تعرض اليورو والاسترليني لضغوط في التعاملات الاسيوية امس مع تلاشي مشتريات لتغطية مراكز مدينة وتجدد المخاوف من امتداد ازمة الدين السيادي إلي القطاع المصرفي في منطقة اليورو وهو ما دفع المستثمرين إلي بيع العملة الاوروبية الموحدة. وتراجع اليورو مقابل العملة الامريكية إلي 1.2296 دولار من 1.2376 دولار في اواخر التعاملات في سوق نيويورك يوم الاثنين عندما بلغت خسائره أكثر من 1.5%. وتخلي اليورو عن معظم مكاسبه التي حققها بشق الانفس الاسبوع الماضي عندما سجل أول زيادة اسبوعية في ستة اسابيع مقابل العملة الامريكية ليصل في اواخر الاسبوع إلي 1.2672 دولار. وامام العملة اليابانية هبط اليورو إلي 110.66 ين من 111.78 ين في اواخر المعاملات في نيويورك يوم الاثنين عندما تراجع بأكثر من 1%. وتراجع الدولار امام العملة اليابانية 89.96 ين مقارنة مع 90.25 ين في اواخر التعاملات في السوق الامريكي. وتراجع الجنيه الاسترليني أمام الدولار امس اثر انخفاض اليورو وعملات أخري الحساسة تجاه المخاطر اذ دفعت المخاوف بشأن القطاع المصرفي الاوروبي المستثمرين إلي بيع الاصول المنطوية علي مخاطر. وأدي نبأ استحواذ البنك المركزي الاسباني علي بنك الادخار كاخاسور يوم السبت إلي تجدد العزوف عن المخاطرة علي نطاق واسع مما أذكي التوتر في أسواق الصرف وعزز الطلب علي الدولار. ورغم أن كاخاسور بنك صغير نسبيا قال متعاملون ان عملية انقاذه أبرزت ضعفا في القطاع المصرفي في أوروبا وزادت المخاوف من احتمال احتياج بنوك أخري للانقاذ في بعض الدول الاعضاء بمنطقة اليورو المثقلة بالفعل بديون كبيرة. وامتد أثر المعنويات السلبية إلي الاسترليني الذي يتعرض بالفعل لضغوط جراء مخاوف من تأثير اجراءات تشديد السياسة المالية في بريطانيا علي النمو. و انخفض الاسترليني 0.9% إلي 1.4295 دولار متجاوزا مستوي 1.4310 الذي وضعت عنده أوامر بيع كثيرة لوقف الخسائر مما زاد من وتيرة الهبوط. وتراجع الجنيه الاسترليني 0.2% أمام اليورو إلي 85.80 بنس. رغم ما وأظهرته بيانات رسمية امس بأن الاقتصاد البريطاني نما بوتيرة أسرع قليلا من المتوقع سابقا في الاشهر الثلاثة الاولي من هذا العام بعد انتعاش قوي في الانتاج الصناعي وخدمات الاعمال. وذكر مكتب الاحصاءات الوطنية أن اقتصاد بريطانيا نما بمعدل 0.3% في الربع الاول ارتفاعا من توقعات سابقة بمعدل يبلغ 0.2% لكنها وتيرة أبطأ من 0.4% حققها في الربع الاخير من 2009. ومقارنة مع الفترة نفسها قبل عام انخفض الانتاج بنسبة 0.2% وهي معدلة بالزيادة أيضا - مسجلا أقل تراجع منذ الربع الثالث لعام 2008. وجاءت المراجعتان مطابقتين تماما لمتوسط توقعات خبراء اقتصاديين في القطاع الخاص عدلوا توقعاتهم بالزيادة بعد بيانات قوية للانتاج الصناعي لشهر مارس. وأظهرت البيانات أن الانتاج الصناعي ارتفع 1.2% علي أساس فصلي وهي أكبر زيادة منذ الربع الاول لعام 2006، ونمت خدمات وتمويل الاعمال بأسرع وتيرة منذ الربع الاول من عام 2008. لكن انفاق الاسر لم يحقق نموا فصليا في حين نما الانفاق الحكومي العام بواقع 0.5% فقط وهي أبطأ وتيرة في عام. وسجل هبوطا حادا بلغ 0.7% في انتاج قطاع الفنادق والتوزيع وخدمات الاماد والتموين. ومن المرجح أن تؤكد الارقام رؤية الخبراء الاقتصاديين بأن بريطانيا تتعافي ببطء من أسوأ ركود منذ الحرب العالمية الثانية علي الاقل لكن ما زالت هناك عقبات في الافق لاسيما الاضطرابات الاقتصادية الحالية في منطقة اليورو أكبر شريك تجاري لبريطانيا إلي جانب ما يرجح أن يكون أكبر خفض في الانفاق العام في جيل كامل. وواصل الدولار الاسترالي خسائره ليفقد أكثر من 1% مقابل الين ونحو 1% مقابل العملة الامريكية مع اقبال صناديق التحوط والمستثمرين علي البيع لجني أرباح بعد ارتفاع العملة ذات العائد المرتفع هذا العام. وتأثرت المعنويات بشأن اليورو بعد أنباء عن سيطرة البنك المركزي الاسباني علي بنك الادخار كاخاسور يوم السبت بعد فشل اندماج البنك مع بنك اقليمي اخر. ودفعت المخاوف من أزمة مالية جديدة المستثمرين إلي خفض ملكياتهم من الاصول الاعلي مخاطرة مثل الاسهم والبحث عن ملاذ امن في الين والدولار والسندات الحكومية الامريكية واليابانية.