اذاعت الصين سرا حربيا خطيرا لأول مرة في سلسلة مقالات نشرها أحد الكتاب الصينيين، والواقع أن ما كان ليستطيع ان ينشر هذا السر لولا أنه حصل علي تصريح بذلك من الحزب الشيوعي الصيني. الكاتب هو ليوشنشان وفي سلسلة المقالات هذه يصف المرات الخمس التي تعرضت أو كادت الصين أن تتعرض لهجوم نووي منذ قيام الدولة الشيوعية عام 1949. وكانت أخطر هذه المرات عام 1969 عندما قامت أعنف أزمة بين الصين والاتحاد السوفيتي بشأن الصراع حول الحدود والذي أدي إلي ألف قتيل من الدولتين. وقد أخطر الدبلوماسيون السوفييت واشنطن بأن موسكو تخطط لمحو الصين من الوجود والتخلص من هذا المغامر الجديد الخطر بضربة نووية. وطالب السوفييت الولاياتالمتحدة ألا تقف علي الحياد في الحرب القادمة بين موسكو وبكين. ولكن واشنطن وجدت ان التهديد السوفييتي لها أخطر كثيرا من التهديد الصيني وان واشنطن تريد بقاء الصين لاحداث التوازن مع الوجود السوفييتي. وعلي هذا الأساس فإن واشنطن ابلغت السوفييت انها لن تبقي علي الحياد اذا قام السوفييت بمهاجمة الصين وانها - أي واشنطن - ستطلق 130 صاروخا نوويا علي المدن السوفييتية. وأبلغ الكس كوسيجين رئيس الوزراء السوفييتي الزعيم السوفييتي لبويند بريجينيف في 19 اكتوبر 1969 أن واشنطن وصفت خططا تفصيلية لحرب ذرية ضد السوفييت اذا هاجمت الصين. وقال كوسيجين لبريجينيف ان امريكا اشارت بوضوح إلي أن مصالحها مع الصين ولذلك وضعت الخطط التفصيلية للهجوم علي السوفييت. وفي نفس اليوم قام أنا تول روبرينيف السفير السوفييتي في واشنطن بابلاغ بريجينيف نفس الكلام بعد ان تشاور مع الدبلوماسيين الأمريكيين. وعلي الفور تراجع السوفييت عن الهجوم علي الصين. وقد أذيع السر هذه الأيام لأسباب غير معروفة، أو ربما لتقوية العلاقات الأمريكية - الصينية. محسن محمد