احتفل الاسترالي بات كاش باحراز لقب بطولة ويمبلدون للتنس بالانطلاق نحو المدرجات لمعانقة اصدقائه وأسرته فيما جثا السويدي بيورن بورج علي ركبتيه بعد انتزاعه اللقب لكن الصربي نوفاك ديوكوفيتش التقط جزء من عشب الملعب ومضغه لاظهار فرحته الغامرة بالانتصار في المباراة النهائية وبعد لحظات من اطاحة الاسباني رفائيل نادال بالكرة خارج الملعب بعد ضربة خلفية سقط ديوكوفيتش علي الأرض فيما وقف 15 ألف متفرج لتحية أول بطل صربي لمنافسات فردي الرجال في ويمبلدون وفي الدقيقة التالية احتفل ديوكوفيتش بطريقته المعتادة بعد انتصاره ورفع ذراعيه عاليا واختبر قوة رئتيه بالزئير لفترة طويلة في احد جوانب الملعب. وترك الرئيس الصربي بوريس تاديتش مقعده في المقصورة الملكية وقفز في الهواء احتفالا فيما انتزع ديوكوفيتش جزءا من أرضية الملعب ليمضغ العشب ويتذوق طعم انتصاره. واشتهر ديوكوفيتش بالاحتفال بطرق غير معتادة بالانتصار إذ قام بحلاقة شعره بالكامل عقب فوز صربيا بكأس ديفيز في ديسمبر الماضي. وقال ديوكوفيتش: شعرت اني مثل حيوان كنت أريد معرفة مذاق العشب.. مذاقه جيد. واضاف: لقد قمت بذلك بدون تخطيط حقا لم أخطط لفعل هذا، لم أعلم ماذا أفعل بسبب الحماس والفرحة. وكان قطار انتصارات ديوكوفيتش في التنس قد تواصل دون توقف هذا العام سوي بالرولان بدأ تنس الرجال اجازة مثيرة ودخل في أشهر عاصفة لانه للمرة الاولي خلال نحو 8 مواسم يدخل "ملكاه" معا في مرحلة من الضبابية تبدو كما لو كانت هي النهاية لمرحلة بدت للبعض خالدة الي الأبد، 378 أسبوعا من 2 فبراير 2004 الي الرابع من يوليو 2011.. خلال تلك الفترة الممتدة التي تعد الأطول في التاريخ التي يتحكم خلالها لاعبان فقط بمقاليد الأمور، كان المصنف الأول عالميا معروفا سلفا بشكل دائم: فحرف "الراء" كان يعني التفوق ويشير اما الي روجيه فيدرر أو إلي رافاييل نادال لكن اعتبارا من الآن سيتغير الوضع وقال الأمريكي جون مكنرو الذي عرف الكثير عن انه تصدر التصنيف العالمي للاعبي التنس "ليس الأمر هو من يتصدر التصنيف في هذه المرحلة من الموسم لكن من سيحتفظ به الي نهاية العام لكن لو ظلت الأمور علي ما هي عليه الآن سيكون الصربي نوفاك ديوكوفيتش بالتأكيد هو المتفوق بحلول نهاية العام، بعد أن فاز الي الآن في 48 مباراة منذ بداية 2011 ولم يخسر سوي مرة وحيدة كما توج ب8 ألقاب وبينما ينتهز كبار التنس فرصة الصيف من أجل استعادة الطاقات وإعادة ترتيب الافكار تتوالي التساؤلات: هل يفوز ديوكوفيتش بلقب بطولة أمريكا المفتوحة أيضا وينهي سنوات تألق البطلين؟ هل سيجد نادال، ذلك الرجل الذي بدا قادرا علي الاحتفاظ بقوته الذهنية دائما، مخرجا لعقدة ديوكوفيتش التي اصابته؟ فالخسارة في 5 مباريات نهائية متتالية أمام نفس اللاعب أمر لم يحدث له اطلاقا، علما بأنه خسرها علي الملاعب الصلبة والرملية والعشبية، هل يستعيد روجيه فيدرر نفسه؟ السويسري يعاني من عقدة اسمها نادال، كالتي بات يملكها هذا امام ديوكوفيتش الذي كان بطل ويمبلدون 6 مرات هو اللاعب الوحيد الذي تمكن من الفوز عليه هذا العام لكن مشكلته الأهم هي انه لم يحرز أي لقب في البطولات الأربع الكبري "جراند سلام" منذ يناير 2010 في استراليا. وخلال الاشهر الاربعة المقبلة بين اغسطس ونوفمبر سيختار التنس ملكه حيث يدافع نادال عن 4220 نقطة فيما يدافع ديوكوفيتش عن 3390 نقطة. وقد يتقابل اللاعبان اللذان تواجها علي عشب "اول انجلاند كلاب" مجددا يوم 11 سبتمبر في الذكري العاشرة لاشهر الهجمات التي تعرضت لها الولاياتالمتحدة تلك المواجهة لو تحققت فستكون علي الأرضية الصلبة بالملعب الرئيسي في فلاشينج ميدوز الذي شهد فوز نادال علي ديوكوفيتش في 13سبتمبر 2010 كي يصبح واحدا من سبعة لاعبين تمكنوا من الفوز بالبطولات الاربع الكبري. ولا يعلم الألماني بوريس بيكر بطل ويمبلدون 3 مرات وهو الرقم الذي فشل نادال في معادلته ما سيحدث اعتبارا من اليوم وحتي نهاية الموسم لكنه متأكد من ان نادال يتمتع بشيء من التميز وقال: لديه عزيمة لم أر مثلها في حياتي قط لدي أي لاعب ربما لدي "السويدي بيورن" بورج فقط بورج ولا يبالغ بيكر لكنه معجب كذلك بديوكوفيتش لتنظروا الي أرقامه هذا العام والهزيمة الوحيدة التي تعرض لها لم تكن أمام أي لاعب بل أمام روجيه فيدرر بنفسه لم تعد الأمور كما كانت عليه فديوكوفيتش ذلك الصاروخ القادم في عالم التنس يجعل الجميع يعيدون التفكير فيما كانوا يتعاملون معه طيلة 7 أعوام علي أنه حقيقة كالماء والهواء واجازات النجمين "راء" لن تكون استرخاء حقيقيا.