الإسكندرية - محمد حنفي وناهد إمام: اسفر اختلاف المشاركين في مؤتمر الغرف التجارية والصناعية والزراعية الافريقية حول انشاء اتحاد بين هذه الغرف عن اتفاق "من حيث المبدأ" علي انشائه، بشرط عدم اهدار الوقت في سبيل تحقيق ذلك، وتوافر الارادات السياسية في الدول الافريقية لإنجاح هذا "الاتحاد". واحتلت جلسة العمل الخاصة بمناقشة الاقتراح المصري بانشاء اتحاد الغرف الافريقية اهمية خلال المؤتمر، وقال د. حسن خضر وزير التموين والتجارة الداخلية ان المناقشات اظهرت وجود اختلافات في وجهات النظر وانقسمت بين وفود وافقت علي انشاء الاتحاد من حيث المبدأ ووفود استندت الي تجربة سابقة بشأن تشكيل اتحاد افريقي في اوائل الثمانينيات ولم يتم تفعيل دوره والبعض الاخر من الوفود طالب بتشكيل لجان لدراسة الاقتراح وتفعيله بصورة جيدة وتجنب المشاكل التي أدت الي تجميد الاتحاد السابق واضاف د.خضر ان الوفود اتفقت علي توقيع خطاب نوايا لتجديد وتشكيل الاتحاد الافريقي للغرف التجارية والصناعية والزراعية، مع تشكيل مجموعة عمل فنية لدراسة الاساليب والآليات اللازمة للتنفيذ بجانب بلورة جميع المشاكل السابقة للتغلب عليها لإنجاح الاتحاد الجديد والتي اعلنت مفوضية الاتحاد الافريقي تأييدها له والمساعدة علي انجاحه وتفعيله من خلال عرضه علي الاجتماع المقبل للاتحاد العام العالمي للغرف التجارية الذي سيعقد في جنوب افريقيا فبراير 2005. واكدت وفود ان هناك حاجة الي تعزيز وتطوير الغرف التجارية القائمة علي مستوي الاقاليم المختلفة داخل كل دولة حتي تتواجد تكتلات اقليمية تدعم غرفها، بمعني ضرورة البدء من القاعدة في الاقاليم المختلفة ثم التفكير في صياغة ووضع المبادئ الاساسية لتشكيل الاتحاد الافريقي للغرف. وقالت وفود اخري ان المؤتمر يعد فرصة حقيقية لاخراج فكرة انشاء اتحاد غرف تجارية وصناعية في افريقيا الي حيز الوجود بشرط عدم تضييع الكثير من الوقت لتنفيذ فكرة "الانشاء" واختيار الآلية اللازمة لذلك، مؤيدة اراءها بانه لاتوجد دولة افريقية تعترض علي انشاء الاتحاد مادام الهدف تطوير التعاون والتكامل الاقتصادي والتجاري بين دول القارة الافريقية مع ضرورة وضع الاطار التشريعي والقانوني للاتحاد. اما مداخلات بعض الدول الاخري فقد تركزت حول ان فكرة انشاء اتحاد افريقي للغرف التجارية والصناعية ليست جديدة حيث تم انشاؤه في نهاية السبعينيات ولكنه لم ير النور نتيجة بعض المعوقات خاصة السياسية وبالتالي يصبح من الافضل اعادة احياء وتجديد الاتحاد القائم وتعديل مواده الاساسية بما يتواكب مع المتغيرات الاقتصادية العالمية كبديل لانشاء كيان آخر جديد. واجمعت اراء اعضاء المؤتمر علي اهمية توافر الارادة السياسية لإنجاح الاتحاد الجديد وزيادة قدراته لتحقيق اهدافه وتجنب الاخطاء الماضية التي ادت الي تجميد العديد من الكيانات والاتفاق علي خطة عمل تدخل في اطار سياسة التنمية الاقتصادية في افريقيا واتفقت الاراء علي عدم الاسراع في انشاء الاتحاد واعداد الدراسات الوافية عنه وموافقة الغرف التجارية والصناعية الافريقية علي مواده الاساسية وتوفير الموارد والمصادرة اللازمة لتمويله لضمان استمرار عمله. وتضمنت المداخلات النقاشية اعلان "عقيل الجاسم" الامين العام للغرف الاسلامية للصناعة والتجارة تأييدها للاتحاد الجديد مشيرا الي عدم وجود تنافس بين الغرف التي تضم في اعضائها 57 دولة اسلامية من بينها 30 غرفة افريقية. وحول فكرة انشاء سوق تجارية الكترونية افريقية طرح الاعضاء مشكلة الظروف الاقتصادية المختلفة في القارة الافريقية والتي قد تحول دون تطبيق اساليب التقدم التكنولوجي في التجارة. وطالبت بعض الاراء بالاستفادة من تجربة الغرف التجارية الامريكية لرابطة الاعمال وموقعها علي شبكة الانترنت وانشاء موقع للغرف التجارية الافريقية علي غرار ذلك. ودعا د. حسن خضر الي البدء في انشاء الشبكة الالكترونية الافريقية من خلال تفعيل مواقع الغرف التجارية والربط فيما بينها والعمل علي تحديثها وتطوير قواعد البيانات فيها.