لازالت زيارة الشيخ المفتي أمس إلى القدس تلقي جدلا واسعا في الصحف العبرية والفلسطينية والعربية نقرأ في صحيفة “يديعوت أحر ونوت” الناطقة بالإنجليزية تحت عنوان “مفتي مصر وأمير الأردن يزورون الحرم القدسي”، تقول أن جمعة يصف الزيارة بأنها غير رسمية “في محاولة واضحة لنزع فتيل الانتقادات التي يواجهها من رجال الدين المسلمين ومن معظم النقابات المهنية المصرية بخصوص زيارته لإسرائيل” واختلف في تبرير زيارة المفتي فالصحيفة الإسرائيلية تنقل عن إبراهيم نجم المتحدث باسم المفتي أن الزيارة “ليست سياسية، إنها علمية وليست زيارة سياسية” وفي سياق دفاع نجم عن موقف المفتي ذكر أن هناك طريقين للتعامل مع هذه القضية وليس طريق واحد. وذكر المتحدث الرسمي باسم المفتي أن الزيارة نظمها الأسرة المالكة الأردنية لافتتاح مركز البحوث الإسلامية، ويعتبر جمعة عضو في مجلس أمناء المركز الذي يحمل اسم اللاهوتي الإسلامي الشهير من القرن الثاني عشر. ونقل موقع “عربيل” أو صوت إسرائيل والتليفزيون الإسرائيلي، أن الشيخ عزام الخطيب مدير دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس رحب بزيارة سمو الأمير الأدنى غازي بن محمد وسماحة مفتي الجمهورية المصرية الدكتور علي جمعة إلى الحرم القدسي، ونقل الموقع الإسرائيلي عن الشيخ الخطيب أن هذه الزيارة تعبدية دينية ثقافية بحتة، ولم يتم التطرق خلالها إلى أي موضوع سياسي ومن المفارقات تزامن زيارة المفتي إلى القدسالمحتلة مع حظر إسرائيل دخول القدس لشخصيات دينية فلسطينية على رأسها الشيخ عكرمة صبري خطيب المسجد الأقصى من دخوله لمدة شهرين، ومنع الشيخ رائد صلاح من دخول القدس، ورصدت صحيفة “القدس العربي” الصادرة في لندن أسباب منع هذه الشخصيات بعينها تقول الصحيفة عن الشيخ عكرمة صبري بأنه يعارض الاحتلال بقوة في كل خطبة ويؤيد الانتفاضة ضده، وأما الشيخ رائد صلاح فتقول الصحيفة عنه أنه انتصر في معركته القضائية ضد قرار السلطات البريطانية واللوبي الإسرائيلي الداعم لها بإبعاده ومنعه من دخول بريطانيا، وتضيف الصحيفة أنه كان من أكثر الدعاة المسلمين صلابة في فضح الحفريات الإسرائيلية تحت أساسات المسجد الأقصى والرامية إلى تقويضها تمهيدا لهدمه. ولعل هذا يستوقفنا إن كانت السلطات الإسرائيلية تملك الحل والربط في دخول القدس إذا فقد سمحت له بالدخول على أراضيها ولم تتخذ ضده الإجراءات التي اتخذتها ضد كل من رفض العدو الصهيوني. تفسر صحيفة “القدس العربي” اللندنية هذا التناقض الظاهري في الموقف الإسرائيلي بأن السلطات الإسرائيلية “تشجع الزيارات التي تهدف إلى التطبيع، وإعطاء صورة مغلوطة عنها بأنها متسامحة مع أتباع الديانتين الإسلامية والمسيحية، ولا تمنعهم من أداء شعائرهم الدينية بكل حرية”. ويذكر أنه منذ بداية الشهر سجلت زيارات عدة للمسجد الأقصى، فقد قام الأمير هاشم ابن الحسين في الخامس من أبريل/نيسان بزيارة المكان مع الداعية اليمني الحبيب الجفري، كما قام وزير الداخلية الأردني محمد الرعود بزيارة للأقصى قبل ثلاثة أيام.