متذمر بالباب يا دكتور

د.عبدالقوي خليفة رئيس الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي المحترم. لم يسبق لي التعرف عليك رغم أهمية منصبك، لكني أعرف جيدا د.عبدالعظيم وزير محافظ القاهرة، المحافظة التي كبرت وتكبر كل يوم ويضيع جهده مهما فعل. وأنا يا دكتور عبدالقوي أعرف أن د.وزير هو المايسترو ولكني أعتقد أنك عازف ماهر في موقعك لا تنتظر اشارة من المايسترو! الحكاية مطولشي عليك أن يوم الجمعة الماضي 14 يناير، أمطرت سماء القاهرة وملأت الشوارع والطرقات بمياه الأمطار علما بأن كل إنسان يعلم أننا في فصل الشتاء وعلم الجغرافيا علمنا أنه "حار جاف صيفا، بارد ممطر شتاء" يعني ايه؟ يعني أن الأجهزة تبقي صاحية لمواجهة الشتاء بالوعات صرف مياه الأمطار وعربات تسحب المياه من الشوارع وبالطبع أجهزة مواجهة السيول والعياذ بالله التي تطرد الأمنين من قراهم وجدير بالذكر أن السيول لا تهاجم القصور! يوم الجمعة في مصر، يوم بائس إذا حصلت كارثة، فالكل بيتك بيتك لا تجد مسئولا واحدا تشكو له ومعظم المسئولين أغلقوا تليفوناتهم المحمولة "واضرب راسك في الحيط" لو كنت أعرف تليفونك المحمول يا اخويا عبدالقوي كنت قلت لك ابعت يا راجل عربيات شفط المطر منشارع صلاح سالم. أهم شوارع العاصمة وهو المؤدي للمطار لكنه يوم الجمعة في مصر. لو كنت أعرف رقم محمولك يا عبدالقوي يا بن خليفة لقلت لك إن السيارات تتحرك سنتيمترا كل ربع ساعة وإذا عطلت عربية فهذه الطامة الكبري لصالحها وطابور السيارات ولقلت لك إن الرصيف تحول إلي طريق موسيكلات تجري بلا حساب ولا عتاب والناس داخل السيارات وأنا منهم متذمرين من التقصير في شفط مياه المطر من شارع شريان مهم، لكنه يوم الجمعة في مصر ودي مصر يا عبلة! الكارثة يا دكتور أن السياح المسافرين العائدين لبلادهم نزلوا من التاكسيات وسحبوا حقائبهم في أيديهم وظلوا يجرون علي الرصيف علي أمل اللحاق بطائرتهم ولسان حالهم يلعن هذا اليوم ونسوا أنه يوم الجمعة في مصر ومحدش يصحي حد وسمعتنا ذي الطين! فهمت من أين يأتي "التذمر" عند الناس فالناس يدفعون ضرائب وعمنا يوسف بطرس مكلف أحمد رفعت مدير الضرائب بالبقاء في المنصب والتجديد كلما كبرت الحصيلة والناس تتوقع خدمات مقابل هذا حتي يوم الجمعة في مصر متذمر أنا بالباب يا دكتور عبدالقوي خليفة. وساجرؤ وأقول لك لو كانت هناك "تشريفة" يوم الجمعة أوضيف أجنبي قادم لمصر وسوف يتجه لمقر رئيس البلاد، لأرسلت سيارات شفط المطر من بعد سقوطه بنصف ساعة ومش بعيد ألقاك تقود أسطول سيارات الشفط بنفسك!