا الشهر الماضي فقد حصل على مساندة غير محدودة من الصين للتوصل الى حل دبلوماسي لهذه الازمة. لكن لم تظهر مؤشرات على حدوث انفراجة سريعة في هذا الصراع الذي يمر بشهره السادس الان وامتد حتى شهر رمضان. وتبادلت قوات المعارضة وقوات القذافي اطلاق النار في بلدتي زليتن والبريقة الى الشرق من طرابلس وتعثر هجوم للمعارضة في الجبل الغربي فيما يبدو. وصرح سيف الاسلام لصحيفة نيويورك تايمز بأنه أجرى اتصالات مع اسلاميين من المعارضة وأن الحكومة والاسلاميين سيعلنون تحالفا في بيان مشترك خلال أيام. وقمع القذافي الاسلاميين بشدة خلال فترة حكمه الذي بدأ قبل اكثر من 40 عاما وانحاز كثير من الاسلاميين لمعارضين أكثر ليبرالية موالين للغرب يحاولون الاطاحة به. لكن حادث قتل اللواء عبد الفتاح يونس قائد قوات المعارضة ووزير الداخلية السابق قبل انشقاقه أبرز الانقسامات المحتملة داخل القوات المناهضة للقذافي وقال سيف الاسلام الذي كان ينظر اليه كاصلاحي وخليفة محتمل لوالده للصحيفة "الليبراليون سيهربون أو يقتلون." وأضاف "سنقوم بذلك معا... ليبيا ستصبح مثل السعودية او ايران. وماذا في ذلك.." وأضاف متحدثا عن الاسلاميين "اعرف انهم ارهابيون ودمويون وغير لطاف لكن يتعين علينا ان نقبلهم." وقال انه اتصل بعلى الصلابي الذي وصفه بانه "الزعيم الحقيقي" للمعارضين و"المرشد الروحي" للاسلاميين منهم. واستعدى يونس الكثيرين خلال السنوات التي قضاها وزيرا للداخلية مع القذافي قبل انحيازه الى صفوف المعارضة. ومن هؤلاء الاسلاميون لكنه بذل مجهودا كبيرا لكسب التأييد نظرا للارتياب في رجل قضى فترة طويلة في الجهاز الامني التابع للقذافي. وأبرز حادث الاغتيال الهيمنة الهشة لقيادة المعارضة على الارض التي تسيطر عليها الى جانب محاولات القذافي استغلال الانقسامات ومن المرجح أن يثير ذلك توتر قوات حلف شمال الاطلسي التي تقصف القوات الحكومية منذ شهور. وفي حين ان المجلس الوطني الانتقالي الممثل للمعارضة الليبية نال اعترافا دوليا متزايدا فان قوات المعارضة ما زالت تواجه صعوبات مالية كما ان مقاتليها ليسوا مسلحين جيدا ويفتقرون للتدريب والتنظيم على عكس قوات القذافي. وتحسن موقف المعارضة يوم الخميس عندما سمحت قوات حلف شمال الاطلسي التي تطبق حظرا على الاسلحة على الحكومة الليبية للناقلة قرطاجنة التي كانت تنقل وقودا يكفي لملايين السيارات بالرسو في بنغازي. وتتبع هذه الشحنة شركة الشحن التابعة للحكومة الليبية لكنها ظلت في عرض البحر لشهور بعد ان وجدت نفسها معلقة بين جهود حلف شمال الاطلسي لمنع اعادة تزويد قوات القذافي بالوقود وأنباء عن أن قائدها من مؤيدي المعارضة. ورفض متحدث باسم حلف شمال الاطلسي التعليق على تقرير في دورية (بتروليم ايكونوميست) والذي قال ان المعارضة صادرت قرطاجنة ليل الثلاثاء بمساعدة قوات خاصة من دولة أوروبية. وبعد تقدم سريع وتراجع سريع أيضا تباطأ القتال خلال الاسابيع القليلة الماضية. وحالت ضربات جوية غربية استهدفت قوات القذافي دون هزيمة قوات المعارضة في الهجمات المضادة التي تشنها القوات الحكومية لكنها لم تخل بعد المسار اللازم لزحف المعارضة على طرابلس.
وقال مسؤولو مستشفى في اجدابيا ان احد مقاتلي المعارضة قتل وأصيب اخرون في اشتباكات بالبريقة يوم الاربعاء لكن المعارضة قالت ان الجبهة هادئة يوم الخميس بينما أزالوا ألغاما وضعتها القوات الحكومية. وقال احمد باني وهو متحدث باسم المعارضة "الالغام متناثرة بشكل عشوائي. ازالتها تستغرق وقتا." وعلى الجانب الغربي من زليتن وهي بلدة تقع على بعد 160 كيلومترا الى الشرق من طرابلس عرض مسؤولون موالون للقذافي على الصحفيين جثتي طفلين قالوا انهما قتلا في غارة جوية لحلف شمال الاطلسي في وقت سابق من يوم الخميس. ولم ترد مؤشرات على وجود أي قوات او منشات عسكرية في المنطقة لكن استحال على الصحفيين التحقق من هذه التقارير. وفي الجبل الغربي حيث تأمل المعارضة ان تسيطر على بلدة تيجي وهي آخر معقل للقذافي في المنطقة توقف زحف قوات المعارضة نظرا لنقص الذخيرة. وقال مراسل لرويترز ان قوات القذافي أطلقت نحو سبع زخات من المدفعية الثقيلة من تيجي على مواقع للمعارضة اليوم لكن قوات المعارضة لم ترد باطلاق النار. (شارك في التغطية ديفيد برنستروم في بروكسل ومايكل جورجي في الجبل الغربي وروبرت بيرسل في اجدابيا وميسي رايان قرب زليتن