مكانة الدول،من مواقفها،وقدرتها على اتخاذ القرارات السابقة عن غيرها،وقدرت رؤسائها فى إدارة علاقاتها الخارجية،بما يحقق مصلحة شعوبها،والحفاظ على دورها الدولي،ولعل القضايا الدولية،تحقق قدر مقدرة الدول على السبق فى طرح الرؤى واتخاذ القرارات،ومن ثم يزداد احترام العالم لشعوب الدول بقدر تلك الخطوات،الا ان التفاعل والتغير طبقاً لظروف المسائل الدولية والقوى العالمية،هو محدد لتلك المقدرة للدول فى التغيير فى القرار العالمى،ولا يزال تنقسم دول العالم،إلى دول قائدة ومحركة للعالم،وأخرى تابعة،ولا يقاس قدرات الدول بمساحتها،او تعداد سكانها،بقدر قدرتها على إدارة الملفات الدولية،من خلال الاستراتيجيات السياسية،والفاعلية بمدى قراءة المستقبل،وعدم التصادم،ومدى استجابة الآخرين للقرارات الفردية،وأصعب ما فى التعامل الدولى هو السبق فى اتخاذ دولة قرار مؤثر دولياً،ومحيط هذا التأثير،والى أى مدى سوف يغير فى التوازنات الدولية،وتبنى رؤساء الدول لقرارات مدعومة من شعوبها،تكسبها قوة،وتزداد تلك القوة اذا كانت الدولة تتبعها دول فى الاستجابة لقراراتها وتدعمها دولياً،أذن أننا أمام قدرات للدول،وقدرات للشعوب،فى التأثير العالمى،لكن مهما قل دور بعض الدول ذات التاريخ العريق،والحضارة،تظهر من جديد،لان لها عمق وجذور عميقة،فى التأثير فى محيطها ودولياً،وتعتبر مصر إحدى الدول ذات التاريخ الطويل تأثيراً فى محيطها الدولى،وعالمياً،فتأثيرها بفضل موقعها الجغرافى المميز والمؤثر،وبحضارتها العميقة،وتاريخها الطويل فى الكفاح ضد الاستعمار ومحاربة الغزاة،وتاريخها الطويل فى النضال من اجل الحرية،لنفسها،ومساندة غيرها من الدول العربية والإسلامية وغيرها من اجل الاستقلال،تناوب على مصر رؤساء،أصحاب فلسفات مختلفة فى التعامل الدولى،وطريقة التعامل مع القضايا الدولية،فمنهم من ناصر الثورات ضد الاستعمار،والتحرر،ومنهم من حجم دور مصر،وجعلها تابعة لقرار دول اخرى،الا اننا وصلنا فى النهاية الى رئيس،جاء نتيجة ثورة،ليضع فلسفة جديدة،فى إحياء دور مصر دولياً،فى جميع المنظمات والهيئات الدولية،ووسع نطاق تأثير مصر،وتبنى رؤية جديدة فى التعامل مع الدول التى انقطع العلاقات الدبلوماسية معها كإيران،وأخرى لتقوية علاقة مصر معها كالصين،واتجاهاً نحو افريقيا،والتعامل بحرفية سياسية مع القوى الكبرى،كأمريكا وروسيا،فى محاولة لتصحيح وضع مصر دولياً،والانتفاع بالتعاون الدولى فيما يحقق النفع وتبادل المصالح بين الدول والشعوب. فزيارة الرئيس د.مصر،زيارة ناجحة حققت الكثير،فذهب الى مكان الحدث،ليعرض موقف مصر،بوضوح دون تلون،ان مصر تقف مع ثورة شعب سوريا،وان مصر مستعدة للتعاون مع اى دولة،حتى لو كانت ايران،وفقاً لاسس التعاون الدولى،وتحقيقاً للمصالح المتبادلة،بل انه وضع أساس أن مصر تتبنى سياستها من نفسها،دون فرض قوى اخرى عليها تبنى قراراتها،فلقد وضح الرئيس موقف مصر من سوريا وفلسطين،ومدى الضروريات والقضايا الملحة التى تتعرض لها الدول النامية،بل كان مفاجئاً للجميع،عندما قدم لإيران،نصيحة ان السنة فى العالم الاسلامى لا يمانعون من التعامل مع الشيعة،فالكل مسلم،بشرط احترام القيم الإسلامية والمبادئ التى لا يمكن لاى دولة سنية غمض العين عنها،وأهمها احترام جميع الصحابة،والراشدين،وقدم لايران اذا ارادت ان تقبل بذلك،فسوف تنفتح على الدول العربية،وخاصة مصر،لقد أرسل رسالات عديدة،لها معناها،وبقوة،رسائل مدروسة بعناية،وهادفة،ومؤثرة،وعلى متلقيها،دراستها،وإتاحة الوقت لهم للرد عليها،وهى رسائل فى نفس الوقت للشعوب،والى القوى الكبرى،أن مصر استيقظت من نومها الطويل الذى دام عدة عقود،وانها تضع نفسها،من جديد فى مكانتها ووضعها الدولى الذى يستحقه. أن زيارة إيران حققت نتائجها دولياً،ومحلياً،فزادت من مكانة مصر عالمياً،واحترام كافة الدول - وشعوبها - لمصر،وزادت من تماسك المصريين معا،وأكثر دعما للرئيس،انها كانت غزوة ناجحة للرئيس د.مرسى أعادت مكانة مصر،وحققت أهدافها،..،وأخيرا هذا هو الفرق بين رئيس يعمل كل جهوده من اجل بلده وشعبه،وغيره،وانه تدبير الله لشعب مصر ان يكون اختيارهم موفقاً،ففى عناية الله رئيس مصر،ودائما تحقق أمال الأمة ،..بالفعل غزوة إيران ..تعيد مكانة مصر دولياً . د.سرحان سليمان الكاتب الصحفى والمحلل السياسى والاقتصادى [email protected]