في حوار ساخن مع الدكتور مصطفي الدمرداش رئيس مجلس ادارة المركز القومي لبحوث الاسكان والبناء اكد ان مصر في طريقها الي ثورة حقيقية في مجال الاسكان، حيث يعوق هذا القطاع الكثير من المشكلات، ومن اهمها القوانين التي تحكم هذا القطاع والتي طالب بتغييرها وليس اجراء تعديلات بسيطة لترقيعها بهدف تنمية وتطوير قطاع الاسكان واخراجه من عنق الزجاجة التي يمر بها الآن بالاضافة الي كيفية التصرف في الاراضي المنهوبة من الدولة واعادة تقنين وضعها والاستفادة منها بالشكل الامثل.. وغيرها من الموضوعات التي يسردها الحوار. * في البداية نود التعرف علي دور المركز القومي لبحوث الاسكان والبناء؟ ** المركز القومي لبحوث الاسكان يهتم بالبحوث العلمية في قطاع الاسكان وله دور كبير في دعم القدرات العلمية القائمة علي تنفيذ مشروعات الدولة القومية وغيرها من المشروعات المختلفة التي تنفذها وزارة الاسكان، ويقوم المركز بوضع السياسات والمواصفات الفنية وكل المعلومات المتعلقة بالدرااسات العلمية للمشروعات، وعمل الكود المصري، بالاضافة لوضع الخطوط العريضة والواضحة لبناء وحدات سكنية جديدة بمفهوم جديد تحت اسم العمارة الخضراء لكونها المفهوم الاكثر تفاعلا حول العالم خلال الاعوام القادمة، كما قام المركز بعمل 44 مشروعا قوميا خلال 3 سنوات وهذه الخطوة لم تحدث من قبل، وتتلخص هذه المشروعات في ان المركز قام بعمل مواد جديدة حديثة تستخدم في البناء، كما توجد مشروعات في الصرف الصحي ومشروعات قومية في ادارة المشروعات، وغيرها من المشروعات مشيرا الي ان الدولة يجب ان تشجع الاستثمارات الاجنبية واشراكها في المشروع القومي للمليون وحدة سكنية المطروح من وزارة الاسكان. *ماذا عن بروتوكولات التعاون للمركز؟ ** يوجد العديد من بروتوكولات التعاون للمركز ومنها بروتوكول تعاون بين المركز ووزارة السياحة للبناء المستدام ويقضي البروتوكول بعدم تمكين وزارة السياحة من البناء الا بعد الحصول علي تصريح بالبناء المستدام من مجلس للعمارة الخضراء التابع للمركز بهدف وضع المعايير والتصميمات مشيرا الي ان توقيع هذا البروتوكول يأتي في ظل التوجهات العالمية نحو هذا النوع من البناء والتأكد من سلامة المياه والطاقة الموجودة ومعاينة الموقع. موارد محدودة * كيف تري حاجة مصر للبناء الاخضر؟ ** لونظرنا الي اوضاعنا ومواردنا المحدودة سوف ندرك تماما ان مصر بحاجة الي تطبيق نظام البناء الاخضر والانشاءات المستدامة اكثر من الدول الصناعية المتقدمة التي اصبحت تعمم فكرة البناء الاخضر واعتقد ان منطقتنا العربية بها اعلي معدلات من اشعة الشمس وحرارتها وهذا يعني وجود فرص ذهبية لاستخدامها وتوظيفها كمصدر بديل لانتاج الطاقة بالاضافة لاستخدامها في اضاءة المباني والمنشآت خلال ساعات النهار، ويمكن ايضا توفيرها بنصف الكمية لضمان الحصول علي اكبر قدر من اشعة الشمس في فصل الشتاء لتدفئة المبني، وهذه التقنية مستخدمة الان في مشروع توشكي وغيره من المشروعات التي نسعي لتعميمها. * غزو الصحراء ضرورة، فهل هناك مخطط منظم حتي لا تعم العشوائيات المدن الجديدة؟ ** المركز يعمل علي توفير جميع الاحتياجات المطلوبة للنهوض والتوسع بهذه الصناعة وتعميمها وتدريسها للطلاب ايضا، خاصة ان مصر بعد 40 سنة سيبلغ عدد سكانها 150 مليون نسمة بمعني ان عدد السكان الزائد سيبلغ 66 مليون نسمة حسب التقارير والابحاث الصادرة من مختلف المراكز البحثية، وهذا يحتم علي القائمين علي مصلحة البلد غزو الصحراء بشكل سريع ومنظم، وانشاء مجتمعات عمرانية متكاملة وليس فقط اسكان، ولابد ان يكون لدينا اسلوب مختلف ومميز ومخطط مدروس بطريقة جيدة فلو نظرنا لمشكلة المياه سنة 2050 سنجد مخزونها غير كاف وربما محدود وكذلك الطاقة وغيرها من الموارد الطبيعية، لابد ان تكون لدينا خطة استراتيجية حقيقية قائمة علي ابحاث علمية سليمة لتخطي هذه التطورات، والاهم من ذلك عدم النظر للخلف واساليب الحياة التقليدية الخاطئة فلابد من مواكبة كل التطورات والبعد عن النمط التقليدي حتي نصل في النهاية للهدف المطلوب في استيعاب الكثافة السكانية، فعندما قامت هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة بالتخطيط للمدن الجديدة وكان الهدف وضع مخطط عام