من المعوقات التي تمر بها السياحة الداخلية هذا العام، قصر وقت إجازة الصيف، ولاسيما أن شهر رمضان المبارك، يأتي في ذروة موسم المصايف، وأيضا تأثر بعض المناطق الساحلية، خاصة في مرسي مطروح، وبعض قري الساحل الشمالي، وتراجع أعداد المصيفين بها، بسبب الأوضاع الساخنة في ليبيا، واعتقاد البعض أن الأوضاع الأمنية لم تستقر إلي الدرجة التي تستمتع فيها العائلات المصرية بمصيف هادئ وآمن، ومن الطبيعي بعد أن خوضنا ثورة عظيمة، أن نمر بفترة عدم استقرار، ونشعر ببعض المشكلات المالية، كما أن المزاج العام للمصريين والحالة النفسية عند بعضهم ولاسيما بعد ثورة يناير، وسقوط شهداء وجرحي واستمرار المظاهرات والاعتصامات الفئوية، وعدم الشعور بوجود ثمار اقتصادية للثورة حتي الآن، في الوقت التي تزداد فيه الأسعار يوميا، كل ذلك أصاب أسر ب "سد النفس" وجعلهم يتراجعون عن التمتع بإجازة سنوية في أحد المصايف، الفاخرة أو حتي الشعبية. فعلي سبيل المثال هناك من يري أن بعض مصايف الغلابة، مثل جمصة ورأس البر وبلطيم، بها بلطجية، وأيضا المصايف السوبر في القري السياحية والفنادق بالساحل الشمالي وشرم الشيخ، أسعارها نار، ولم تلجأ إلي خفض أسعارها رغم الظروف السياسية والاقتصادية، وهناك تراجع شديد في أعداد الراغبين في قضاء إجازة المصيف هذا العام. والحقيقة أن موسم المصايف هذا العام شبه مضروب، رغم أننا مازلنا في بدايته، ولم ينته طلبة الثانوية العامة من امتحاناتهم بعد، كما أن شهر يوليو سيبدأ بعد أيام قلائل، وهو ذروة الموسم الصيفي، ولكن الشواهد تؤكد أن هذا الموسم سيشهد انخفاضا كبيرا في عدد المصطافين، قياسا بالأعوام السابقة. فبجانب الظروف السياسية والاقتصادية والأمنية والنفسية التي أشرت إليها، هناك فقر شديد في الفكر السياحي المصري، ولا توجد لدينا أفكار تسويقية غير تقليدية، تطرح الجديد وقت الأزمات، ولديها حلول للمشكلات وسيناريوهات وبدائل، تتواكب مع الأزمات والتراجع المتوقع للحركة السياحية سواء علي مستوي الجذب الخارجي أو في نطاق السياحة الداخلية خاصة في الموسم الحالي الذي يعتمد علي قضاء إجازة الصيف في المصايف المختلفة. فالأسعار مازالت مرتفعة في الفنادق والقري السياحية، بل وفي الشقق المفروشة الموجودة بالمدن الساحلية، ولا تخضع إطلاقا لآليات السوق والعرض والطلب، بحجة أن تلك الفنادق تحافظ علي مستوي أسعارها، حتي ولو ظلت خالية، كما أن العروض السياحية من أجل جذب المزيد من المصطافين، لم تصل بعد لعقلية منظمي السياحة في مصر، وبالتالي هناك من المصطافين فضلوا قضاء إجازاتهم الصيفية خارج مصر، خاصة قبرص وتركيا واليونان، حيث رخص الأسعار والأمان، أما الفقراء ففضلوا قضاء وقتهم ليلا علي كورنيش النيل، أو في ميدان التحرير الذي يعد أفضل أماكن السياحة الداخلية، وأحلي من المصيف حاليا.. ولكن وللحديث بقية حمدي البصير [email protected]