كشفت زيارة نائب الرئيس الصيني شي جين بينج الي تركيا- مؤخرا - عن تطور وتنمية العلاقات الثنائية بين البلدين حيث اصبحت الصين ثالث اكبر شريك تجاري لتركيا حيث زاد حجم التجارة بين الصين وتركيا من حوالي مليار دولار في 2001 إلي قرابة 24.1 مليار دولار امريكي في 2011. وذكرت وكالة انباء (شينخوا) في تقرير لها ان نائب الرئيس الصيني شي جين بينج دعا إلي بذل جهود مشتركة لتعزيز التجارة الثنائية والتعاون الاقتصادي إلي مستوي أعلي. وبحث نائب الرئيس الصيني والقادة الأتراك سبل ووسائل دفع العلاقات الثنائية للامام , ولاسيما في مجالي الاقتصاد والتجارة. وقد اتفق الجانبان علي تعزيز العلاقات الاستراتيجية والتعاونية بين الصين وتركيا, والتي اقيمت رسميا في عام 2010. وخلال محادثاته مع الرئيس التركي عبدالله جول قدم شي اقتراحا يشمل أربع نقاط بشأن مواصلة تعزيز العلاقات الصينية - التركية, بما في ذلك الحفاظ علي التبادلات الثنائية رفيعة المستوي وتوسيع التعاون الاقتصادي والتجاري، وتعزيز التبادلات الشعبية, الي جانب تعزيز التعاون الثنائي علي أساس متعدد الأطراف . واكد ان الصين تدعم شركاتها في زيادة الواردات من تركيا وسوف تسعي الي معالجة الخلل التجاري ب"طريقة شاملة", مضيفا ان الصين ترحب بتركيا لزيادة استثماراتها في الصين ايضا. وأشار شي إلي ان خطة الصين الخمسية ال12 ( 2011-2015 ) للتنمية الاجتماعية الاقتصادية وهدف تركيا الرامي إلي ان تصبح من أكبر 10 اقتصادات في العالم بحلول 2023 ،يتيحان فرصة مناسبة تستطيع الدولتان اغتنامها من أجل توسيع التعاون الثنائي. وأكد شي علي إنه يتعين علي الصين وتركيا تعزيز العلاقات في قطاعات المالية والطاقة والبنية التحتية والتكنولوجيا الفائقة. وهذا يساعد في توفير فرص نمو جديدة للتعاون بين البلدين. ووافق المسئولون الاتراك علي ذلك، قائلين ان تعزيز العلاقات مع الصين تمثل أولوية، حيث إن التعاون المتبادل لايخدم فقط مصالح الشعب التركي بل يخدم مصالح العالم أيضا. واعرب شي عن استعداد الصين للعمل مع تركيا لتعزيز التعاون بين المؤسسات البحثية والهيئات غير الحكومية, وتوسيع التعاون السياحي بين البلدين. واردف بقوله إن"الصين تدعم تركيا في لعب دور ايجابي في الشئون الدولية والاقليمية ومستعدة لتعزيز التعاون مع تركيا في إطار الاممالمتحدة ومجموعة العشرين وصندوق النقد الدولي. وفي اجتماعه مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان قال شي ان الصين تولي اهتماما كبيرا لقضية الخلل التجاري وسوف تتخذ الاجراءات اللازمة لحلها. وأكد أردوغان أن تركيا ملتزمة بثبات بسياسة (صين واحدة)، ولن تسمح بأي نشاط يتم علي أراضيها بهدف تقويض استقلال الصين وسيادتها ووحدة أراضيها. وان جمهورية الصين الشعبية هي الممثل الشرعي الوحيد للشعب الصيني كله ، وان منطقة شينجيانغ ذاتية الحكم لقومية الويغور هي جزء لا يتجزأ من الأراضي الصينية. ومن جانبه قال نائب رئيس الوزراء التركي علي باباجان ان الجانبين توصلا إلي توافق مهم حول سبل تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون المتبادل المنفعة بين البلدين. كما وقع الجانبان علي سلسلة من وثائق التعاون، التي أرست أساسا متينا للتنمية المستقبلية للعلاقات الثنائية. فتعتبر الزيارة تشجيعا كبيرا لجميع الأصدقاء الذين يقومون بالتعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين وتكتسب أهمية كبيرة. وثمة سمة بارزة من التجارة العالمية في السنوات الأخيرة وهي النمو السريع للتجارة بين الدول النامية، وارتفاع كبير لصادرات الدول النامية إلي الدول المتقدمة. وهذا يختلف جوهريا عما كان عليه قبل عشر سنوات. فيتعين علي رجال الأعمال في البلدين التكيف مع الوضع الجديد واغتنام الفرصة ومواكبة العصر وتوسيع التعاون لايجاد مستقبل أكثر إشراقا للعلاقات الثنائية. وأضافت (شينخوا) أن وزير الخارجية الصيني يانغ جيه تشي قال انه خلال السنوات ال41 الماضية، منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية مع تركيا، حافظت العلاقات الثنائية علي قوة دفع صحية وسليمة للتنمية، ويدل علي ذلك، ثقة سياسية متبادلة قوية، وارتفاع مستمر لمستوي التعاون التجاري الثنائي، وتبادلات إنسانية متكررة. وقد أعلنت الدولتان إقامة علاقات تعاون استراتيجي في 2011، في دلالة علي بداية مرحلة جديدة من التنمية الشاملة للعلاقات الثنائية، وفقا لما قال يانغ. وأضاف إن زيارة شي كان لها أهمية كبيرة في زيادة تعميق التعاون الاستراتيجي بين الصين وتركيا.