أكدت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستين لاجارد ان الصندوق لن يخفف من ضغوطه علي اليونان فيما يخص شروط حزمة الانقاذ المالي معتبرة في مقابلة مع صحيفة الجارديان البريطانية أن علي اليونانيين جميعا تحمل مسئولياتهم ومساعدة أنفسهم بدفع ضرائبهم في إشارة إلي انتشار ظاهرة التهرب الضريبي في اليونان المتخبطة في أزمة ديونها. وردا علي سؤال حول مدي اكتراثها للصعوبات اليومية التي يلاقيها اليونانيون قالت لاجارد انها منشغلة أكثر بأطفال قرية صغيرة بالنيجر يقطعون مسافة ساعتين للوصول للمدرسة ويجلس كل ثلاثة منهم علي مقعد واحد وهم مع ذلك متمسكون بالتعلم مضيفة ان هؤلاء يحتاجون للمساعدة أكثر من اليونان.. ويأتي تصريح لاجارد في وقت اجتمعت فيه حكومة تسيير الأعمال في اليونان لمناقشة الهبوط الحاد في إيرادات الضرائب حيث تقلصت إلي الثلث وقد وافقت اليونان ضمن بنود حزمة الانقاذ علي تحسين إدارتها الجبائية من أجل تقليص عجز موازنتها. وكان أكثرية الناخبين اليونانيين قد صوتوا في السادس من الشهر الجاري بشكل مباشر ضد سياسة التقشف وزيادة الضرائب التي قادتها حكومة أثينا تحت ضغط من الدائنين الدوليين ومنهم صندوق النقد الدولي حيث فازت أحزاب راديكالية ترفض حزمة الانقاذ المالي التي تشترط مقابل تلقي اليونان لمساعدات مالية لتنفيذ برنامج تقشف وإصلاحات اقتصادية هيكلية. وعقب ظهور نتائج الانتخابات فشلت الأحزاب المناصرة والمؤيدة لسياسة التقشف في تكوين تحالف حكومي وهو ما دفع السلطات لاقرار انتخابات جديدة في 17 يونية المقبل ويريد حزب سيريزا اليساري وهو من أكثر الأحزاب شعبية في اليونان أن يلغي الاتفاقات التي أبرمتها أثينا مع الدائنين الدوليين ممثلين في الاتحاد الأوروبي والبنك المركزي الأوروبي وصندوق النقد الدولي وهو ما يهدد بخروج أثينا من منطقة اليورو. في المقابل قال زعيم حزب الديمقراطية الجديدة اليميني انطونيوس سارماراس ان رفض برنامج التقشف والإصلاح الاقتصادي الذي اتفقت عليه اليونان مع ترويكا الدائنين الدوليين سيدفع البلاد للخروج من اليورو والانحدار نحو كارثة حقيقية.