وسط تراجع كبير في مبيعات السيارات في معظم دول العالم وسيطرة الأزمة المالية في الاتحاد الأوروبي مازالت شركات السيارات الكبري تحاول تنشيط مبيعاتها من خلال عرض آخر نماذجها في باريس بمناسبة المعرض الدولي في العاصمة الفرنسية والمستمر حتي 14 أكتوبر الجاري. وقد عاني قطاع السيارات نتيجة للأزمة المالية التي ضربت الولاياتالمتحدة في 2008 حيث اضطرت إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلي تقديم مساعدة مالية عاجلة لشركة "جنرال موتورز" أكبر شركة تصنيع للسيارات عالميا من أجل انقاذها من الافلاس وفي الأشهر والسنوات التالية تدخلت عدة حكومات في الدول المصنعة ومن بينها فرنسا بشكل مباشر متبنية قرارات وسياسات توجيهية لتفادي وقوع سيناريوهات مشابهة إلا أن ذلك لم يمنع قطاع السيارات من تسجيل تراجع في عدد المبيعات حيث أشارت الاحصاءات إلي أن المبيعات في أوروبا انخفضت في سبتمبر للشهر الحادي عشر علي التوالي. وقد افتتح معرض باريس الدولي للسيارات أبوابه يوم نهاية الشهر الماضي ويستمر حتي 14 أكتوبر الجاري وسط أجواء ضبابية تثير الشكوك والتساؤلات بشأن قدرة القطاع علي احتواء أزمة المبيعات التي يغذيها انعدام النمو في البلدان الأوروبية ومن ثمة تدهور القدرة الشرائية للمواطنين، لكن الشركات العالمية كلها حاضرة بالمعرض الباريسي الذي سجل في أول أيامه انخفاضا في عدد الزوار مقارنة بالعام الماضي، وجاءت معززة بآخر ابتكاراتها وتصاميمها تتقدمها السيارات الكهربائية والهجينة. ففي فرنسا أظهرت الاحصاءات أن نشاط "رينو" متراجع أكثر من نشاط مواطنتها "بيجو" حتي بعد اغلاق الشركة مصنعها بأولني في ضاحية باريس الشمالية تعرض في مدينة الأضواء آخر طراز لها "3008 الهجينة 4" وهي أول سيارة في العالم تعمل بمحرك هجين 100% وشركة مرسيدس الألمانية تعرض نموذجا من سيارتها "إس إل إس" الكهربائية التي يبلغ سعرها 199 ألف يورو و"بي إم دابل يو" أبهرت الزوار بطراز راق يحمل اسم "أي 8 كونسيبت"، وبامكان عشاق السيارات اكتشاف نماذج رياضية منها سيارة "سيتروين دي اس 3" بطلة العالم للراليات سبع مرات بقيادة السائق الفرنسي سيباستيان لوب.