نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية تقريراً هاما عن رجل الأعمال السوري "رامي مخلوف"، وهو ابن عم الرئيس بشار الأسد، والذي ناله نصيب كبير من الغضب منذ اندلاع الاحتجاجات الشعبية في سوريا في مارس الماضي. وتقول الصحيفة إنه عندما بدأت المظاهرات في مدينة درعا الحدودية، قام المحتجون بحرق صور للرئيس بشار الأسد وكان هناك هدف آخر لغضبهم واحتجاجاتهم وهو المكتب المحلى لأكبر شركات الهواتف المحمولة التي تعمل في البلاد "سوريا تل"، وصحابها هو" رامي مخلوف "، الذي يعد أيضا صديق الطفولة لبشار وأقوى رجل أعمال في سوريا. تؤكد الصحيفة على إن "رامي مخلوف" يُنظر إليه باعتباره المصرفي الخاص بعائلة الأسد، ويثنى عليه أنصاره لاستثماراته في سوريا، لكن هؤلاء عددهم قليل للغاية مقارنة بمنتقديه الذين وصفوه في الاحتجاجات بأنه لص أو ربما أسوأ من ذلك. وفى بعض الأحيان أصبح "رامي مخلوف"،محل معارضة كبيرة ربما أكثر من الرئيس الأسد نفسه ،فكان المحتجون في درعا يصيحون: "نقولها بوضوح رامي مخلوف يسرقنا". وتشبه الصحيفة رامي مخلوف، بإمبراطور الحديد في مصر أحمد عز الذي كان يفضل البدل الإيطالية الضيقة على حد قولها، ويواجه الآن محاكمة مرتدياً زى السجن الأبيض. وتشبهه أيضا بليلى الطرابلسى مصففة الشعر التي أصبحت زوجة الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن على ورمزاً فيما بعد لإسراف العائلة الحاكمة. وتقول إن مخلوف البالغ من العمر 41 عاماً، هو النسخة السورية من هاتين الشخصيتين (عز والطرابلسى)، فهو رجل تتقاطع عنده شرف العائلة والولاء للعشائر والطمع المتزايد وربما الأكثر خطورة الانفصال بين الحاكم والمحكوم الذي كان قد أعاد تشكيل النظام السلطوي في سوريا ربما حتى قبل بداية الاحتجاجات. فمثل أحمد عز في مصر، أصبح مخلوف رمزاً لكيفية تحول الإصلاحات الاقتصادية الاشتراكية إلى رأسمالية، وتجعل الفقراء أكثر فقراً والأغنياء في حالة من الثراء الخيالي.