تقوم صناديق الزكاة بالمصارف الإسلامية بتلقي أموال الزكاة المستحقة شرعاً علي أموال المصارف الإسلامية، والزكاة المقدمة من أصحاب حسابات الاستثمارات كذلك التبرعات والهبات من قبل الأفراد لصرف هذه الأموال في مصارفها الشرعية وذلك إسهاماً منها في تحقيق العدالة والتكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع. وإيماناً بالدور الذي تنشده هذه الصناديق في المصارف الإسلامية فقد قامت "العالم اليوم" بجولة في هذه المصارف لإلقاء المزيد من الضوء عليها ولمعرفة المزيد عن أنشطتها. زكاة البنك في البداية يقول محمد رأفت شوقي مدير عام إدارة الزكاة ببنك فيصل الإسلامي إن بنك فيصل يلتزم في جميع معاملاته بأحكام الشريعة الغراء ومنها أداء الزكاة الواجبة شرعاً علي أموال البنك باعتبارها من تكاليف الإنتاج، ويعد صندوق الزكاة أحد الأجهزة الرئيسية بالبنك التي تعمل علي إحياء فريضة الزكاة إسهاماً منه في التكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع. ويضيف شوقي أنه فضلاً عن قيام البنك بأداء الزكاة الواجبة شرعاً علي رأس المال وأرباحه فقد وجه صندوق الزكاة إلي أصحاب حسابات الاستثمار نداء لمن يرغب منهم في تفويض الصندوق في خصم الزكاة المستحقة شرعاً علي إيداعاتهم من الأرباح المحققة في حساباتهم ويتم خصم الزكاة المفروضة في 30 ذي الحجة من كل عام هجري ويستجيب لهذا النداء جموع غفيرة من المتعاملين مع البنك، وزاد قدر هذا المورد حتي فاقت حصيلة زكاة رأس مال البنك في بعض السنوات، هذا ومن جهة أخري فقد أقبل العديد من الأفراد والهيئات علي إيداع زكاة أموالهم بالصندوق لكي يقوم نيابة عنهم بإنفاقها علي مستحقيها في مصارفها الشرعية، كما أن صندوق الزكاة بالبنك يتلقي من السادة المتبرعين ما يقدمونه من إيداعات في حسابات الصندوق في حساب خاص مجمد يعرف بحساب الاستثمار الخيري وهو معفي من أي مصاريف أو عمولات بنكية ويقوم الصندوق بإنفاق عائده في أوجه الخير والتي يحددها المودع. وقد بلغت جملة هذه الحسابات الخيرية المجمدة 32 مليون جنيه. أساليب الرقابة وعن أساليب الرقابة التي يخضع لها صندوق الزكاة ببنك فيصل فقد أوضح رأفت شوقي أنه يقوم علي أعمال الصندوق لجنة من كبار المتخصصين كما تقوم هيئة الرقابة الشرعية بالبنك بإبداء الرأي والمشورة للصندوق هذا وطبقاً لقانون إنشاء البنك يتولي فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر ووزير الأوقاف التحقق من التزام البنك بتخصيصها وإنفاقها في مصارفها الشرعية، يقوم مراقبو الحسابات بالبنك بتقديم تقرير سنوي عن صندوق الزكاة وحساب موارده ومصارفه. وعن مصارف صندوق الزكاة يقول رأفت شوقي أن الصندوق يحرص علي إنفاق أمواله في مصارفها الشرعية وذلك بتوجيهها لمستحقيها من الأفراد والأسر مستحقة الزكاة معاونة لهم في مختلف المواقف التي يواجهونها، كذلك رعاية طلاب العلم مستحقي الزكاة ودعم الهيئات الطبية والجمعيات الخيرية المشهرة التي تعمل في مجال رعاية الفقراء والأيتام والمرضي والمعوقين والأرامل والمطلقات وحالات العجز والشيخوخة. كما يساهم الصندوق في رفع المعاناة عن كاهل المضارين من الكوارث العامة والنكبات، وحرصاً من الصندوق علي وصول الزكاة في سهولة ويسر إلي مستحقيها فإنه يعمل علي التأكد من الظروف التي تستوجب المساعدة بأسلوب البحث الاجتماعي المؤيد بالمستندات بمعرفة الباحثين الاجتماعيين من مختلف المستشفيات والهيئات الاجتماعية وإدارة الصندوق، كما يعمل الصندوق علي صرف زكاة عينية بجانب الزكاة النقدية لمواجهة الاحتياجات الخاصة بكل حالة وذلك مثل الأجهزة التعويضية، ملابس، أغطية.. إلخ، هذا بالإضافة إلي أن لجنة الصندوق قد توجهت إلي إقامة مشروعات تحقق استمرارية الخدمة لمستحقي الزكاة تتمثل في إقامة مباني الإسكان الخيري لطلاب وطالبات الجامعة المغتربات، بالإضافة إلي مبني الزكاة بالزيتون لتدريب مستحقي الزكاة علي حرف تحولهم إلي أفراد منتجين يعولون أنفسهم وذويهم. زيادة أوضح شوقي أن موارد الصندوق قد تزايدت منذ إنشائه عام 1401ه حتي الآن بصفة مستمرة مما يعكس الثقة في الدور غير التقليدي لنشاط الصندوق في إحياء فريضة الزكاة وإرساء مبدأ التكافل الاجتماعي الذي يتبناه بنك فيصل حيث يبلغ حجم الصندوق سنوياً حوالي 7 ملايين جنيه. وبسؤاله عن الضمان الذي يضمن للمتبرع أو الواهب الذي يرغب في التبرع لصرف أمواله في أوجه الخير أن أمواله ستوجه بالفعل لمستحقيها أجاب رأفت شوقي أن الصندوق يتلقي أموال هؤلاء الأفراد ثقة منهم في كفاءته ودقته في صرفها لمستحقيها بالإضافة إلي أن العميل أو المودع الذي يدع أمواله يحصل علي قسيمة إيداع مختومة من البنك تحتوي علي الجهة التي يرغب المودع صرف أمواله عليها.