جاء في تقرير "مستقبل المشاريع الصغيرة" الذي أصدرته مؤسسة إنتيويت والذي شاركت في إعداده مؤسسة المستقبل أن المهاجرين يشكلون أحد القطاعات الأسرع نمواً في مجال المشاريع الصغيرة في الولاياتالمتحدة وأنهم سيمثلون جزءاً هائلاً من مالكي هذه المشاريع بحلول عام 2017. وقال الاقتصادي روبيرت فيرلي مؤلف "مؤشر كوفمن لنشاط المشاريع" في التقرير إن لدي المهاجرين في الولاياتالمتحدة البالغ عددهم 36 مليوناً معدلات أعلي لتأسيس أعمال جديدة سواء أكانوا ذكوراً أم إناثاً منهم أمريكيين مولودين في هذه البلاد. ويظهر المؤشر أن المهاجرات يؤسسن مشاريع بمعدل 41 % أعلي من النساء الأمريكيات المولودات في هذه البلاد. كما أن المهاجرين من الذكور ينشئون أعمالا بمعدل 25% أعلي من الأمريكيين المولودين في الولاياتالمتحدة. ونقلت صحيفة لوس انجلوس تايمز عن بيتر ليو مؤسس بنك الموارد الجديدة بسان فرانسيسكو هو من مواليد تايوان وحائز علي شهادات علمية من جامعة كاليفورنيا ببيركلي قوله: إنه بعد أن بحث عن وظيفة لدي أكبر شركة تدفع أكبر أجر نجح في تبوء منصب رفيع في مجال تصميم معامل بيتروكيميائية حول العالم لكنه أصيب بالإحباط بعد أن لمس أن أفضل وأنقي تكنولوجيا لا تستخدم دائماً. وفي عام 2006 أسس ليو مؤسسة "الموارد الجديدة" التي تسعي لدعم التصاميم "الخضراء" من خلال الاقتصاد. وقال إن لدي بنكه أصولا وموجودات تقدر بأكثر من 130 مليون دولار وقد اجتذب زبائن تجاريين معنيين بالطاقة المستدامة من حول العالم وحتي وديعة من ولاية كاليفورنيا بقيمة 10 ملايين دولار. وطبقا لستيفن كينج من مؤسسة المستقبل فإنه في ضوء أن المهاجرين يمكنهم أن يتدبروا "الحواجز اللينة في وجه التجارة" مثل الثقافة واللغة والنظم أو الطرق غير العادية للقيام بأعمال في الخارج فإن بمقدورهم أن يعززوا الاستثمارات الأجنبية في الولاياتالمتحدة والتبادل التجاري معها. وتضيف الصحيفة أن المهاجرين يؤسسون أعمالا لأسباب متعددة وفي كثير من الأحيان من أجل تفادي الحواجز التي تواكب وظائف تقليدية أو لأن مهاراتهم لا تستحسنها الشركات الأمريكية. ولأن المشاريع الصغيرة تستخدم أكثر بقليل من نصف عمال القطاع الخاص الأمريكي فإن هؤلاء المهاجرين بدأوا يحتلون مكانة مرموقة في الإقتصاد كمؤسسي فرص عمل. إيسا كالافاد التي نشأت وترعرعت في الهند شاركت في تأسيس "تاتارا سيستمز" وهي شركة أعمال تكنولوجيا بولاية ماساشوستس تستخدم 65 موظفاً. وقالت كالافاد: إنه في مسقط رأسها الهند كانت تشعر بضغوط مجتمعية لدراسة موضوع "يليق بالنساء" أكثر من الهندسة. وبعد أن تخرجت بدرجة هندسة من كلية الدراسات العليا بجامعة كاليفورنيا بقيت في الولاياتالمتحدة للعمل مع شركو بيل لمختبرات الأبحاث قبل أن تؤسس شركتها الخاصة. إلا أنها وشريكتها المؤسسة وهي امرأة صينية لم تستسلما ولاحقا هب لمساعدتهما مستثمرون في تأسيس تاتارا. ووصف فيرلي كالافاد بأنها امرأة جريئة بطبيعتها ذلك كونها غادرت بلادها بالذات وأتت الي هذه البلاد متحملة نفقات باهظة وهاتان الحقيقتان تعكسان روح إقامة مشاريع "ذاتية الإختيار". وقالت فرحانة حق مديرة مشروع "النساء المديرات" وهي مؤسسة غير ربحية بسان فرانسيسكو تساعد المهاجرات ذوات الدخول المتدنية علي تأسيس أعمال إن "المهاجرين يتجهون للمخاطرة فهم يجازفون بكل معني الكلمة". غادرت فانتا ناباي مسقط رأسها سييراليون وتوجهت إلي الولاياتالمتحدة في عام 2000 بعد أن قتل الثوار أبويها وأشقاءها فأسست عملا تجاريا للبيع بالتجزئة أقمشة افريقية مصبوغة باليد وحلي مصنوعة بكاليفورنيا. وحينما رزقت هي وزوجها طفلا أسست مركزا لرعاية الأطفال. وقد جاءت يان ليو الي الولاياتالمتحدة في عام 1997 بعد أن تخرجت من كلية في الصين وأدارت عمل والدها للبيع بالتجزية لمدة عامين في شاندونج. وفي عام 2002 افتتحت مخزن حلي بأوكلاند بولاية كاليفورنيا حيث يبتاع والدها لحسابها الأحجار الكريمة واليشم في الصين. ورغم أن مؤسسة أعمال صغيرة واحدة من بين كل عشر مؤسسات تتكلل بالنجاح في العام الأول علي تأسيسها قد يكون المهاجرون مسلحون بمزايا إذ أنهم "أكثر تناغماً منهم للأمريكيين من مواليد هذه البلاد مع الفرص في أمريكا" وهذه العوامل المحفزة كما يقول كينج "تقود الي معدل نجاح أعلي". مصطفي عبدالعزيز