تسبب انقطاع التيار الكهربائي لمدة يوم كامل في البحرين في توقف شبه تام لجميع الأنشطة والمصالح التي تعتمد علي الكهرباء كعنصر لا غني عنه في عملها. البنوك كانت من بين المصالح التي انتابتها حالة من القلق والتوتر حيث إن الجهاز المصرفي مربوط بنظام الكتروني يمكنها من أداء جميع الخدمات المصرفية من خلال المعلومات التي تحتوي عليها الحاسبات والتي تشتمل علي أرصدة العملاء وحساباتهم وعمليات السحب والايداع منها وإليها لذلك فمن البديهي أنه عند انقطاع التيار الكهربائي ستتوقف جميع تعاملات البنوك بما يحتم عليها ايجاد البديل الذي يمكنها من استمرارها في أداء عملها عند حدوث ذلك ويحتم علينا التساؤل عن مدي استعدادات البنوك لتفادي ذلك إذا وقعت حادثة مماثلة في مصر. شريف عمر مدير عام القطاع الاداري ببنك الشركة المصرفية العربية الدولية يقول إن هناك تعليمات صريحة ومحددة من البنك المركزي تفرض علي البنوك وضع مولدات كهربائية في كل أفرع البنك بما يضمن استمرار العمل دون توقف في حالة انقطاع التيار الكهربائي ويكون هناك متابعة وتفتيش مستمر من المركزي لتلك الأجهزة وهو ما يؤكد أن قرارات البنك المركزي دائما ما تسبق الأحداث ولا تكون مجرد رد فعل بما يؤكد نجاح الاسلوب الاداري المتبع من قبل المركزي. ويضيف عمر أن وجود تلك المولدات يحمي العمل المصرفي من التوقف حيث تبدأ في عملها بعد انقطاع الكهرباء بمدة وجيزة لا تتجاوز العشر ثوان بما يضمن عدم تأثر العمل مطلقا كما أن أجهزة الكمبيوتر التي تستخدمها البنوك غالبا ما تكون بها خاصية العمل بعد انقطاع التيار الكهربائي لمدة 12 ساعة تقريبا بما يؤكد عدم تأثرها أو حدوث تلف وأعطال بها. ومن جانبه يؤكد الحسن يونس مدير عام ببنك القاهرة أن انقطاع التيار الكهربائي يكون له بعض الأثر السئ علي تعاملات البنوك خاصة فيما يتعلق بالاتصالات الخارجية والمراسلات والتي تعتمد بشكل كبير علي الأجهزة (كمبيوتر سويفت فاكس) أما العمل الداخلي أو المحلي فهو مستمر بلا توقف حيث إن هناك خطة طواريء يتم تدريب جميع الموظفين علي تطبيقها تحسبا لحدوث خلل أو أعطال في الأجهزة. وكشف الحسن أن تلك الخطة تعتمد علي العمل اليدوي بدلا من الاعتماد علي الأجهزة حيث يكون هناك طبعات يومية تجمع جميع التعاملات البنكية من أرصدة العملاء وأرقام وكشوف حساباتهم وتمكن من استمرار تقديم الخدمات المصرفية لهؤلاء العملاء بعيدا عن استخدامات الأجهزة. ويتفق مع الرأي السابق سمير عثمان مدير الادارة العامة للودائع ببنك مصر حيث يؤكد أن البنوك يكون لديها مولدات كهربائية احتياطية يتم تشغيلها بشكل سريع لحين إجراء الاصلاحات وعودة التيار الكهربائي والذي في الغالب لا تزيد فترة انقطاعه عن عدة دقائق. ولا ينكر عثمان أنه علي الرغم من تواجد البدائل إلا أن انقطاع التيار الكهربائي يؤثر علي سير العمليات المصرفية وخاصة التمويل والمعاملات الخارجية مع البنوك المراسلين في الخارج وإن كان يري تأثيره محدود علي العمليات المصرفية المحلية. ومن ناحيته يؤكد أحمد ثروت الجنيدي مدير الشئون المالية والادارية ببنك مصر الدولي أن العمل في البنوك لا يتأثر بانقطاع التيار الكهربائي حيث إن كل البنوك يتوافر بها مولدات كهربائية تعمل أوتوماتيكيا بمجرد حدوث ذلك بما يحافظ علي استمرار عمل الأجهزة والتي تحتوي علي جميع بيانات ومعاملات العملاء بما يمثل صعوبات بالغة في العمل بدونها. لذلك يؤكد الجنيدي حرص البنوك علي توافر البدائل الجاهزة للاستخدام مباشرة تحسبا للطواريء مشيرا إلي أن التحديث المستمر والمتلاحق لأجهزة القطاع المصرفي يمكن تلك الأجهزة من المضي في العمل لفترات ليست قصيرة بعد فصل أو انقطاع التيار الكهربائي. أما محمد الذهبي مدير تشغيل الحاسب الآلي ببنك مصر ايران للتنمية فيؤكد علي أن وجود مولدات كهربائية (جينيريتور" شيء أساسي في البنوك لتفادي انقطاع التيار الكهربائي كما كشف عن أن بعض البنوك تسعي دائما أن يكون لها مصدران كهربائيان من منطقتين أو محولين مختلفين تجمعهما لوحة الكترونية في حالة فصل احدهما يتم تشغيل الآخر ولكن ذلك يتطلب موافقة الدولة مسبقا. وكشف الذهبي عن أن شركات بيع أجهزة الكمبيوتر تلزم البنوك بوجود جهاز يسهل من مهمتها في صيانة تلك الأجهزة يطلق عليه (u.b.s) وتكون مهمته ضبط التيار الكهربائي اللازم للأجهزة (220 فولت) يحافظ عليه من الزيادة والنقصان كما يحتوي ذلك الجهاز علي بطاريات احتياطية لتوليد الكهرباء وتشغيل الجهاز لحين التحويل أو تشغيل المولد وهي تمد الجهاز بفترة عمل من 15 - 20 دقيقة. ويضيف أنه عند تشغيل المولدات لا يرتقي العمل للكفاءة المطلوبة حيث يكون هناك تحفظ في استخدامات أجهزة التكييف والكشافات مما قد يعوق العمل بعض الشيء ولا يستوقفه. أما مدحت الغرباوي مستشار الأمن ببنك الاسكندرية فيؤكد أن انقطاع التيار الكهربائي عن البنوك ليس له أثر علي الناحية الأمنية حيث إن عمل البنوك يكون في وضح النهار ولا يستمر للظلام الدامس مشيرا إلي أن ذلك الانقطاع لا يستمر طويلا حيث يتم العمل بأجهزة (الجينيريتور) أو المولدات والتي تكون علي أتم استعداد لحالات الطواريء. ويضيف الغرباوي أنه لا خوف علي ممتلكات البنك وعملائه حيث يكون هناك تعليمات من جهات إدارية عليا للموظفين بالتعامل مع الجمهور بسلاسة وتكون لديهم خلفيات عن كيفية التعرف في مثل تلك الحالات بالاضافة لتحرك الأمن الداخلي بالبنك واشعال كشافات الطواريء والتي يستمر معها العمل دون أدني مشاكل.