بعد تحقيقات استمرت علي مدار ست سنوات حكم القضاء الأمريكي بتغريم شركة جلاكسو للأدوية في الولاياتالمتحدة 750 مليون دولار بعدما تأكدت وزارة العدل الأمريكية من ثبوت بيع الشركة لعقاقير ملوثة أو تحتوي علي مواد خاطئة وضعت سهوا. وأقرت شركة جلاكسو سميث كلاين بأن منتجاتها في مصنع سيدرا في مدينة بورتو ريكو شابها القصور ولكن الشركة لم تعتذر للمرضي. وبدلا من ذلك أعلن رئيس المستشارين القانونيين للشركة البيديو فيلاريل عن سعادته بإغلاق هذا الملف بعد هذه السنوات الطويلة من التقاضي مؤكدا أن مصنع سيدرا كان حالة استثنائية داخل الشركة. تبدو هذه المخالفات الجسيمة التي ذكرها المدعي الأمريكي توني ويست غير قابلة للتصديق. فمن بينها علي سبيل المثال تلوث العقاقير أثناء الإنتاج وخلط بعضها ببعض وتعبئتها في عبوات خاطئة أو اختلاف محتوي هذه العبوات عن المعلومات المذكورة علي العبوة. وحذر ويست من "حدوث عواقب وخيمة" للمرضي. ولكن لم يعرف علي وجه الدقة الأضرار التي يمكن أن تكون قد أصابت المرضي الذين استخدموا منتجات شابها القصور الجسيم. وأغلقت الشركة المصنع المعني العام الماضي وبشكل رسمي وبررت ذلك بعدم وجود طلب علي العقاقير التي ينتجها المصنع. وكان عقار أفانديا المستخدم في علاج السكر والذي أثيرت عنه في ألمانيا شائعات بأنه يتسبب في حدوث جلطة قلبية ينتج في مصنع سيدرا المذكور والذي بلغ إجمالي العقاقير التي كان ينتجها 20 عقارا. وكان عقار سيدرا يوما ما من أكبر منتجات شركة جلاكسو سميث كلاين. وأبلغت إحدي مديرات الجودة السابقة بالشركة عام 2002 حسب محاميها عن وجود مثل هذه المشكلات في المصنع، بل وأوصت بإغلاقه ولكن مسئولي الشركة لم ينصتوا لها. وعندما لم تتوقف عن الإشارة إلي هذه المخالفات تم فصلها من الشركة حسب قول محاميها مما دفعها للجوء للسلطات الأمريكية عام 2004. ويبدو أنها قد أحسنت صنعا حيث يقضي القانون الأمريكي للمبلغين عن مثل هذه المخالفات المصيرية بمكافأة ضخمة وستحصل السيدة المعنية علي 96 مليون دولار حسب صحيفة "نيويورك تايمز" وهي أعلي مكافأة لمرشد عن مخالفات يضاف إليها ما ستحصل عليه من ولايات أمريكية. أما شركة جلاكسو سميث كلاين فكانت قد أعدت العدة وتهيأت لدفع هذه الغرامة الكبيرة من خلال توفير هذا المبلغ منذ منتصف العام الجاري مما خفض أرباحها آنذاك. ولكن هذه التسوية التي توصلت إليها مع القضاء الأمريكي لن تؤثر علي أرباح الشركة هذا العام حسبما أكدت الشركة لمستثمريها في محاولة منها لتهدئتهم عقب الإعلان عن التوصل للتسوية. مصطفي عبد العزيز