سجلت صناديق الاستثمار الأمريكية المتداولة في الذهب، أعلي تدفقات منذ شهر يناير خلال الأسبوع الماضي، وذلك بعد موجة الخسائر التي بدأها المعدن الأصفر منذ أكثر من أربعة أشهر، إذ إن تفاقم أزمة ديون منطقة اليورو ألحق بالمعدن الأصفر خسائر كبري، وفقد الذهب جاذبيته كملاذ آمن للاستثمار في أوقات الأزمات، وتحولت المكاسب إلي دعم الدولار الأمريكي. وقالت مؤسسة إي بي إف آر العالمية لإمداد البيانات عن صناديق الاستثمار أن تدفقات صناديق الذهب بالولايات المتحدةالأمريكية بلغت نحو 1،5 مليار دولار خلال الأسبوع الماضي، بعد أن شهد عزوفا إلي حد ما في الفترة المنقضية، بعد أن زاد اقبال المستثمرين علي الأصول منخفضة المخاطر ومنها سندات الخزانة الأمريكية علي حساب الذهب. وقال محللون تعليقا علي تقرير المؤسسة إن العلاقة بين الذهب والدولار الأمريكي قائمة منذ السبعينيات، إذ إن تراجع الدولار يؤدي لزيادة القدرة الشرائية لدول المناطق التي لا تعتمد علي الدولار الأمريكي، كما أن ارتفاع الدولار يقلل من ذلك، مما يزيد من أسعار السلع الأساسية بما في ذلك الذهب، أو خفض تلك الأسعار في حالة ارتفاع الدولار الأمريكي. أضاف المحللون أن المستثمرين يبحثون في فترات ضعف الدولار الأمريكي عن بديل للقيمة، مما يسهم في ارتفاع أسعار الذهب، ويشمل ذلك المستثمرين الذين يعتمدون علي الدولار الأمريكي، نتيجة القلق من عواقب التضخم المحتملة لضعف الدولار الأمريكي، وقد كان الدولار الأمريكي خلال فترات قوته بديلا مناسبا للمحافظة علي القيمة. وتعافت أسعار الذهب معوضة معظم الخسائر التي تكبدتها في أوائل التعاملات أمس مع تراجع شهية الاقبال علي المخاطرة التي أعقبت تقدم أحزاب موالية لخطة الانقاذ في الانتخابات اليونانية اضافة إلي هبوط اليورو والأسهم الأسبانية والإيطالية والسندات وفقا لرويترز. ولايزال الذهب منخفضا للمرة الأولي في سبع جلسات بعد أن أدت الانتخابات إلي تهدئة المخاوف من خروج اليونان من منطقة اليورو لكن التشاؤم حول أزمة ديون المنطقة طفا علي السطح سريعا. كما تعافت بعض الأصول والتي ينظر إليها علي أنها ملاذات أكثر أمانا مثل سندات الحكومة الألمانية والدولار من مستويات منخفضة بينما تقلصت مكاسب الأسهم واليورو والسلع الأولية.