المحامي المصري أحمد الجيزاوي تم احتجازه في المملكة العربية السعودية خلال زيارته للمملكة لأداء العمرة.. وقيل في أسباب الاحتجاز الكثير من الأسباب، فالسفارة السعودية بالقاهرة تقول انه اعتقل لحيازته حبوبا مخدرة، ونقابة المحامين المصرية أو من يتحدثون باسمها في قضية الجيزاوي يقولون ان الاتهامات ملفقة وإنها تمثل موقف السعودية في معاداة الثورة والانتقام من الثوار..! والنشطاء والحركات الثورية وأحد مرشحي الرئاسة في مصر سارعوا الي حصار السفارة السعودية بالقاهرة وترديد الشعارات المعادية للسعودية ونزعوا لافتة السفارة السعودية ووضعوا بدلا منها نجمة داود وانتشر العديد من الكتابات المسيئة للسعودية علي جدران شوارع المنطقة المحيطة بالسفارة..! وما يحدث في قضية الجيزاوي هو تكرار لأسلوب معالجة كل قضايانا الآن.. فقد أصبحنا نعتقد ونؤمن بالحوار من خلال التجمعات والهتافات دون ان نفسح مجالا للحوار المبني علي العقل والمنطق واحترام الآخرين..! فنحن جميعا نرفض الطريقة والأسلوب الذي تم به احتجاز مواطن مصري لأسباب سياسية ونؤمن بأن أي مسلم يذهب الي المملكة لأداء مناسك الحج أو العمرة يجب ان يكون آمنا في الدخول والخروج لأن هذه المقدسات الموجودة بالمملكة هي ملك للمسلمين جميعا وتقوم المملكة علي خدمة الزائرين ورعايتهم، ولها الثواب والجزاء في ذلك. ولكن أسلوب الحوار والاعتراض بالتهديد والتجريح والتشويه واستخدام العبارات المسيئة هو اسلوب لا يتماشي مع التقاليد والاخلاق المصرية ولا يتناسب مع العلاقات التاريخية الوطيدة والعميقة بين بلدين شقيقين قد يختلفان سياسيا او فكريا في بعض القضايا ولكن ما يجمعهما من مصلحة وروابط واخوة يفوق حجم أي اختلاف وأي قضايا عالقة. وقضية الجيزاوي يجب ان تعالج في هذا الاطار وبالحوار والتفاهم من خلال وزارة الخارجية ونقابة المحامين ومنظمات المجتمع المدني، وبتوكيل وفد قانوني للدفاع عنه يتوجه علي الفور الي السعودية لتفنيد أي اتهامات وللتعاون مع المحامين في السعودية الذين تطوع عدد منهم للدفاع عنه ايضا..! إننا لا نعتقد في قيمة او فائدة معالجة العلاقات بين الاشقاء العرب بالصراخ وعبر وسائل الاعلام وبالمظاهرات والشعارات.. فهذا لا يخدم قيم ومبادئ وتوجهات الثورة ولن يؤدي الا الي مزيد من التباعد والاختلاف والفرقة في وقت نبحث فيه عن استعادة الريادة والدور المصري ونتطلع فيه إلي فتح آفاق جديدة للتعاون مع الأشقاء العرب من أجل مزيد من التنمية والاستثمارات في بلادنا. إن كرامة الانسان المصري في الداخل والخارج لا تتحقق من خلال المزايدات والهتافات والتهديدات ولكن من خلال احترام النفس وضرب المثل في العمل والبناء والاكتفاء الذاتي والقدرة علي بناء الدولة العصرية والالتزام بالقانون ولغة الحوار والعقل. إننا نقف مساندين لقضية أي مواطن مصري يتعرض للظلم في أي مكان، ولكن دون تجاوز في حق الأخرين نهدر معه دائما كل قضايانا العادلة. [email protected]