هاجم دانيال بريهان، الكاتب الإثيوبى بصحيفة "ذا فورشن" الإثيوبية مصر بسبب موقفها المتمسك بحقها فى مياه النيل، وذلك بعد الجدل والضجة التى أثيرت على خلفية قيام "أديس أبابا" بتحويل مجرى النيل تمهيداً لبناء سد النهضة. وقال "بريهان" إنه عندما كان فى مصر خلال إجازة المرحلة الثانوية، كان يرد على من يسأله من أين أنت.. قائلا: "من البلد أبو النيل"؛ ويتابع الكاتب قائلاً: "رغم أن النيل هدية الطبيعة ل300 مليون شخص إلا أن المصريين لم يقصدوا هذا، بل كانوا يقصدون أن النيل يخصهم وحدهم وينكرون أن أثيوبيا هى مصدره" - وفقاً لما يزعمه بريهان. وتابع: "بدلاً من الانخراط فى حوار بناء حول مخاوف المصريين المشروعة من مشروع سد النهضة، فإن أغلب الشعب المصرى يريد أن يجعل كل موارد المياه فى أثيوبيا بما فيها مياه الأمطار المحتملة والأنهار الأخرى جزء من التفاوض"؛ مضيفاً أن أكثر ما يثير استياء الإثيوبيين فى الفترة الأخيرة هو "غطرسة المصريين". ويمضى "بريهان" قائلاً: "إن مبررات المصريين تمتعت بالتعاطف الناتج من الإعلام والعلماء الغربيين بشكل لا يثير الدهشة، لأن هذا التأييد لم يكن راجعاً إلى اللوبى القوى من المصريين وإصراره على أن النيل هو مصدرهم الوحيد للماء، ولكن أيضا بسبب الاتفاقيات التى تعود إلى العهد الاستعمارى والتى خصصت تقريباً كل الماء لمصر، وتعطيها حق الرفض لأى بناء على منبع النهر. ورغم أن تلك المعاهدات مجرد وثائق لشئون استعمارية داخلية رفضتها دول المصب بعد الاستقلال، إلا أن الغربيين يميلون إلى اعتبارها سارية المفعول بما أنهم متحيزون للترتيبات الاستعمارية التى تؤثر على مصالحها الوطنية. وبناء على هذه الخلفية، يقول "بريهان": "ذهب المصريون إلى أبعد من ذلك بالتهديد بأن أى تراجع فى حصتهم من مياه النيل سيتم الرد عليه بعمل عسكرى، ولا نستطيع أن نلوم المصريين العاديين للاعتقاد أن الأمر لن يسير بهذه الطريقة، وأن أى محاولة لتغيير الوضع القائم سيكون كارثياً". وتحدث "الكاتب" عن التقارير الإعلامية فى مصر التى أثارت الفزع من سد النهضة الذى تعتزم إثيوبيا بنائه، ووصف اتهامات صحف نظام الرئيس محمد مرسى بالتهور، مؤكداً أن هذه الصحف استندت إلى "مزاعم كئيبة" من خبراء ومسئولين سابقين حول خطر السد - على حد قوله. ويرى الكاتب أن المسئولون فى مصر فى حاجة إلى المصالحة مع الواقع، فمن مكتب الرئاسة وحتى وزير الرى، ظهر المسئولون فى الإعلام ليقولوا إنه لا يوجد تأثير حتمى على مصر من تحويل مجرى النهر، ولو أن هناك تأثير سيتم مواجهته بشكل مشترك، وهذا سيبدو محاولة لجعل المصريين يستوعبون حقيقية واقعية هى أن السد سيبقى قائماً ولا مفر من إنشاء أثيوبيا للمشروع. وأثنى الكاتب على تصريح المتحدث باسم الرئاسة إيهاب فهمى الذى قال: "إنه لا حاجة للذعر من السد، وأنه لو له تأثير سلبى، فإن الإثيوبين سيفهمون الوضع ولن يسمحوا بإضرار المصريين فى ضوء العلاقات التاريخية بين البلدين وسائر دول حوض النيل". واختتم "بريهان" مقاله قائلاً: "ربما بدأ المصريون فى الاعتقاد بأن أثيوبيا هى أبو النيل الحقيقى".