عندما كنت اشاهد مباريات فريق مصر العسكري في تصفيات كأس الامم الافريقية العسكرية لكرة القدم تساءلت كيف وصل هؤلاء اللاعبون الي هذا المستوي من الاداء والمهارة واين هم من فريقنا القومي.. ان فريق مصر العسكري يحقق دائما نتائج طيبة علي المستوي العالمي بينما انفقت الدولة ملايين الجنيهات علي فريقنا القومي ما بين مدربين اجانب ورحلات خارجية ونفقات سفر وتدليل واعاشة والفريق لا يتقدم ولا يحقق أي نتائج.. فهل هناك اسباب تجعل فريقا يحقق نتائج طيبة واخر لا يحقق شيئا علي الاطلاق وهل هناك علاقة بين جهاز اداري قادر علي النجاح وآخر لا يأتي الا بالفشل.. لقد عجز فريقنا القومي عن الوصول في تصفيات كأس العالم وخرج منها بينما تصدر فريقنا العسكري قائمة كرة القدم علي مستوي القارة الافريقية وهزم الدولة المضيفة.. وحصل علي كأس الامم الافريقية. في تقديري ان فشل الفريق القومي يرجع في الاساس الي سوء الادارة وسوء التخطيط وسوء اللاعبين اما سوء الادارة فالواضح ان الصراعات في اتحاد الكرة والمصالح والاهداف وصلت بنا الي هذا المستوي من الاداء السيئ.. اما التخطيط واستيراد المدربين ودفع آلاف الدولارات فهذه مظاهر للتسيب يضاف لذلك كله تراجع مستوي اللاعبين ونظام الاحتراف الاعرج والجشع المادي الذي اصاب الجميع اداريين ومشرفين ومدربين ولاعبين.. في الجانب الآخر يقف الفريق العسكري حيث الاداء المميز والانتماء الحقيقي والنتائج المبهرة.. هؤلاء اللاعبون جميعا ظهروا في مناخ واحد ولكن الفريق بينهم كبير وكيبر جدا.. اننا مازلنا نذكر زمن الكرة الجميل عندما كان اللاعب عاشقا للكرة اما نظام الاحتراف والسمسرة وملايين الجنيهات التي يسعي كل لاعب للحصول عليها كل ذلك جعل كرة القدم تجارة وشطارة وخيبة كبيرة في الملاعب.. ان فرق المستفيدين من اصحاب المصالح في اتحاد الكرة وفي النوادي وفي الفرق الكروية هو الذي وصل بالكرة المصرية الي هذا الحال والدليل ان لدينا فريقا عظيما في مسابقة العالم العسكرية ولدينا فريق اخر هزيل في كأس العالم العادية والمطلوب ان نلعب بعد ذلك بالفريق العسكري في كل تصفيات العالم الكروية وان نسرح الفرق الاخري حتي اشعار اخر ولو ان الدولة انفقت علي الفريق العسكري نصف ما تنفقه علي الفريق القومي لحقق لنا نتائج افضل.. مازلت اعتقد اننا في حاجة الي شيء اسمه الانضباط وشيء اهم اسمه الانتماء وشيء اخطر اسمه البعد عن المصالح التي افسدت كل شيء في هذا البلد ابتداء بالكرة وانتهاء بغياب الضمير.